وسط ابتهالات .. تسابيح .. تراتيل , استقبلت اليوم كنيسة مارمرقس بشبرا راعيها البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية و بطريرك الكرازة المرقسية كى يعقد لقائه الاسبوعى من داخل مارمرقس بشبرا فى ظل تأمينات امنية مشددة من قبل مديرية الامن حيث ترصت عدد كبير من سيارات الامن المركزى بشارع شبرا لتأمين الكنيسة بشكل كامل .
قامت الكشافة بدور حيوى بشأن تنظيم اليوم لاسيما التأكد من شخصية و هوية كل من الوافدين للكنيسة للمشاركة فى حفل استقبال الراعى و و المعلم حيث الحرص على وجود الدعاوى الرسمية الخاصة للحفل و المعتمدة بختم الكنيسة الى جانب الكشف عن البطاقة الشخصية كشرط اساسى للدخول من البوابة الرئيسية للكنيسة , و ذلك من باب تنظيم الاعداد الغفيرة لاسيما و انه من المعروف ان شعب كنيسة مارمرقس بشبرا يقدر بالالاف فضلا عن كونه يصعب من الناحية الامنية حضور الجميع .
فى مشهد مهيب .. غير مسبوق عاشته كنيسة مارمرقس بشبرا اليوم , الكل يترقب لحظة وصول راعيها و معلمها وسط اجواء تغمرها الفرحة و البهجة و التلهف و التشوق للحظة وصول خليفة مارمرقس الرسول و الورود تملىء ارجاء الكنيسة تعبيرا عن مدى الترحيب و التقدير لشخص قداسة البابا المعظم تواضروس الثانى .
دقت اجراس الكنيسة و لعل دق معها قلوب كل الحاضرين تهللا و فرحا بوصول قداسة البابا بصحبة نيافة الحبر الجليل نيافة الانبا انجيلوس اسقف عام كنائس شبرا الشمالية الذى حرص على مرافقته الزيارة من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية و حتى وصوله لارض كنيسة مارمرقس و معه لفيف من الاباء الاساقفة الاجلاء و آباء الكنيسة و الشمامسة لتستقبله كشافة الكنيسة بالصيحات المفرحة المعبرة عن سعادتها بقدوم البابا و زيارته للكنيسة لاول مرة بعد سيامته بطريرك خليفة للبابا شنودة الثالث ليصبح البابا ال 118 .
مجرد ان وطئت اقدامه الكنيسة استقبله كورال الملائكة و هم مترصين على سلالم الكنيسة مرددين ترنيمة ” الهنا بنى لنا بايدينا .. كنيسة جميلة تبنينا , سكناها سكن فينا .. بنيناها بنت فينا محبة فرح ايمان و سلام .. و مارمرقس شفيع لينا ” و فى جو من المرح تحدث سيدنا مع الاطفال و رد معه ترنيمة ” كنيستى كنيستى هى بيتى .. “
كانت المشاعر متباينة فى تلك اللحظة ما بين الفرحة بوصوله و التشوق للحظة دخوله الكنيسة و ما بين قلوب فرحة تتضرع من اجل راعيها بان يعطيه الله النعمة و المعونة لرعاية شعبه الذى اوكله الله عليهم و من اجلهم .. لحظة فارقة عايشها شعب كنيسة مارمرقس بشبرا و كأننا نحيا فى السماء فارحين وسط الشهداء و القديسين كالسحابة من الشهود ترفرف من حولنا .
بدأت الاحتفالية بكلمة نيافة الانبا انجيلوس بقوله ” كيف للضيف ان يرحب بمضيفه ” , فقداسة البابا يعد صاحب الدار و لعلى اقف الان لكى اعبر عن مدى حب شبرا لشخصية قداسة البابا ” شبرا كلها فرحانة يا سيدنا ” .. ” فرحت قلوب كل شبرا ” .. ” و شبرا بتحبك و كمان سيدنا بيحب شبرا ” و هنا صفق الحاضرون .
