السبحة الوردية صلاة تمجيد الله والمسيح مع العذراء مريم
كل صلاة هي جواب على محبة الله لنا . والله هو المبادر الأول في دعوة الإنسان ، وهو يدعو كل واحدٍ منا ، كل شخص ، إلى
الصلاة واللقاء به سرياً ، ” أمّا انت ، فإذا صليّتَ فادخُل حُجرتكَ وأغلق عليك بابها وصلِّ إلى أبيكَ في الخُفيّة ، وأبوك الذي يرى في الخُفية يُجازيكَ ” ( متى ٦ : ٦ ) . والصلاة هي جواب الإنسان لدعوة الله . ولذلك فإنّ الصلاة هي رفع النفس نحو الله والإتحاد به والتماس الخيرات الصالحة منه .
تُعلمنا الكنيسة المقدّسة أن هناك ثلاثة انواع على تأمل أسرار المسيح الإلهية ، بهدف المزيد من معرفة المسيح والإتحاد به ( كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية ٢٧.٨ ) .
إن الصلوات التي نتلوها في السبحة الوردية ، هي صلوات كتابية مأخوذة مباشرة من الإنجيل المقدّس ، بإستثناء سري انتقال العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء ، وتكليلها سلطانة على السماء والأرض ، لإنها عقائد مسيحية ثبّتتها الكنيسة بسلطان باباواتها واساقفتها للإيمان بها .
ففي تأملنا في اسرار السبحة الورديّة : أسرار الفرح ، أسرار الحزن ، أسرار المجد ، أسرار النور ، نؤكد على إيماننا بسريّ التجسّد والفداء .
فالسبحة الوردية ، باعتبارها صلاة إنجيليّة ، هي صلاة مسيحانيّة ، إذ تركّز على سر التجسّد والفداء . وامّا العنصر المحسوس فيها ، فهو تكرار السلام الملائكي : ” السلام عليكِ يا مريم ” ( لوقا ١ : ٢٦ – ٣٨ ) ، فيصبح تلقائياً تمجيداً لله الآب وللمسيح يسوع . والمسيح هو هدف بشارة مريم العذراء من الملاك وتعظيم اليصابات أم يوحنا المعمدان لمريم بقولها : ” مباركةٌ أنتِ في النساء ، ومباركةٌ ثمرةُ بطنكِ ” ( لوقا ١ : ٤٢ ) .