قال سيرامي إنه تعقب رحلات ألماسي وذلك للمشتركات العديدة بينهم ؛ فألماسي كان طياراً وكذلك أنا “سيرماي” أيضا، وكلانا كتاب،وكلانا يلفت انتباهنا الجماليات في الآلات والمباني ، و ألماسي أيضا كان يتمتع بحس فكاهي قوي ويظهر ذلك في مواقف عدة والتي اعتقد اني كنت سأتصرف مثله لو وضعت في مواقف كهذه.
من بين المواقف الطريفة التي حدثت لألماسي إنه خلال الحرب العالمية الثانية كان يسير مع جنود ألمان في واحة الخارجة بمصر ثم أوقفتهم نقطة تفتيش بريطانية، وكانت تلك النقطة تحتوي على أسلحة ثقيلة بينما الجنود الألمان لبس معهم سوى سياراتهم، فقام ألماسي بإيقاف سيارته وقام بالتلويح للجنود البريطانيين وبدأ في تصوير النقطة ، فما كان من الجنود البريطانيين ألا أنهم تركوه يعبر.
وفي موقف آخر كان عليه أن يعبر كوبري كفر الزيات والذي كان يعتبر نقطة استراتيجية أنذاك وكان عليها كتيبة تفتيش بريطانية فأرسل لهم ألماسي بالتلغراف رسالة مكتوب بها “أن هناك مجنون سيعبر الكوبري فاتركوه يعبر” وعندما عبر ألماسي حيوه وتركوه يذهب دون تفتيش.
وأوضح سيرماي أن شخصية ألماسي شخصية معقدة فلا يمكن الحكم عليها من جانب واحد ، فهو كان طيار ومستكشف وعالم لغويات وفنان وأديب صدر له العديد من الكتب.
ويشير سيرماي إنه بالرغم من أن ألماسي خلع بزته العسكرية إلا أنه كان يدعم الألمان فكان يخبيء جهاز إتصال وكان يرسل للألمان يوميا تفاصيل عن أسلحة الجيش البريطاني ونقاط تفتيشهم.
ويروي سيريماي إن علاقة ألماسي بالمصريين كانت شيقة فكانت تعتبر أكثر من صداقة، وكان يستعين بالبدو خلال تنقله في الصحراء، حيث لديهم حس عالي بالأماكن التي بها مياه.
وأوضح سيرماي إنه تعقب لازلو ألماسي في العديد من رحلاته وليس كلها، ومن بين تلك الرحلات رحلته التي قام بها من بودابست إلى الخرطوم مرورا بمصر، ويقول سيرماي إنه خلال رحلته تعقب لخطى ألماسي، ووجد خزانات بنزين مكتوب عليها بالمجري والتي –غالبا– ماكان ألقاها ألماسي بنفسه مما يدل على أنه يسير على خطاه فعلا.
جدير بالذكر أن لازلو ألماسي ولد في 3 نوفمبر 1895 وتوفى في 22 أغسطس 1951، أنطلق في العام 1926 من بودابست إلى الخرطوم مرورا بمصر، ليكتشف خلال تلك الرحلة كهف السباحين بوادي صورة ووداي زرزور. حياته أهمت الكاتب مايكل أونداتي Michael Ondaatje ليكتب رواية المريض الإنجليزيEnglish Patient والتي تحولت إلى فيلم في العام 1992.