استطرد الانبا انجيلوس ان كنيسة مارمرقس من الكنائس الرائدة داخل منطقة شبرا و التى تأسست عام 1953 حينما وضع حجر الاساس للكنيسة فى عهد البابا يوساب الثانى بحضور الرئيس الراحل محمد نجيب و اوفد قداسة البابا فى ذلك الوقت اثنين من الاباء الاساقفة هم الانبا اثناسيوس مطران بنى سويف و رئيس دير البراموس , و قام قداسة البابا كيرلس السادس بزيارة الكنيسة فى عام 1968 فى تمام الساعة الرابعة فجرا و وقتها ” الفراش ” اعترض دخوله الكنيسة فقال له ” انا عاوز اصلى فى الكنيسة ” و سرعان حينما علم ابونا القديس ميخائيل ابراهيم بمجيئه جاء الى الكنيسة كى يشاركه الصلاة كما قام مثلث الرحمات المتنيح البابا شنودة الثالث بزيارتها فى عام 2003 احتفالا باليوبيل الذهبى لتأسيس كنيسة مارمرقس و كان يزور الكنيسة قداسة البابا و هو اسقف للتعليم لما كانت الكنيسة محببة لشخصه و أسس فصل اعداد للخدام لمدة عام , و هاهى الكنيسة توجت اليوم بزيارة البابا تواضروس الثانى .
أشار الانبا انجيلوس فى كلمته ان كنيسة مارمرقس تتميز بالخدمة الواسعة و الاجيال الكثيرة لتصبح الكنيسة ” تورد ” كهنة لكل الكرازة , ففى كل مكان نجد كهنة من مارمرقس بشبرا فهى بحق اصبحت كنيسة كارزة .. لعل لكل كنيسة لديها سنكسار محلى تسجل فيه زيارات الاباء الاجلاء .. و زيارة البابا تواضروس اليوم بمثابة عيد ايضا اليوم هو عيد نياحة البابا كيرلس السادس و فى ذات الشهر الجارى عيد نياحة البابا شنودة الثالث , و الحقيقة ان البابا كيرلس السادس اعاد الحياة الليتروجيا للكنيسة اما عن البابا شنودة فقد اعاد للكنيسة التعليم و جاء البابا تواضروس ليعيد مكانة التعليم داخل الليتروجيا , فصار يعلم و يعظ اضافة الى موهبته فى التدبير .
اضاف الانبا انجيلوس بان الكنيسة تحتفل هذا العام باليوبيل الفضى لتأسيس مستشفى مارمرقس التى تعد تحت اشراف الكنيسة و هى تقدم خدمات لكافة محافظات مصر و لا تفرق بين احد مسلميها و مسيحيها و خدمتها تحوى الجميع من اخوة رب و محتاجين بلا حساب .. و قدم بهذه المناسبة لشخص قداسة البابا درع الحية النحاسية احتفالا بهذه المناسبة باعتبارها رمز الطب و ” السيطرة ” فى ذات الوقت . كما قدم ممثل عن فريق الكشافة هدية خاصة لقداسة البابا احتفالا باليوبيل الذهبى لتأسيس كشافة مارمرقس بشبرا و الذى كان من المفترض حضور قداسة البابا لولا ظروف خاصة اضطرته للاعتذار عن الحضور .
قدم كورال مشترك للاطفال من بنين و بنات يضم المراحل الابتدائية بمختلف اعمارهم من اولى الى الصف السادس الابتدائى , عرضا اشاع روح البهجة فى نفوس الحاضرين لاسيما حينما قدموا ترنيمة تحمل عنوان ” عظماء شهر مارس ” و التى جاءت كلماتها تحمل العرفان و التقدير لشخص البابا كيرلس السادس و البابا شنودة الثالث و ابونا ميخائيل ابراهيم , فقالوا عن البابا كيرلس ” لما بتظهر وسطينا .. تفرح قلوبنا فينا , و نقولك يا بابا كيرلس .. احنا ليك و انت لينا .. يا بابا كيرلس يا حبيبنا ” اما عن البابا شنودة ” ضحكتك حبناها .. كلماتك حفظناها .. ربنا موجود أكيد .. كله للخير بالتأكيد .. يا بابا شنودة يا حبيبنا ” و اخيرا عن ابونا ميخائيل ابراهيم ” فى كنيسة مارمرقس .. كان بنا قديس عظيم .. ده حبيبنا و شفيعنا .. ابونا ميخائيل ابراهيم .. يا قديس كنيستنا .. يا ابونا ميخائيل .. اذكرنا و صلى عنا .. عند فادينا عمانوئيل .. ابونا ميخائيل يا حبيبنا ” و لعل ما اسعد الحاضرون ظهور طفل بشخصية كل من الاباء البطاركة و ما اثار الاعجاب هو اضافة شخصية البابا تواضروس بجانب البابا كيرلس و البابا شنودة و ابونا ميخائيل ابراهيم وأشاد البابا تواضروس ب ” المكياج ” لتظهر الشخصيات بتلك الصورة المعبرة .. كما قدم عرض الكورال مجموعة ترانيم للقديس مارمرقس كاروز الديار المصرية و للكنيسة بشكل عام .
