“نصرة القيامة” تعبير كثيراً ما نسمعه فإن القيامة هى نصرة على الموت و لكن ما الفائدة من الانتصار على الموت ان كان الانسان محارب بالخطية التى تبقيه تحت سلطان الموت؟! هل للقيامة قوة نصرة تحملها لطبيعتنا البشرية الضعيفة؟ نعم, فليست القيامة فقط انتصار على الموت انما هى ايضاً انتصار على اوجاع الشهوات و الأهواء … كيف يكون هذا؟ يقين القيامة التى نلناها بقيامة الرب يسوع بجسد بشريتنا يجعل كل ما فى العالم المؤقت قيمته تساوى الصفر او بتعبير ادق تنذوى جاذبيته جوار اللؤلؤة كثيرة الثمن و هى الحياة الأبدية و افراحها التى نعيش من الآن عربون سعادتها فالفرق واضح بين اللذات العابرة و البهجة الدائمة كبعد السماء عن الأرض فتصبح الحياة فى المسيح اختبار حى معاش متطابق بانسجام كامل مع كلمات الوحى “الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء و الشهوات” (غل 5 : 24)
فالدخول من الباب الضيق يلزمه حرمان الانسان من المشيئة الذاتية او الطبيعة المادية من حب المال او شهوات العالم منجذبين نحو حياة أفضل جاء المسيح لكى يهبها لنا , لأننا على يقين ان “كل ما فى العالم شهوة الجسد و شهوة العيون و تعظم المعيشة, ليس من الآب بل من العالم و العالم يمضى و شهوته” (1 يو 2 : 16) اما المسيح فهو لا يزول.
برغم ان الباب ضيق و الطريق كرب لكن بريق نور الحياة الابدية فى آخر نفق الحياة و الذى نرى فيه السيد المسيح قد انار لنا الخلود يدفع الانسان بشدة الى احتقار اباطيل العالم و كلما جاء نداء من الطبيعة القديمة يرد عليه الانسان : بالحقيقة قام و اقامنا معه كما يقول القديس بولس “ويحى انا الانسان الشقى من ينقذنى من جسد هذا الموت؟!! اشكر الله بيسوع المسيح ربنا” (رو 7 : 24) و كأن الانسان فى وسط حروب العالم و اهوائه و شهواته – و التى يدرك تماماً انها زائلة بموته و دخوله الى القبر – فى وسط هذه الظلمة المحيطة به يرى المسيح القائم كمنارة سامية جداً ينظر اليها و يسعى نحوها بجد و نشاط و همة غير مبالٍ بروابط الخطية بل و اكثر من هذا نرى قديسين غير مبالين بروابط الارض العادية حتى غير الخاطئة فتركوا وتركوا و تركوا سواء بالاستشهاد او الرهبنة او الامانة فى تنفيذ الوصية فى وسط العالم مثل القديس ابراهيم الجوهرى الذى فاقت عطاياه العشور حتى لبى طلبة فقير فى يوم واحد 17 مرة.
حتى و ان ضعفت ارادة الانسان يوماً فإن رجاء القيامة الذى اخذناه بالمسيح الذى صار باكورة الراقدين يقوى الارادة و سرعان ما تلملم اشلاء ضعفها للنهوض بسرعة للتمسك بالمسيح القائم لكى يأخذ بأيدينا و يجذبنا ورائه فنجرى كما تقول النفس فى سفر ميخا “لا تشمتى بى يا عدوتى لأنى اذا سقطت اقوم اذا جلست فى الظلمة فالرب نور لى … سيخرجنى الى النور سأنظر بره و ترى عدوتى(اى الشيطان) فيغطيها الخزى … الآن تصير للدوس كطين الأزقة” (ميخا 7 : 8 – 10)
هللويا قام المسيح حقاً قام و صار وعده ثابتاً فى الكنيسة “ها انا معكم كل الايام و الى انقضاء الدهر آمين” (مت 28 : 20)