أجواء أحتفالية شهدها دير القديسة دميانة العامر بالبراري بمحافظة دمياط، برئاسة نيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ والبراريي، علي مدار عشرون يوما بحضور ألاف من الشعب القبطي من مختلف محافظات مصر وبمشاركة راهبات الدير والمكرسات والآباء الكهنة بالأيبارشية حيث شهد الدير إقامة النهضات الروحية والصلوات والتسبحة والقداسات الألهية وأختتمت الأحتفالات بموكب لزفة أيقونة القديسة دميانة ليلة عيدها خارج أسوار الدير و داخله ترأسها نيافة الأنبا بيشوي والأباء الكاهنة .
والجدير بالذكر بدأت القديسة دميانة حياتها الرهبانية وحياة الشركة فى ديرها فى وقت لم يكن فيه أديرة أو رهبان أو حياة شركة، لأن القديس باخوميوس بعد ذلك هو الذى أسس حياة الشركة. وبالرغم من أنها قد بدأت طريقاً جديداً؛ إلا أنها استطاعت أن تجتذب جميع صديقاتها الروحيات إلى طريق الرهبنة، بقوة تأثيرها على المحيطين بها.
أحب الكثيرون السيد المسيح من خلال القديسة دميانة، كما أحبوا أيضاً العشرة معها، بمجرد أنها استطاعت أن تعيش للمسيح، اشترك معها الكثير من العذارى اللائى عرفنها قبل أن تتجه للوحدة.
البداية
بدأت القديسة دميانة مع مجموعة من العذراى لأنه من غير المعقول أن يبنى لها والدها بيتاً كبيراً فى مكان خلوى ويضع عليه حراساً (قد يكون فى وجودهم خطورة) إلا إذا كانت معها جماعة من العذارى،
فتستطعن أن تغلقن الأبواب وتمكثن بالداخل. وهى بلا شك لم تكن وحدها فى هذا البيت الكبير,
تختلف البداية التى بدأت بها القديسة دميانة عن البداية التى بدأ بها القديس الأنبا أنطونيوس، الذى خرج إلى البرية وعاش فى الوحدة، فمكث فى مقبرة مدة عشرين سنة، ثم اتجه إلى المغاير فى الصحراء الشرقية، إلى أن تجمّعت حوله جماعة من الرهبان.. فى ذلك الحين كانت القديسة دميانة قد كوّنت ديرها، ثم بدأ عصر الاستشهاد.
أول من أسست دير للراهبات
ربما خرج القديس الأنبا أنطونيوس لكى يعيش فى الحياة مع الله قبل القديسة دميانة، لكن لا أظن أنه كوّن مجموعة من الرهبان أو كان أباً للرهبان قبلها. لأن القديسة دميانة كانت قد بدأت بمجموعة من العذارى عشن حياة الشركة حيث إن وضع الفتاة يختلف عن وضع الرجل فى هذا الأمر.
استشهدت القديسة
دميانة فى عصر الإمبراطور دقلديانوس الذى اعتلى كرسى الإمبراطورية عام 284 م،
فتكون القديسة دميانة قد استشهدت فى أواخر القرن الثالث الميلادى أو فى بداية القرن الرابع الميلادى. وفى هذا الوقت بلغ عدد الراهبات اللائى كن معها أربعين وبهذا تكون
القديسة دميانة هى أول من عاشت حياة الشركة الرهبانية فى مصر وربما
يكون ديرها الأصلى هو أقدم دير أنشئ فى العالم كله.
الدير الذى سكنت فيه القديسة دميانة يختلف عن الدير الذى شُيِّد بعد ذلك حول قبرها. ربما تكون مبانى الدير الأصلى عند التل الأثرى حالياً. فحينما أتت الإمبراطورة هيلانة، بنت المقبرة والكنيسة والمساكن المحيطة بها، وربما لم تستخدم القصر الأصلى لأن المقبرة والكنيسة الكبيرة لا تُبنى داخل البيت.. فلابد أنها بُنيت خارجه.
يكون ديرها الأصلى هو أقدم دير أنشئ فى العالم كله.