نظم المجلس القومى للمرأة مؤتمر من قليل عن ” المرأة ودراما رمضان “، لعرض نتائج الرصد الذى قامت به ” لجنة رصد وتحليل دراما رمضان 2016 المُنبثقة عن لجنة الإعلام فى المجلس “. .آملين أن تجد نتائج التقرير الصدى المُنتظر لدى المبدعين القائمين على صناعة الأعمال الدرامية .
أفتتحت المؤتمر الدكتورة مايا مرسى بكلمة قالت فيها : نؤمن تماماً بالتأثير الكبير للدراما على الرأى العام حيث تتسم بالتأثير التراكمى ،والذى يؤدى بمرور الوقت إلى تغيير فكر المشاهد بصورة تجعله يعتقد أن ماتعكسه الدراما هو الواقع الفعلى …وبالتالى إذا جاءت الصورة الذهنية عن المرأة سلبية فى الأعمال الدرامية ، تنطبع تلك الصورة فى أذهان الرجال والنساء ، بل والشباب والأطفال الذين ينشأون وهم يرونّ ،ويألفونّ هذه الصورة ،وتكون النتيجة هى خلق أجيال تنظر للمرأة نظرة دونية ،ومن ثمّ فالدراما ذات دور شديد الخطورة فى تغيير فكر ،وإتجاهات وسلوك الجمهور نحو المرأة..لانهم ببساطة يقتنعون أن الدراما تعكس الواقع الفعلى للمرأة .
أضافت ، نقدر تماماً حرية الإبداع لدى القائمين على صناعة الأعمال الفنية ،ولكننا نؤكد فى الوقت ذاتة على أهمية وجود الشعور بالمسئولية الاجتماعية لدى جميع المبدعين ..إنطلاقاً من تأثيرهم البالغ الخطورة على المجتمع ..كما أنه لايمكننا احداث تغيرات ايجابية فى سلوك المجتمع نحو المرأة دون أن تدعم الدراما ذلك التوجه .
ونُذكّر أنه بعد أن قادت المرأة المصرية ثورتى 25 يناير، و30 يونيو بصورة أبهرت العالم بأسره وتصدرت المشهد ولم تخف ،وساندت مسيرة الوطن بكل شجاعة وتضحية ، كنا نأمل بل ونتوقع أن تنصف الدراما المرأة ،وتعكس حقيقة دورها الفاعل فى المجتمع،. .ولكن للأسف لم يتحقق ما طمحنا إليه ،
وتابعت ، هنا نتسائل كيف يمكن أن يتم تمكين المرأة اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً ،… فى الوقت الذى تقوم بعض الأعمال الفنية باستغلال جسد المرأة ،واختزال دورها فى المجتمع ..
كما نتساءل أين المرأة المصرية الحقيقية فى الأعمال الدرامية ، أين النماذج الايجابية التى يذخر بها المجتمع المصرى ،أين المرأة المناضلة المكافحة ،أين المرأة المعيلة التى تتحمل مسؤلية الأسرة بمفردها ،أين القيادات النسائية ممن يثبتنّ الكفاءة فى كل منصب يُكلفنّ به ،أين المرأة التى فقدت أبناً أو زوجاً أو أخاً أو أباً نتاجاً للحرب التى تخوضها مصر ضد الأرهاب ..أين كل هؤلاء ؟؟!!!هل تمثل هذه الأعمال طموحات المرأة وأحلامها واخفاقاتها وتحدياتها … المرأة المصرية التي انتصرت للحياة والأمان.
وتساؤل أخير ألا ينتبه كتاب الدراما إلى محتوى الرسائل التي يقومون ببثها إلي المجتمع المصري ، فلقد لاحظ المجلس القومى للمرأة – وبكل أسف – أن كثيراً من الأعمال الدرامية فى الفترة الأخيرة تتناول أفكارا شاذة تؤدى إلى هدم القيم المصرية الأصيلة ،وتنتقص من قيمة ومكانة المرأة المصرية ، كما تؤدى إلى بناء قيم سلبية تؤدى إلى سيطرة الاتجاهات والسلوكيات السلبية تجاه المرأة .
