قال الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن انعقاد الدورة السابعة لمنتدى التعاون العربي- الصيني على المستوى الوزاري يحظى بأهمية خاصة، كونها تأتي عقب الزيارة التاريخية التي قام بها فخامة الرئيس الصيني “شي جين بينغ” لمقر جامعة الدول العربية في يناير الماضي، والتي طرح خلالها مقترحات هامة رسم عبرها خط السير لمستقبل التعاون العربي الصيني وآفاقه الواعدة.
وقال سعادته، في كلمته أمام الدورة السابعة للاجتماع الوزاري للمنتدى، “علينا اليوم مسؤولية أن نترجم ما طرحه فخامة الرئيس الصيني من أفكار ومقترحات إلى برامج تعاون عملية تسهم في تطوير العلاقات بين الجانبين، والارتقاء بها إلى مستوى طموحات الشعوب. . ولعلنا نستكمل الزخم الذي تحقق في الدورة السادسة للمنتدى التي عقدت في بيجين منذ عامين، وما تمخض عنها من نتائج هامة من بينها ما تضمنته الخطة التنموية العشرية للمنتدى للفترة 2014-2024، للعمل سوياً على تنفيذ ما توصلنا إليه من أهداف بما يسهم في تعزيز التنمية وتحقيق الرفاهية للشعبين العربي والصيني”.
وأكد الأمين العام على الموقف العربي الداعم لمبدأ الصين الواحدة وإعادة التوحيد السلمي للصين. . موضحا في الوقت ذاته أن الجانب العربي حريص على تقديم أفكار ومقترحات وبرامج لإثراء التعاون العربي الصيني، وتعميق أبعاده وتثبيت أركانه في جميع المجالات التي تعود بالنفع على الطرفين، وتحقق المصالح المشتركة.
وأضاف أنه رغم انخفاض حجم التبادل التجاري بين الجانبين العام الماضي عن العام الذي قبلة، والذي أرجعه بشكل رئيسي إلى انخفاض أسعار النفط، إلا أنه وفي الوقت ذاته أكد أن حجم التجارة غير النفطية حقق ارتفاعا نسبيا من حيث الحجم ومن حيث الكمية خلال نفس الفترة. . مؤكداً أن مبادرة الرئيس الصيني بشأن إحياء طريق الحرير البري والبحري، والترحيب العربي بها كان لها أثر بالغ في تعزيز أواصر التعاون بين الجانبين، ورفع حجم الاستثمارات في مجالات تنموية وحيوية عديدة.
وعلى صعيد القضايا والأزمات العربية، عبّر أمين عام الجامعة العربية عن أسفه من أن القضية الفلسطينية وهي قضية العرب المركزية والقضية المحورية الأولى لازالت تشهد حالة من الجمود في ظل عدم وجود أي مبادرات جدية لإيجاد حل عادل وشامل. . مشيداً في الوقت ذاته بالموقف الصيني الثابت والداعم للقضية الفلسطينية. . متطلعاً للمزيد من الدعم من الأصدقاء الصينيين بما يسهم في تحقيق التسوية الشاملة والعادلة التي يتطلع إليها الجميع. . متمنياً أن تلعب الصين دوراً مهماً في مؤتمر باريس.
وحول الأزمة السورية، قال “إنه رغم مرور خمس سنوات على بداية الأزمة السورية، فإنها لا تزال بشقيها السياسي والإنساني تشكل تحدياً بالنسبة للمجتمع الدولي”. . آملاً أن تفضي الجهود الجارية إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية على أساس البيان الختامي لمؤتمر جنيف (1) 2012 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة تمهيدا لإيجاد جل سياسي لهذه الأزمة.
وبشأن الوضع الليبي، قال الأمين العام إن الوضع شهد تطوراً هاما على صعيد تسهيل عملية الانتقال السياسي بتوقيع الاتفاق السياسي الليبي. . داعيا كافة الأطراف السياسية الليبية والمجتمع الدولي إلى تقديم المساعدة والدعم الكامل لحكومة الوفاق الوطني الليبي.
وحول اليمن، أكد سعادته دعم الحكومة الشرعية في اليمن ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي. . داعيا جميع الاطراف اليمنية إلى تسوية الخلافات عن طريق الحوار والتشاور.
في سياق آخر، أكد الأمين العام للجامعة العربية أن آفة الإرهاب أصبحت ظاهرة عالمية تشكل تحديا خطيرا على الأمن والسلم الدولي، “وينبغي هنا التأكيد على أهمية توطيد التعاون الدولي لمكافحة هذه الظاهرة، واجتثاث جذورها من المنطقة من خلال مقاربة شاملة تعالج كافة جوانبها”.