هذا و قدم عرضا بالصوت و الصورة عن وطنية تلك الاباء البطاركة و ما لكل منهم مواقفه التى تشهد له و يشهد لها الجميع فى ترسيخ مبدأ الوطنية فكان من بينها البابا كيرلس السادس الذى سيم بطريرك فى 10 مايو عام 1959 و كانت تربطه علاقة وطيدة بالرئيس جمال عبد الناصر و كان اهم تلك الاحداث افتتاح الكاتدرائية المرقسية بالعباسية أما عن البابا شنودة الذى قال ان مصر كانت بيته الكبير فكان رمز وطنى لكل افراد الشعب بمسلميه و مسيحيه و جاء عرضا بصوته ” ان وطنية الاقباط لم تكن موضع سؤال و لن تكون ” و ” ان تاريخ مصر يسجل فى كل حين مواقف مشرفة وطنية للاقباط .. و لا تؤثر فينا احداث مؤقتة لان الحب أكبر من الاحداث ” ، أما البابا تواضروس فيؤكد دائما على ان الكنيسة مؤسسة وطنية حتى النخاع و تعمل من اجل الوطن ”
حقا ان مصر محفوظة فى قلب الله .. و نأمل ان يحفظ الله لنا رئيسنا المحبوب عبد الفتاح السيسى و ان يحفظ لنا حياة البابا تواضروس الثانى و شريكه فى الخدمة الرسولية نيافة الانبا انجيلوس .. و تحيا مصر .
علق نيافة الانبا انجيلوس فى كلمات ” هكذا تعلمنا .. و هكذا نعيش على هذا المبدأ و العقيدة .. محبة فوق كل اعتبار .. مصر فوق الكل “
قدم الانبا انجيلوس الشكر للحضور و لكافة الجهات المسئولة و منهم سيادة المحافظ الذى اوفد المستشار التعليمى لسيادته للمشاركة فى حفل استقبال قداسة البابا و عدد من اعضاء مجلس النواب الى جانب شكر خاص لسيادة اللواء مدير قطاع شمال القاهرة و مساعديه .
جاءت كلمات الروح القدس على فم سيدنا البابا تواضروس , بدأت بقراءة نص الكتاب المقدس من انجيل يوم الخميس الاول من الصوم الكبير فى ( مر 4 : 21 ) ” ثم قال لهم هل يؤتى بسراج ليوضع تحت المكيال أو تحت السرير ؟ أليس ليوضع على المنارة ؟ لانه ليس شىء خفى لا يظهر و لا صار مكتوما الا ليعلن . ان كان لاحد أذنان للسمع , فليسمع . و قال لهم انظروا ما تسمعون ! بالكيل الذى به تكيلون يكال لكم و يزاد لكم أيها السامعون . لان من له سيعطى و اما من ليس له فالذى عنده سيؤخذ منه . و قال هكذا ملكوت الله كان انسانا يلقى البذار على الارض و ينام و يقوم ليلا و نهارا و البذار يطلع و ينمو , و هو لا يعلم كيف لان الارض من ذاتها تأتى بثمر أولا نباتا ثم سنبلا ثم قمحا ملآن فى السنبل و اما ادرك الثمر فللوقت يرسل المنجل لان الحصاد قد حضر .
اهنئكم بداية بالصوم المقدس الذى يعد اجمل اصوام السنة لذا نسميه ” ربيع الحياة الروحية ” و ايضا نطلق عليه ” موسم التوبة ” .. و اشكر الانبا انجيلوس و كافة الاباء الكهنة و الاباء الاساقفة و كل الحاضرين و اشكر كلمات المحبة و اشكر الكورال و العازفين و كل من تعب فى ترتيب اليوم .. كما اهنئكم بشهر مارس الممتلىء بالقديسين , فاليوم تذكار البابا كيرلس السادس و خلال اسبوع نحتفل بتذكار نياحة البابا شنودة الثالث و تذكار نياحة ابؤنا فلتاؤس السريانى و ابونا ميخائيل ابراهيم و ابونا بيشوى كامل , هؤلاء الاباء الاحباء يسعدون اننا على وفاء لذكراهم و نطلب شفاعتهم .
