في مثل هذا اليوم من سنة 392 م تنيح سراج البرية القديس العظيم الأنبا مقاريوس . ولد هذا القديس فى شبشير من أعمال منوف من أبوين صالحين بارين.
وذات يوم رأى كاروبا ذي أجنحة ثم أمسك بيده وأصعده على رأس الجبل وأراه كل البرية شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وقال له أن الله قد أعطاك هذا الجبل ميراثا لك ولبنيك من بعدك ولما عاد من البرية وجد زوجته قد ماتت وهي بعد عذراء، وبعد ذلك مات أبواه فوزع كل ما خلفاه له على المساكين. ورأى أهل شبشير طهره وعفافه فأخذوه إلى أسقف أشمون فرسمه قسا عليهم ولما رأى الشيطان سموه في الفضيلة جلب عليه تجربة شديدة وذلك أنه أوعز إلى فتاة كانت قد ارتكبت شرا مع شاب بأن تدعى أن القديس مقاريوس هو الذي أتى معها هذا الشر . فلما علم أهلها بذلك أهانوه وضربوه ضربا موجعا فتحمله وهو صامت . ولما داهم الطلق هذه الأمرأة لتلد لبثت أربعة أيام معذبة ولم تلد حتى اعترفت بكذبها على القديس وذكرت اسم الشاب الذي أغواها .
فلما رأى ذلك أهل الفتاة رجعوا إليه يستغفرونه عما حصل منهم له . فهرب منهم للابتعاد عن مجد العالم وكان له من العمر وقتئذ 30 عاما.
وإذ فكر في نفسه ألا يعود إلى قريته ظهر له ملاك الرب وسار معه يومين حتى وصلا إلى وادي النطرون فسكن في البرية الداخلية حيث موضع دير البرموس . ولما ذهب لزيارة القديس أنطونيوس ألبسه الاسكيم المقدس وعاد مكانه.
نما كثيراً في الفضيلة والحكمة وصار له تلاميذ كثيرة .صلاته تكون معنا . آمين