ظهرت مؤخراً و بشكل واضح حروب مختلفة و جديدة تعرف بحروب الشائعات , أو حروب الجيل الرابع و الخامس , يريد مستخدموها من خلالها قلب الحقائق , و الترويج لمعلومات مغلوطة و ملتبسة , رغبة فى زعزعة الاستقرار و تشتيت الرأى العام , بل و توجيهه فى مسارات ليست صحيحة .
عُرفت حروب الجيل الرابع قديماً بأنها ميليشيات غير نظامية ومنتشرة بأماكن كثيرة، تواجه دولة نظامية لها جيش، و هو ما يعد التعريف الأبرز لـحروب الجيل الرابع , حيث أرجع البعض بدايات هذا “الجيل الرابع” إلى قدرة الفيتناميين على هزيمة القوات الأمريكية في السبعينيات، وهزيمة الاتحاد السوفييتي على يد المجاهدين الأفغان في أواخر الثمانينيات. وكثيرون يرى من الخبراء و المحللين أن فى هذه الحروب تستخدم أيضًا “القوى الناعمة” إلى جانب “قوى السلاح”، و يقصد بها وسائل الإعلام والقنوات التي تخدم تلك التنظيمات والميليشيات، أو الدولة التي تواجه الميليشيات، وتعمل هذه الوسائل على إنهاك الخصم والتآكل البطيء له، وتشتيت الرأي العام حتى يتمكن الطرف التابع للوسيلة الإعلامية من تحقيق أهدافه وتحطيم الخصم تمامًا.
وضع الأمريكي “ماكس مايوراينك ” البروفيسور في معهد الأمن القومي الإسرائيلي، تعريف آخر لها، بأنها “الحرب بالإكراه، إفشال الدولة، زعزعة استقرار الدولة ثم فرض واقع جديد يراعي المصالح الأمريكية”.
ده بجد
من جانبه يقول هانى بهجت مؤسس صفحة ده بجد على الفيس بوك : إنه يحاول من خلال صفحته القضاء على الشائعات و مواجهة ما يعرف بحروب الجيل الرابع و الخامس , عن طريق التصدى لأية منشورات يتم استخدامها و الترويج لها , من خلال نشر الحقائق و المنافية لهذه الأكاذيب و الشائعات , و أضاف ” بهجت ” بقوله من أكبر الشائعات و التى واجهتنا على مواقع التواصل الاجتماعى كانت شئعة مذابح المسلمين فى بورما , حيث تم تداول صور غير حقيقية و من مذابح أخرى لم تكن فى بورما , مؤكداً على سعيه هو و فريق العمل على مداومة توثيق المعلومات و التأكلد من صحتها قبل نشرها .
أخطر الأسلحة
يضيف الخبير الأمنى اللواء محمد نجم : سلاح الشائعات من أخطر الأسلحة و التى تواجه و و كثيراً ما ساهمت فى ضرب السياحة , الاسثمارات و زعزعة الاستقرار المصرى و غرضها تفرقة المصريين , بنشر القصص الوهمية , و اختلاق المواقف , ضارباً أحد الأمثلة من خلال سرد قصة خطف الأطفال, و سرقة أعضائهم مؤكداً على أن الغرض الرئيسى من تلك الشائعات هو الترويج لفكرة ضعف الدولة و عجزها مختتماً بتوضيحه تزايد نسب فتاوى الفيس بوك و التى ارتقعت إلى 34% , فى ظل غياب الثقافة و ضعف الإعلام على المواجهة .
الحلول
يوضح ناجى فرح الخبير الاقتصادى : أن حروب الجيل الرابع و الخامس من الأمور الشائعة للزعزعة الوضع المصرى , و للحلول نحتاج إلى سياسة الإفصاح , من أجل معرفة الحقيقة من مصادرها الأساسية , إلى جانب نسب معقولة من الشفافية .