– وفيما يتعلق بصورة المرأة خلال دراما رمضان 2016 فقد تلاحظ من واقع متابعتنا :
– الانتشار المبالغ فيه لمشاهد الرقص المبتذل والتعري، واستخدام الإيحاءات الجنسية الصريحة، والشتائم والألفاظ المبتذلة ، كما لوحظ معاناة المرأة من العنف المعنوي والقهر سواء من الأسرة أو الزوج أو المجتمع، إلى جانب ظهور المرأة كثيرًا في أدوار الراقصة وفتاة الليل ،واستغلال جسد المرأة في المشاهد الجريئة والمثيرة التي تعرض على الشاشة – فقط- لإثارة المشاهدين…كذلك ابراز نموذج المرأة العاملة غير الناجحة في حياتها الأسرية ،وكلها قيم تؤدى إلى ترسيخ صورة ذهنية سلبية عن المرأة لدى المشاهد .
– فى الواقع أن الصورة الذهنية السلبية عن المرأة ليست قاصرة على الدراما فحسب ،فجميعنا قد صُدم خلال شهر رمضان المبارك بمجموعة من الحملات الإعلانية التى اعتمدت على استخدام الايحاءات الجنسية المبتذلة ، وافتقدت تماماً لاحترام اللذوق العام والعادات والتقاليد المجتمعية وخرجت على الآداب العامة ،ولم تراعى قدسية الشهر الكريم … وقد طالب المجلس القومى للمرأة بوقف تلك الاعلانات ،وفى استجابة سريعة أصدر اللواء عاطف يعقوب رئيس جهاز حماية المستهلك قراراً حاسماً بوقف (4) إعلانات أهانت المرأة وانتهكت الذوق العام . .فله منا كل التقدير والاحترام …
– وختاماً وحرصاً على صالح المجتمع وتماسكه ، يهيب المجلس القومى للمرأة بالدولة القيام بمسئوليتها في إنتاج أعمال ذات قيمة فنية عالية راقية..كما يهيب بالقائمين على صناع الدراما العمل على تبنى القيم الأصيلة للمجتمع المصرى ،والإرتقاء بمستوى الأعمال الدرامية التى تُقدم ،ومحاولة إبراز النماذج النسائية الايجابية فى المجتمع ،
وأكدت على أهمية أن تسعى الأعمال الدرامية إلى الارتقاء بصورة المرأة المصرية لا للتشويه المتعمد لها بدون أى معايير سليمة، وأن تعمل على إبراز ما تعانى منه المرأة من عوائق ومشكلات تحول دون الحصول على حقوقها ،مع مراعاة عدم إظهار الصور المسيئة التى تقلل من شأن المرأة ومن دورها،.. والإبتعاد عن السوقية والإسفاف فى لغة الدراما ..نأمل أن يعود الفن المصرى نموذجاً للرقى مثلما كان .
كما أشار اللواء عاطف يعقوب رئيس جهاز حماية المستهلك ان جهاز حماية المستهلك يتضمن مرصد اعلامى قام برصد مجموعه من اعلانات المسيئه خلال شهر رمضان الماضى ، والتى اعتُبرت جريمه فى حق المجتمع ، مشددا على أن الجهاز ليس ضد حرية الابداع ، ولكنه ضد استغلال منتج محدد فى الاساءة لشريحة او فئة فى المجتمع ، موضحاً أن الإعلانات الأربع اللائى تم وقفهم خلال شهر رمضان تضمنوا مخالفات للمواصفة القياسية رقم 4841 لسنة 2005، ومواصفة استخدام الأطفال في الإعلانات 5008 لسنة 2005 ، جاء ذلك خلال كلمته التى ألقاها اليوم فى المؤتمر الصحفى الذى نظمه المجلس القومى اليوم برئاسة الدكتورة مايا مرسى ، لعرض نتائج تقرير لجنة رصد دراما رمضان والمنبثقه عن لجنة الاعلام بالمجلس برئاسة الدكتورة سوزان قللينى .
وأكد ان ماحدث من وقف لهذه الاعلانات يعتبر نقطة بداية لمواجهة القبح ، مشيرا الى ان الجهاز شكل لجنة برئاسة الدكتور حسن عماد وعضوية الدكتور سامى عبد العزيز لرصد كل مايسئ الى قيم المجتمع ، مشيرا الى ان الجهاز قام بوقف اربع اعلانات اخرى تمت اذاعتها خلال شهر رمضان منها اعلانات عن بنك شهير واعلان لاحد منتجات الالبان .