برامج المقالب ليست التطور الطبيعي ” للكاميرا الخفية ” و التي تحولت من ترفيه إلي ترهيب ومن تسلية إلي تعذيب للفنانين و تعريض حياتهم للخطر وأستنفار من الجمهوروالنقاد والفنانين لأن ظاهرها الكوميديا والضحك وباطنها – التجارة والربح – و تفتقد للبساطة و التلقائية وفي كل الأحوال تستفز المشاهدين لأنها أستنزاف لمليارات الجنيهات ، و مضحكناش و مش هنضحك لأن لدينا آلوف الفقراء و المرضي و الأميين فهم أحق بهذه المليارات، ومن هنا نتبني ، هذه الفكرة وهي مناشدة “المعلنين” عدم رعاية هذه البرامج وبدلاً منها عمل مستوصف أو مشاريع صغيرة برعايتهم لمحاولة القضاء على البطالة ، أو تطوير القري الأكثر فقراً و العشوائيات .
تحولت برامج “المقالب” من برامج ترفيه إلي برامج تمثل خطراً علي حياة المشاركين فيها
البداية كانت ببرنامج “الكاميرا الخفية” والذي كان الهدف الرئيسي منه هو”ترفيه وإ سعاد وإضحاك “المشاهدين
وإن كان أحد يتعرض للخطر فيكون “المؤدي” نفسه فمثلاً في “الكاميرا الخفية”والتي كان الفنان إبراهيم نصر يمثل فيها علي الناس ، و الضيوف هم الأبطال الحقيقيين مقالب خفيفة ظريفة لا تؤذيهم وان تعرض أحد للخطر فكان هو نفسه الذي يتعرض للخطر بعدة أشكال كأن يركلة أحد أو يضربه بعنف أو يطيح به علي الأرض حتي يتخلص من الموقف ذاته ؛أي أنه كان شديد الحرص علي حياة المواطنين .
وأيضاً الفنان الراحل حسين الإمام كانت مقالبه ظريفة خفيفة لطيفة إلي حدً كبيراً مقبولة وتؤدي الغرض منها وهو “الترفيه والإضحاك”بالرغم من تكاليف إنتاجها القليلة مقارنة ببرامج المقالب الحالية.
فمنذ نجاح برنامج “الكاميرا الخفية”، أصبحت هذه البرامج مادة ثابتة على مائدة رمضان فى التليفزيون، وأصبح الكثيرون يتهم أصحابها بالفبركة والأستظراف والضحك على المشاهدن فهل هذه المقالب حقيقية فعلاً أم أنها مجرد “تجارة” مربحة وبالنسبة لنجوم الفن والمشاهير فرصة للحصول على المزيد من الأموال.
رمضان هذا العام به 7 برامج من هذه النوعية و أشهرها برنامج :-
« رامز بيلعب بالنار » يقدمه رامز جلال و « هاني في الأدغال » تقديم هاني رمزي و « اوعي يجيلك إدوار » يقدمه إدوار رضا .
و بقدرة قادر تحولت هذه البرامج علي “أيدي رامز جلال”إلي خطراً كبيراً جداً علي حياته ومن قبله حياة الضيوف؛وبالأخص هذا العام ، لأنه بيلعب بالنار ولا يبالي بحياة ضيوفه مطلقاً .
الفنان محمد صبحي قال:أنا ضد كل هذه البرامج فهي لا قيمة لها ولا إضافة و”قلة أدب” فهي تعرض حياة الممثلين للخطر وتقلل من قيمتهم وتستهزء بهم يمكن أن يكون فنان مريض بالقلب أو بالضغط أو لديه”فوبيا” .
وأضاف صبحي : مش شرط أنه يكون مريض ؛فهي في حد ذاتها”خطر وغلط”
وتساءل صبحي أتمني أن يظهر أحد من المسئولين ويقول لنا ما الهدف منها؟
و تابع : هو بيعمل كده علشان الناس تضحك أو تفرح أو تعيط !وإذا كان الهدف الأساسي منها هو الربح المادي فأقول لهم تجارة المخدرات مربحة وبتجيب فلوس كتير؛فهي بلا قيمة أو هدف فعلاً.