اعتادنا خلال ايام الصوم ان نقرأ انجيل فى ايام الاسبوع , الصوم كما يعرف مكون من اسابيع يبدأ بيوم الاثنين على ان ينتهى بيوم الاحد .. و انجيل قداس يوم الخميس فى اناجيل القداس الالهى من ايام الصوم المقدس نجد سؤال , هذا السؤال موجه اليك من الله خلال فصل الانجيل ؟ و بالطبع موضوع السؤال يأخذ اهميته من مقدمه .. يعنى سؤال طفل صغير يختلف عن سؤال شاب لكن سؤال الله ذاته بالتأكيد له قيمة كبيرة ينبغى ان نلتفت اليه خاصة و ان الله يسأل الانسان صنعة يديه و بالتالى ” هنا السؤال لا يمر مرور الكرام ” ثم الله يسأل الانسان فى موضوع يتعلق بخلاصه من الخطية و من ثم يصبح السؤال مرتبط بالاحداث المحيطة به , و لعل اسئلة الله محددة و كاشفة و ليكن على سبيل المثال السؤال الذى سأله الله لآدم قال له ” آدم آدم .. أين انت ؟ ” سؤال محدد , واضح , قصير , شامل , هادف , و ايجابى .. و اسئلة الله كثيرة فالله قد يسألك لكى ما ينبهك لشىء أو ربما سؤاله كى يلفت نظرك لامر ما أو كى تأخذ فى اعتبارك فضيلة ما أو ربما يكون بهدف كشف ضعفك .
و فى الواقع كل فقرة من فقرات الانجيل نجدها سؤال اما صريح أو بالتلويح .. ففى فقرة انجيل هذا المساء سأل ” هل يؤتى بسراج ليوضع تحت المكيال أو تحت السرير أليس يوضع على المنارة ؟ و السؤال هل حياتى سراج و هنا علينا ان نوضح معنى ” سراج ” لعلها تعنى ” مصباح ” من الفخار يمتلىء بالزيت و يضع فيه فتيلة حتى يصبح مضىء و ” منور ” هذا هو السراج و كان فى وقت سابق نجد اسر تسمى ابنائها ” سراج “
هل يؤتى بسراج و يوضع تحت المكيال أو تحت السرير أم يوضع على المنارة .. السراج مكانه الطبيعى فى المنارة , و هنا علينا ان نوضح نوعية الاشخاص من خلال المثل و لعل اول نوع هو ” المكيال ” الذى يرمز للانسان المنشغول بالحياة العالمية و المنهمك بحياة العالم اما النوع الثانى ” السرير ” و هذا يرمز للكسل و النوم و الراحة , كسلان عن خلاصه و عن حياته و عن نشاطه و عن وجوده و عن عمله . اما النوع الثالث فهو الذى ” يوضع على المنارة ” و المنارة التى تعنى النمو و الوضوح لذا فى طقس كنيستنا لابد ان تكون لها منارة و لها ثلاث وظائف اولها القدوة فى الانارة و ثانيا كونها تعنى الارتفاع و السمو كأنها تعلمك و تقول لك ” اكبر و انمو و ازداد فى النعمة ” و اخيرا المنارة دائما مستقيمة فهى تعلم الانسان الاستقامة .
هل حياتك سراج أو نور .. انت موجود فى المجتمع , هل حياتك بهذه الصورة الذى يضع على المنارة أم يوضع تحت المكيال اى الانشغال بالعالم أم يوضع تحت السرير اى الكسل و الراحة ؟
اوضح قداسة البابا تواضروس فى كلمته ان السراج له معانى كثيرة , اولها نعمة العقل و لعلنا جميعا نعلم ان ” العقل زينة ” و بالتالى السراج لدى الانسان هو نعمة العقل ليصبح سراج الانسان و نور الانسان الذى يقوده فى النهوض بمجتمعات و من ثم يقال ” العلم نور ” , فالعقل هو سراج الانسان .. ياترى عقلك شكله ايه ؟ فى واحد نجد عقله متعصب أو مظلم و آخر تجده واسع و متفتح و عقل آخر يستطيع ان يتقدم و لعل الحضارات البشرية جميعهاقامت على العقل مثل حضارات مصر و الصين و اليابان .
