إن كثيرا من الكوارث تكون إنذارا للناس
ولكن لسنا ننتظر الكوارث حتي نتوب بل علينا من الآن أن نكون مستعدين في كل حين تجذبنا محبة الله أكثر مما تخيفنا الإنذارات فعلي الأقل إن رأينا تلك الأحداث نستيقظ.
لا شك أن كثيرا من الأحداث تحمل صوتا من الله إلينا وعلينا أن نسمع ونفهم ونستفيد.
7- وقد يكون الإنذار عن طريق فشل أو مرض أو ضيقة
قد يفشل إنسان فيبحث عمليا كيف يعالج فشله وقد يستيقظ آخر إلي نفسه ويقول: ربما هذا الفشل نتيجة لتخلي الله عني بسبب خطاياي إنه إنذار لي لكي أصطلح مع الله وقد يمرض أحدهم مرضا خطيرا فيقول إنه إنذارا, ربما الموت قريب, وعلي أن أرجع إلي الله قبل أن أموت.
كذلك فإن بعض المشاكل العويصة قد تحمل إنذارا بالرجوع إلي الله لكي يتذخل ويحل المشكلة.
إن الابن الضال حينما جلس إلي نفسه وأدرك سوء الحالة التي وصل إليها, رجع إلي نفسه ورجع إلي بيت أبيه (لو15).
8- وقد يكون الإنذار عن طريق تأثير روحي
ربما عن طريق قراءة روحية قرأتها في الكتاب المقدس, أو في تاريخ الكنيسة قدمت لك إنذارا لتغيير وضع خاطئ أنت فيه.
وقد يكون الإنذار عن طريق توبيخ لك من أب اعترافك أو من والديك أو نصيحة لك من أحد أصدقائك أو من مرشد روحي وقد يأتيك الإنذار من عظة تأثرت بها أو من مقال روحي قد قرأته.
9- وهناك إنذارات عامة يقدمها الله عن طريق الأمراض المستعصية
مثل مرض الإيدز الذي عجز الأطباء عن علاجه, وصار إنذارا للمنحرفين خلقيا يخافون منه. إنه إنذار يقدمه الأطباء والمجتمع بل قد قدمه الله للناس وبالمثل بعض الأمراض المستعصية الأخري مثل فيروس C الكبدي وفشل الكبد وتليفه والفشل الكلوي وأمراض أخري مماثلة تعتبر إنذارات للناس لكي يستعدوا ويرجعوا إلي الله.
10- وربما يكون الإنذار موت أحد الأحباء أو الزملاء
وما يتأثر به القلب لهذ الموت وما يسمعه من عظات بعده… بل إن الكنيسة لأهمية هذا الإنذار تضعه أمامنا في صلاة النوم كل ليلة حيث يقول المصلي توبي يا نفسي مادمت في الأرض ساكنة, لأن التراب في القبر لا يسبح .ليس في الموتي من يذكر ولا في الجحيم من يشكر.
ردود الفعل للإنذارات:
1- هناك نوع سريع, يستجيب وينتفع بالإنذار
مثال ذلك أهل نينوي الذين ما أن سمعوا الإنذار من فم يونان النبي, حتي تابوا وصاموا وتذللوا أمام الله, ولبسوا المسوح وجلسوا علي الرماد, وصرخوا إلي الله فلما رأي الله أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة (يون3) غفر لهم الله وعفا عنهم فلم يعاقبهم.
ولذلك طوب ربنا يسوع المسيح هذه الاستجابة الطيبة منهم فقالإن أهل نينوي سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه, لأنهم تابوا بمناداة يونان وهوذا أعظم من يونان ههنا (مت12:41).
ومن الاستجابة السريعة للإنذار,خاطئ كورنثوس حينما عوقب وداود النبي لما سمع إنذار أبيجايل والابن الضال لما أدرك سوء حالته.
2- وهناك نوع من الناس يسمع الإنذار فيتأثر ولكنه يؤجل
مثال ذلك فيلكس الوالي الذي لما سمع القديس بولس الرسول يتكلم عن البر والتعفف والدينونة العتيدة أن تكون, ارتعد هذا الوالي ولكنه قال للقديس بولس اذهب الآن ومتي حصلت علي وقت أستدعيك (أع24:25) لقد أجل الإيمان والتوبة ولم يقل الكتاب إنه حصل علي وقت واستدعي القديس بولس وضاعت الفرصة منه.
وبنفس الوضع تأثر أغريباس الملك ووصله إنذار بولس حينما قال له أتؤمن أيها الملك أغريباس بالأنبياء؟ أنا أعلم أنك تؤمن (أع26:27) فأجاب أغريباس وقال للقديس بولس بقليل تقنعني أن أصير مسيحيا ولكنه أجل ولم يستفد…
3- وهناك نوع يتلقي الإنذار ويتراخي ثم ييأس!