و بسؤاله هل يمكن أن يحدث هذا معك قال:لالا مستحيل مش هينفع ولا هيحصل لأني بسأل كويس قبل إستضافتي في أي برنامج عن مقدمة والهدف منه والمكان فما هو الداعي مثلاً لتصوير حلقة خارج مصر فهو سبب داعي للشك في حد ذاته.
اما الفنان مجدي صبحي فقال :أنا لا أحب هذه البرامج لأنها ساعات بتحتوي علي صدمات نفسية للضيف وتعرضه للخطر والمشاهد أيضاً والصدمات والأكشن شيئ ضعيف يقلل من مستوي ومضمون البرنامج.
هل يمكن أن تشارك في مثل هذه البرامج ؟
لا لأني مش هعرف ومبحبش أضحك علي الناس بداية هذه البرامج كانت فعلاً ترفيه وخفيفة مثل برنامج الكاميرا الخفية لإبراهيم نصر وبرامج الراحل حسين الإمام كانوا فعلاً بيرفهوا علي الناس بدون أسفاف.
كما أري ان برنامج رامز مستمر علشان في إعلانات كثيرة والمنتج بيكسب أضعاف أضعاف ما أنفقه.
وفي النهاية المشاهد حر يتابع أولا يتابع مثل هذه البرامج.
وعن رأى الناقد الفني محمود الغيطاني قال: أنا أوافق علي هذه البرامج وما يفعله رامز هو من قبيل الترفيه والجميع من الفنانين والناس العادية الذين لا علاقة لهم بالفن كذلك يعرفون أن أي برنامج مع رامز هو مجرد برنامج للترفيه، والممثل الذي يوافق على الظهور معه هو ينتظر في أي لحظة من اللحظات مقلب من مقالبه الكثيرة.
على النقيض قالت ليلي عبد المجيد عميد كلية إعلام جامعة القاهرة سابقاً قالت:أنا ضد هذا الأسلوب فالمفروض ان تحقق متعة وترفه عن المشاهدين ولكن بدون تعريض حياتهم للخطر وخصوصاً ان الناس ليس لديهم فكرة مسبقة فيتعرضون للمخاطر؛المفروض مراعاة ان تكون هذه البرامج خفيفة وتضحكنا بدون إيذاء لمن فيها.
وأشارت عبدالمجيد إلي أستغرابها من كثرة هذه البرامج في الآونة الأخيرة ؛فواضح أن الآثارة بها تجذب المعلنين وتحقق لهم أرباح طائلة بغض النظر عن أي شئ؛وهذا غير مقبول.
وأوضحت فيما مضي كانت هذه البرامج لا تضر وأنما من الموقف نفسه يحدث الضحك بدون خطر؛فممكن ان تتسبب هذه البرامج في حدوث مشاكل نفسية وجسدية كبيرة.
وعن ما قاله ياسر عبدالعزيز الخبير الإعلامي قال:هذه البرامج موجودة في كل العالم وهي نوع من البرامح الترفيهيه وتهدف إلي التسلية والمرح ولكن لها قواعد أهمها:
– عدم خرق القانون
-ولا تتسبب في أي مخاطر نفسية أو جسدية للمشاركين بها .
وتابع ان المشاركين فيها يجب ان يوافقوا علي إذاعة الحلقة وبالتالي ففي حالة المشاركة فيحق للضيف رفض إذاعة البرنامج ؛وطالما لم يرفض الضيف الإذاعة وأقر بإذاعتها فلا توجد مشكلة .
وأوضح إذا كل المشاركين بهذه البرامج قاموا برفع قضايا فسيتوقف البرنامج؛لكن أن يحيوا المشاهدين ويوافقوا علي الإذاعة فهو أمر راجع لهم .
