تضاربت الأنباء بشان مصير طائرة “مصر للطيران” المفقودة في ساعة مبكرة من صباح اليوم، وفي الوقت الذى تناقلت فيه وكالات الأنباء الأجنبية ما بثه التلفزيون اليونانى بشأن العثور على بعض حطام الطائرة وسترات نجاة للمسافرين، نفت الهيئة اليونانية لسلامة الطيران العثور على حطام الطائرة المفقودة ، والأشارة إلى أن تحليل ما تم التوصل إليه أثبت أنه لا يخص رحلة مصر للطيران، وأنه استنادا إلى المعطيات الجغرافية المتوافرة تم التأكد على ان ما عثر عليه مجرد قطعة خشبية وقطع قماش لا تخص أى طائرة.
وكانت الطائرة المصرية قد فقد التواصل معها خلال رحلة لها بين باريس والقاهرة، وكان على متنها 56 شخصا و10 أفراد من طاقم الطائرة.
من جانبه أعلن وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس أن الطائرة “قامت بانعطافة 90 درجة إلى اليسار ثم 360 درجة إلى اليمين أثناء هبوطها من ارتفاع 37 ألف قدم إلى 15 ألف قدم” قبل أن تختفي عن شاشات الرادار.
ونقلت تقارير عن أجهزة الملاحة اليونانية انه لم يشر طاقم الطائرة إلى “أي مشكلة” خلال آخر اتصال أجراه معه المراقبون الجويون اليونانيون بل كان “مزاجه جيدا وشكر محدثيه باللغة اليونانية.
في الوقت الذى قال فيه ريتشارد كويست، محلل السلامة الجوية ومقدم برنامج “كويست مينز بيزنس” على شبكة CNN إن الطائرات لا تسقط من السماء هكذا دون أي سبب وخصوصا خلال أكثر أجزاء الرحلة أمانا وهو التحليق على إرتفاع مثل 37 ألف قدم.
في حين أوضح ليس ابند، الخبير بشؤون الملاحة الجوية هناك ثلاثة احتمالات، الأول تفجير والثاني وقوع خلل بشري والثالث خلل ميكانيكي مثل مماطلة بالتحليق، نحن في مرحلة مبكرة من التحقيقات، وأي محقق سيقول لك في الوقت الراهن: تمهل حتى تتضح الأمور أكثر.”
تابع قائلا: “الدوران 360 درجة يبدو أنه وقع بشكل مفاجئ، وهو أمر لن أقوم به إذا واجهت أمرا طارئا إلا إذا كنت قد فقدت السيطرة على الطائرة.”
بينما قال ديفيد سوسي، محلل شؤون الأمن الملاحي بشبكة CNN: “إن الأولوية الأولى الآن هي محاولة العثور على ناجين، أولا لابد من العثور على الطائرة ثم الركاب والبحث إن كان هناك أشخاص يمكن انقاذهم.”
أضاف: “ما يجري في الوقت الحالي هو أن كل مختص يبحث في مجاله، حيث يقوم المختصون بشؤون السلامة بالبحث بشؤون السلامة وكذلك المختصون بالصيانة والإنقاذ وغيرهم.”
وفى سياق متصل أعلن وزير الدولة الفرنسي لشؤون النقل آلان فيداليس أن ثلاثة محققين فرنسيين ومستشارا تقنيا من شركة الطيران “إيرباص” سيتوجهون إلى القاهرة للمشاركة في التحقيقات حول فقدان طائرة.
وكان من الملاحظ اهتمام وسائل الاعلام الأجنبية والعربية بأنباء اختفاء الطائرة المصرية، مع التذكير بمصير الطائرة الروسية التى سقطت من خلال عمل ارهابي فوق سيناء اواخر شهر اكتوبر الماضي، والاشارة إلى فرضية سقوط طائرة مصر للطيران القادمة من باريس نتيجة عمل إرهابي وليس خلل فنى.
وظهرت هذه الفرضية من خلال تصريحات الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند خلال مؤتمر صحفي عقده ظهر اليوم أكد ان كل الفرضيات يجري التأكد منها، في إشارة إلى احتمالية تعرض الطائرة لعمل إرهابي، كذلك تسابق مرشحي الرئاسة الأمريكية إلى التأكيد على أن سقوط الطائرة بفعل فاعل، وهو ما عبر عنه المرشح الجمهوري رونالد ترامب الذى أكد ان هناك عمل إرهابي جديد حدث اليوم أسفر عن سقوط طائرة، في حين اعتبرت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون أن تحطم الطائرة المصرية يعد عملا إرهابيا، في الوقت الذى أصدر فيه البيت الأبيض بيانا أكد فيه أنه من السابق لأوانه فرضية وجود عمل إرهابي أدى لسقوط الطائرة المصرية.
كما رجح ألكسندر بورتنيكوف مدير هيئة الأمن الفدرالية الروسية أن يكون حادث الطائرة التابعة لشركة “مصر للطيران” عملاً إرهابياً.
وكان من اللافت للنظر تواصل الجهات الأوروبية مع السلطات المصرية، ففي الوقت الذى أرسلت فيه اليونان سفن وطائرات للبحث عن حطام الطائرة، أعربت ايطاليا عن استعدادها للتوصل إلى معلومات بشان الطائرة المفقودة، وكذلك أعلن حلف شمال الأطلسي “ناتو” عن استعداده الكامل للبحث عن طائرة مصر للطيران.
وحتى الآن لم يتم التوصل إلى مصير حطام الطائرة، في الوقت الذى خصصت فيه أغلب الصحف الأمريكية والأوروبية خدمات الأخبار العاجلة للحديث عن تطورات سقوط الطائرة الروسية، في ضوء عدم التوصل إلى معلومات مؤكدة بشان مصيرها.
بينما يتداول على مواقع التواصل الاجتماعى أنباء غير مؤكدة بشان تبنى تنظيم داعش الارهابي مسئولية سقوط الطائرة، وتهديد فرنسا بأعمال إهابية جديدة في بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم والمنتظر أن تنظمها فرنسا الشهر القادم.