مثال ذلك شمشون الجبار لما حاولت دليلة أن تعرف منه سر قوته, فقال لها لو أوثقوني بسبعة أوتار طرية (قض16:6, 7) ونادت علي أعدائه فقدر عليهم ثم سألته مرة ثانية ومرة ثالثة وفي كل مرة كانت تستدعي أعداءه ولا شك أنه عرف خيانتها له وأنها منضمة إلي أعدائه ولكنه لم يستفد من تلك الإنذارات الثلاثة وأخيرا ألحت عليه.فضاقت نفسه إلي الموت وكشف لها كل قلبه (قض16:16, 17) فخانته وأسلمته إلي أيدي أعدائه وأضاعته!.
4- وهناك نوع لا يتأثر بالإنذار الأول ويستجيب للإنذار الثاني:
من هذا المثل: لوط البار سكن في أرض سادوم الخاطئة وكان البار بالنظر والسمع وهو ساكن بينهم يعذب يوما فيوما نفسه البارة بالأفعال الأثيمة (2بط2:8) وأتاه الإنذار عندما تم سبي أهل سادوم وهو معهم ثم أنقذه أبونا إبراهيم (تك14). ولكنه لم ينتفع بهذا الإنذار وعاد إلي السكني في سادوم ولكن لما أتاه الإنذار الثاني من الله بحرق هذه المدينة, أطاع وخرج من سادوم بعد أن فقد كل شئ (تك19).
5- وهناك نوع يسمع الإنذار ولا يبالي ويستمر في خطيته
مثال ذلك قايين الذي سمع الإنذار من فم الله نفسه (تك4:7) ولكنه استمر في خطيته وتدرج بها حتي قتل أخاه.
6- وهناك نوع يتأثر مؤقتا ثم يعاند ويقسي قلبه ويخطئ
مثال ذلك فرعون الذي جاءته إنذارات الله في ضربات متتابعة وكان يتأثر أحيانا ويطلب الصلاة لأجله ثم يعود إلي قساوة قلبه ويستمر في عناده حتي هلك أخيرا.
7- وهناك نوع كان يتأثر باستمرار ولكن شهوته كانت تضله
مثال ذلك بلعام أتاه الإغراء برسل من بالاق ملك موآب ليلعن شعب إسرائيل وقال له الله لا تذهب معهم ولا تلعن الشعب (عد22:12).
ثم ذهب بعد ذلك وكانت له صورة التقوي وكان يقول ولو أعطاني بالاق ملء بيته فضة وذهبا لا أقدر أن أتجاوز وصية الرب (عد22:18) وأقام ذبائح وقدم محرقات وأخيرا شهوة المال سيطرت عليه فقدم لبالاق نصيحة ينتصر بها علي الشعب إنها ضلالة بلعام (رؤ2:14).
8- وهناك نوع يأتيه الإنذار فيستهزئ ويقاوم
كان ذلك لما حدث أن آخاب ملك إسرائيل استشار أنبياءه الكذبة هل يذهب إلي حرب راموت جلعاد فتملقوه قائلين له: اصعد إلي راموت جلعاد فيدفعها الرب إلي يدك (1مل22:12) أما ميخا النبي فكلمه بصراحه وقال له إن الشيطان كان روح كذب في أفواه أنبيائه وإن الرب تكلم عليه بالشر (1مل22:22, 23) فلم يسمع أخاب الملك لإنذار ميخا النبي وأمر قائلا: ضعوه في السجن وأطعموه خبز الضيق حتي آتي بسلام فقال ميخا إن رجعت بسلام فلم يتكلم الرب بي (1مل22:27, 28) ومات آخاب في الحرب ولحست الكلاب دمه.
9- وهناك نوع عنيد صلب الرقبة لا يستمع إلي إنذارت الرب
مثل بني إسرائيل الذين لم يستمعوا إلي إنذارات الرب ولعناته كما وردت في (تث28) فكانت النتيجة أنهم هلكوا في البرية ولم يدخلوا أرض الموعد ثم أيضا لم يسمعوا إنذارات الرب علي أفواه أنبيائه وبخاصة في الفترة السابقة للسبي فكانت النتيجة أن الرب أسلمهم إلي يد نبوخذ نصر وتم سبيهم إلي بلاد فارس وبكوا حينما جلسوا علي أنهار بابل (مز137:1) وتذكر بولس الرسول قسوة قلوبهم فقال إن سمعتم صوته فلا تقسو قلوبكم كما في الإسخاط (عب3:7, 8)
10- وهناك نوع لا يتأثر إطلاقا مهما سمع من إنذارات فيهلك
مثل يهوذا الإسخريوطي الذي سمع من الرب إنذارات كثيرة واستمر في خيانته قال الرب لتلاميذه واحد منكم سيسلمني (مت26:21) وعند غسل الأرجل قال لهم أنتم الآن طاهرون ولكن ليس كلكم لأنه عرف مسلمه (يو13:10, 11). وقال ابن الإنسان ماض كما هو محتوم ولكن ويل لذلك الإنسان الذي يسلمه (لو22:22) وقال عن مسلمه كان خيرا لذلك الإنسان لو لم يولد (مر14:21).
ولم يتأثر يهوذا بكل تلك الإنذارات وخان سيده وسلمه.
أما أنت فإن أتاك إنذار الرب فاستجب ولا تقس قلبك.