وأكد أنا لست مع فكرة إلغاء حاجة ولكن مع فكرة أن كل شئ متاح إلا إذا كان يترتب عليه خطر أو خرق للقانون أو للقيم،وفي حالة أقرار الأطراف المشاركة في العمل والنسخة النهائية من العمل والتي ستعرض علي الجمهور ليس بها أي شئ خارج فلا توجد مشكلة .
أنا لا أتحدث أو أقيم شخص أو برنامج بعينه ولكن الفيصل في برامج المقالب”الضيف المشارك بها” المهم أن لا يخرق القانون أو يتضمن ألفاظ نابية تم إذاعتها بوضوح علي المشاهدين .
وأشار في حالة قبول الضيف أن يصبح وسيلة لإضخاك الجمهور والتلاعب بمشاعرة وشخصيته فهذا راجع له ويتحمل نتائجه ،وحسبما نسمع أن الضيف يتقاضي مبالغ”رهيبة”حتي إذا أتفق معه علي أنه برنامج عادي ثم أكتشف”اللعبة”وتم تسوية المسألة فبالتالي هو وافق خلاص .
أذن أنا لا يهمني برنامج س أو ص ولكني أهتم بالقواعد وهي –عدم خرق القانون وتعريض الضيوف لخطر نفسي وصحي وعدم إذاعة ألفاظ بذيئة علي المشاهدين والأهم من ذلك هو “موافقة الضيف”.
وأضافت هبة العيسوي أستاذ الطب النفسي و الأمراض العصبية كلية الطب جامعة عين شمس، قالت أن هذه البرامج حلقة مفرغة فنحن منسجمون و مستمتعون بها و في نفس الوقت نرفضها و نشاهدها مرة واحدة فقط و بسؤالها هل الناس عاوزه كده ؟
قالت الشخصية المصرية معقدة ، و تميل للفكاهة و الضحك فحدث نوع من الرتابة فطبيعة المصريين يحبون التغيير فالنكتة أصبحت غير مؤثرة فبحثنا عن الغير نمطي فالناس بتضحك على الشتيمة فطبيعة الناس تغيرت للأسوء و ليس الأجمل فأصبحنا نقول الله على الحاجات الوحشة و الشتيمة و التي نرفضها بعد أن نضحك .
و لكن هذه البرامج لم تغطي الذوق العام ، ولذا برامج زمان بتتشاف كتير جداً لأنها مضحكة و ليست مؤلمة .
و عن التحليل النفسي لمقدمي هذه البرامج أكدت العيسوي ، أنهم ماديين جداً و غير أسوياء ، فهم لا يحبون المغامرة ، فيتعاملوا مع الضيف على أنه فريسة – هكلك أو هفترسك – و ما يدفعهم لذلك الملايين ، و أيضاً فهم ليس لديهم موهبة حقيقية يستغلوها أو يبرزوها بشكل جيد ، فيتلذذون بمضايقة و تعذيب الضيوف ، فلديهم اضطراب في الشخصية و فراغ فني .
وأكد سعيد صادق دكتور علم اجتماع سياسي بالجامعة الأمريكية قال : جرت العادة بعد الأكل الكتير و التخمة الناس بتكون عاوزه حاجة خفيفة مش جادة فوظائف الإعلام نقل الأخبار و المعلومات و التسلية ، فالكل بيركز عليها ، المشكلة إنها مؤلفة و مفبركة وواضح جداً ، من كثرة الضيوف الأجانب فبيمثلوا وبيروجوا لفنانين عالميين و ينكروا هذا .
فمستوي الناس تغير و أيضاً ما يقدم لها تغير ، فيعتمدوا على الناس المشاهير لجذب المشاهدين و الناس مش عاوزه تفكر عاوزه تضيع و قتها في حاجات عبيطة ، برامج المقالب و المسلسلات أصبحت – أفيون الشعوب العربية – ، برامجنا عموماً للأسف هابطة و تعتمد على الضيوف التي تشتم أكتر لترويجها ، فكل الإعلام بذاءات و ردح للأسف و الحل لفت النظر و يجب علينا التحذير منها و مقاطعتها .