الشغف بالبحث العلمي ملكة لا يملكها الكثيرين ..ومن يملكها يجد صعوبات كثيرة ليبحر في عالم البحث والاستكشافات ..وهناك أمثلة كانت شغوفة بالبحث العلمي ولم تستطيع تفريغ شغفها بمصر ولكن وجدت دول اخري احتضنتها بل وابدعت فيها كالعالم احمد زويل… فكثير من الشعوب تضع البحث العلمى فى المقام الأول وتخصص له ميزانية كبيرة من دخلها القومى ..ولكن حول موقف البحث العلمي بمصركما يراه الباحثين يدور هذا التحقيق ..
الإبداع منذ الصغر
قال رومانى جميل صيدلى وحاصل على دبلومة تنمية البشرية : البحث العلمي يرتبط بالتنمية البشرية ومدى إعداد القوى البشرية القادرة على تملك أدوات التفكير العلمي ومعالجة قضايا الحياة العملية بمنهجية وفكر منظم، ويقع داخل هذا الإطار مدى قدرة المجتمع على تنمية قدرات الأطفال ومن ثم صغار السن والشباب بحيث يصبحون محبين للعلم، وقادرين على الإبداع والابتكار، ويصبح لديهم القدرة على التعامل مع تطبيقات العلم، سواء من حيث نقل التكنولوجيا واستيعابها وتطبيقها، أو القدرة على توطينها وتطويعها للبيئة المحلية، أو القدرة على إبداع تكنولوجيات مستحدثة، واستنبات تكنولوجيا جديدة تحقق التكامل بين أحدث تكنولوجيات العالم.
قالت شيرين وصفى طبيبة بالقصر العينى :عندما اعددت بحث الدكتوراة وجدت صعوبات كثيرة فى اتاحة المواد المستخدمة وكثير من الروتين والبيروقراطية والتى تسبب الكثير من الأحباطات بل تعرقل شغفنا لمواصلة البحث واحداث اسرع النتائج فى مدة قياسية بل هناك الكثير من المعوقات لما يوجد من العقول الجامدة التى تدور فى فلك الحفظ والتلقين بعيدا عن الأبتكار والبحت على الرغم من وجود عقول مبتكرة ولها استعداد للأكتشاف والبحث ولكن لم يجدوا المناخ الجيد لأخراج طاقاتهم الذهنية والبحثية.
البحث العلمي يقيده الروتين
قال د. رامز أمير طبيب بمعهد الأورام القومى للأسف يعتبر البحث العلمى أخر اهتمامات الدولة حتى ان الاهتمام الأكبر للعلاج وليس للبحث والبحث العلمى يحدة ويقيدة روتين يعوق من الوصول لأهداف من الممكن الأستفادة منها وتوجد معوقات كثيرة منها الدعم المادى والمعنوى ولا توجد أى تسهيلات ولذلك يتلخص البحث العلمى فى الرسائل وأبحاث الترقى , كما أن كثير من الأبحاث تضع احصائيات امريكا واوربا وليست احصائيات خاصة بنا لما يكون له نتائج غير دقيقة ولا توصل لأى اكتشاف او أبتكار.
استطرد قائلا ان البحث العلمى له اهمية كبيرة يعطى لمصر مكانة أعلى فى التعليم عالميا لأن تقييم التعليم وتصنيفة يكون على اساس البحث العلمى وذلك يجعلنا نواكب التقدم وبمعنى اوضح نستطيع المشاركة فى التقدم فالابحاث العلمية تساعد على تطوير الأداء ،وله ابعاد من الممكن الأستفادة منه من الناحية الأقتصادية فالوصول لأكتشافات جديدة ويدر دخل للدولة فالبحث العلمى اساس التقدم.
علي العكس راي صموئيل فهمى طبيب امراض نساء بشيكاغو :لم تكن هناك اى معوقات بل على العكس كل السبل متاحة للبحث العلمى وتوفير كل ادواتة بل اتاحة الفرصة بكل الطرق لأنجاح الباحثين فى ابحاثهم وتهيئة المناخ المساعد والملائم لأعطاء أفضل النتائج المرجوه.
مرتبة مصر جيدة في النشر وضعيفة في التنفيذ
قالت د. نادية زخارى وزيرة البحث العلمى السابقة ورئيس مجلس البحث العلمى ان مرتبة مصر في البحث العلمي جيدة كبحث وأبحاث منشورة ،وتاتي في الاحصائيات العالمية رقم 30،واحسن 10 علماء من 909 على مستوى العالم 5 علماء بالداخل مصر و5 بالخارج ومصر عامرة بكثير من الباحثين والعلماء.
اضافت منظومة البحث العلمى هى البحث فى المعمل ثم تنفيذ وتطبيق هذه الابحاث ، فنحن ضعفاء فى تنفيذ وتطبيق البحث العلمى ،وليست لدينا ثقافة والأيمان بالبحث العلمى وليس لدى العلماء آلية للتواصل مع رجال الأعمال او الوزارت لتنفيذ البحوث المقدمة ، وهناك آلاف من الأبحاث في مصر موضوعة على الأرفف وحبيسة الأدراج لا ترى النور, وتعتبر ميزانية البحث العلمى 1% من الدخل القومى القومى،فالمشاكل ليست فى الميزانية لابد من بناء اقتصاد مبنى على المعرفة والبحث العلمى.
واستطردت لابد من تشجيع المستثمرين لتطبيق البحث العلمى ، ثم انه لا يمكن ان تعمل وزارة البحث العلمى بعيدا عن باقى الوزارات ، لابد ان يكون هناك تنسيق وتعاون مع كل الوزرات والمحافظين ورجال الاعمال ,وقد قامت الوزارة بعدة معارض لعرض مخرجات الابحاث لعرضها على كل المستفيدين لكن هذه المسالة مهمة جدا وتحتاج دراسة ولابد ان تدخل مصر فى هذه المسألة بشكل كامل،ونحن فى احتياج ان نعرف كيف نسوق البحث العلمى و دراسة و وتخصيص قسم خاص فى الوزارة هدفه هو لتسويق البحث العلمى.
فالبحث العلمى أساس النهوض بالاقتصاد الذي هو الأساس لبناء مصر، فالاقتصاد المبنى على المعرفة البحثية يرفع المجتمع ويحقق عائدا كبيرا.