أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى، أن الآثاريون كانوا من الرواد الذين بدأوا العمل في سيناء منذ استردادها وبدأت أعمالهم للمسح الآثارى لآثار سيناء منذ عام 1983 في العام الثاني بعد تحريرها وتحديد الشواهد الآثارية لبداية أعمال التنقيب، وكان أول مشروع ترميم عام 1986 هو مشروع ترميم قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا والتى تعود لعام 567هـ 1171م والذى أرتبط بهدف قومى في ذلك الوقت، المتمثل في تأكيد سيادة مصر على سيناء وإستخدم الكتاب الذى أصدرته هيئة الآثار المصرية فى ذلك الوقت عن القلعة كوثيقة لتأكيد أحقية مصر في طابا.
ويضيف د. ريحان بأن المشروع المقابل له كان أعمال الحفائر بمنطقة شمال سيناء والذى أرتبط بمشروع ترعة السلام، وأشرفت عليه الدكتورة فايزة هيكل أستاذ الآثار بالجامعة الأمريكية والنقيب المؤقت للأثريين تحت التأسيس والدكتور محمد عبد المقصود مدير مشروع بانوراما التاريخ العسكرى المصري حاليا وأسفرت عن الكشف عن العديد من محطات طريق حورس الشهير والجاري فيه العمل حتى الآن، وإنشاء المركز العلمى بالقنطرة شرق كما تعاونت منطقة الآثار المصرية القديمة والآثار الإسلامية بشمال سيناء وكشفت عن الآثار البيزنطية الممتدة عبر طريق العائلة المقدسة، ومن رواد هذا العمل على سبيل المثال الدكتور محمد عبد السميع والأستاذ رفعت الطاهر.
وقد أعلن الدكتور محمد عبد المقصود والدكتور غريب سنبل رئيس الإدارة المركزية للترميم وصيانة الآثار بوزارة الآثار مؤخرا عن الكشف عن 25 قلعة مصرية قديمة بشمال سيناء بطريق حورس وترميم 36 برج من أبراج قلعة الفرما وترميم المسرح الرومانى بها وترميم عيون موسى.
ويوضح د. ريحان أن إنجازات الآثار شملت الكشف عن محطات طريق التعدين إلى سرابيت الخادم ووادى المغارة والذى كشفت عنه بعثة آثار منطقة جنوب سيناء للآثار المصرية القديمة وكذلك الكشف عن ودراسة مجموعة من آثار ما قبل التاريخ بجنوب سيناء عن طريق إدارة آثار ما قبل التاريخ بالوزارة كما قامت منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية بأعمال حفائر بقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون قبل أعمال الترميم ومواسم 1988- 1989 كشفت عن لوحات تأسيسية أكدت بناء القلعة فى عهد صلاح الدين الأيوبى وليس فى عهد نبى الله سليمان كما نشرت الدوريات العلمية الإسرائيلية وهى لوحة خاصة بإنشاء صلاح الدين لأسوار القلعة وتحصيناتها الدفاعية ولوحة بإنشاء فرن لتصنيع الأسلحة داخل القلعة ولوحة إنشاء مسجد القلعة كما أقيم مشروع للترميم مؤخراً لحماية القلعة من أعمال النحر المستمرة من أمواج خليج العقبة العاتية وتم تسجيل القلعة كأثر بالقرار رقم 41 لسنة .1986
ويضيف د. ريحان بأن حفائر منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية كشفت فى حفائرها التى بدأت عام 1989 عن الميناء الوحيد للأنباط بسيناء بمنطقة دهب والذى يعود للقرن الأول قبل الميلاد وتم تسجيل الأثر بالقرار رقم 820 لسنة 2008وقامت منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية بالعمل فى مدينة طور سيناء وكشفت عن أهم أديرة سيناء بحالته الأثرية منذ القرن السادس الميلادى وحتى الآن وهو دير الوادى بقرية الوادى بطور سيناء الذى بناه الإمبراطور جستنيان عند بنائه لدير سانت كاترين فى القرن السادس الميلادى وذلك فى حفائر استمرت منذ عام 1984وحتى 1993 وسجل كأثر بالقرار رقم 987لسنة 2009 وكذلك الكشف عن قلايا المتوحدين الأوائل بسيناء بوادى الأعوج بطور سيناء وكهف مسيحى يعود للقرن الرابع الميلادى بجبل حمام فرعون وكذلك الكشف عن قلعة نويبع وأعمال ترميم لها وقلعة الجندى برأس سدر
ويتابع بأن منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية فى حفائر مشتركة وإشراف على أعمال ثلاث بعثات أثرية يابانية وألمانية ويونانية كشفت عن حصن إسلامى برأس راية بطور سيناء وميناء مملوكى بتل الكيلانى وبقايا كنيسة تعود للقرن السادس الميلادى وبقايا جامع فاطمى يعود لعهد الخليفة الآمر بأحكام الله على قمة جبل موسى ومدينة بيزنطية متكاملة بوادى فيران وكانت بفيران أول كاتدرائية بسيناء قبل إنشاء دير سانت كاترين وذلك علاوة على أعمال الحفائر بمنطقة دير سانت كاترين الذى كشفت عن مساكن عباس ومساكن حماة الدير منذ القرن السادس الميلادى وأعمال الترميم لفسيفساء التجلى ودراسة علمية وتوثيق وتسجيل لمقتنيات الدير وأيقوناته وإنشاء قاعة لحفظ أيقونات الدير بمساعدة رهبان الدير وخروج أيقونات الدير ومخطوطاته وأيقوناته لأميركا وروسيا وأسبانيا وإيطاليا واليونان.
كما قامت منطقة شمال سيناء للآثار الإسلامية والقبطية بإنجازات كبيرة تمثلت فى الكشف عن مجموعة من الكنائس الهامة بالفرما بطريق العائلة المقدسة وكذلك عن قلعة حصن الطينة وجامع قاطية والعديد من الآثار المسيحية والإسلامية الواقعة على درب الحج المصرى القديم والإشراف على أعمال الترميم المستمرة حتى الآن بشمال سيناء
وتضع الوزارة الخطط لمزيد من الدراسات الأثرية عن المناطق المكتشفة وربطها بخطة ترميم وتطوير شاملة وفتح المزيد من المواقع الأثرية للزيارة ونشر الوعى الأثرى بين طلاب المدارس وتحقيق التواصل المجتمعى مع المجتمع السيناوى أحفاد من صنعوا هذه الحضارة العظيمة للمشاركة.