ثانى معنى للسراج يتمثل فى السيد المسيح الهنا باعتباره سراج البشرية عندما اتى و ولد و تجسد صار سراج للبشرية و كان فى كل مرة يقول ” الحق الحق اقول لكم ” هنا تكرار كلمة ” الحق الحق ” يعنى يظهر النور الصافى الدائم , فالمسيح جاء لكى ما يفصل بين الحق و الباطل كما انه فى وقت قال السيد المسيح ” جئت سيفا ” هذا السيف كى يفصل لكون السيد المسيح لا يعرف الحياة التى تعرج بين الفرقتين و انما حيث يكون كنزك يكون قلبك ايضا .. حياة مملوءة بالاستقامة .
اما المعنى الثالث للسراج فهو الصليب المقدس باعتباره سراج الخلاص أو مفتاح الخلاص , فالصليب هو الذى قدم المسيح مصلوبا لكى ما يفدى الانسان فى حياته لذا يقول ” سبحى يا نفسى الرب الذى يفدى من الحفرة حياتى ” فالصليب ايضا سراج و نور و جميعنا نعلم ظهور الصليب ايام الملك قسطنطين و صوت يقول ” بهذا تغلب ” .
كما جاء الكتاب المقدس يحمل المعنى الرابع للسراج باعتبار ان كلمة الانجيل هى سراج للانسان ” سراج لرجلى و نور لسبيلى ” كما يقول القديس بولس ” فقط عيشوا كما يحق لانجيل المسيح ” .
و اخيرا الكنيسة المقدسة هى سراج للبشرية باعتبار الكنيسة مؤسسة اوجدها الله فى حياتنا على الارض حينما قال ” على هذه الصخرة ابنى كنيستى ” فهى مملوكة للمسيح و تخدم الانسان روحيا و اجتماعيا .. الكنيسة هى مكان للخدمة أو بالاساس مكان لغسل الاقدام هى سراج للعالم هى نور وسط العالم .
امام ذلك هل حياتك سراج سواء بالنسبة لمجتمعك و لكنيستك و لاسرتك و لكل المحيطين بك ؟ هل نعم الله لك استثمرتها ؟ مثال الخمس وزنات الذى لديه خمس وزنات تاجر و ربح خمس اخريات و الذى لديه الوزنتين تاجر و ربح مثلهم اما صاحب الوزنة الواحدة لم يربح بل خسر كل شىء نتيجة الكسل .
هنا نضع امامنا قانون نعم الله التى يعطيها لك ” لان من له سيعطى و اما من ليس له فالذى عنده يؤخذ منه ” و تعنى كل من له تعب , جهاد روحى , بذل , مجهود , عرق , كل من له امانة , كل من له احساس بالمسئولية , كل من له قلب ملتهب و هو ما ينطبق علينا ” كل من له سيعطى له ” يعطيه ربنا بالاكثر اما ” من ليس له ” .. من ليس له تعب أو جد , من ليس له عمل أو رغبة يصبح لا شىء .. من يعمل عمل بسيط سيأخذ نعم .
اعلم ان العطايا و النعم التى يعطيها الله لك هى التى تجعل منك سراجا داخل المجتمع و من هنا نسمع عن خدمة التطوع بما يعنى اقدم خدمة بحسب ظروفى .
هل حياتك سراج وسط اسرتك .. هل متميز ؟ هل انت سراج فى حياتك , فى عملك ؟ لكون المجتمع ما هو الا مجموع الناس التى تعمل ليصبح الجميع يحاول ان يخدم مجتمعه .. هل انت سراج داخل المكان الذى متواجد فيه لتصبح نور , قدوة , عملك واضح ؟ و هل انت فى خدمتك سراج ؟ هل يوضع تحت المكيال أو تحت السرير بالتأكيد يصبح بلا فائدة .. هل انت نور لمن حولك و قدوة .
ايام الصوم يجب ان تكون مختلفة خاصة و انها ايام معدودة , فقط 55 يوم يسعى خلالها الانسان ان يشحن حياته ببطاقة روحية أو ” يعدل ” حياته الروحية .. فى انجيل اليوم الانسان يلقى البذرة فى الارض ثم انبتت ثم اصبحت سنابل ثم سنابل قمح هنا النبتة الاولى هى بداية التوبة ثم يصبح تعبير عن الاعمال الصالحة ثم يصبح نور و قدوة و تعزية لاخرين فالمسألة عملية تدريجية و ليس تغيير سريع و انما لابد ان تأخذ وقت للنمو التدريجى .. هذا الصوم فرصة للتوبة و عليك ان تضع هدف امامك ” يارب اجعلنى سراج لاسرتى و خدمتى و لمكان عملى و لمكان دراستى ” ” اجعلنى سراج يارب و اجعل حياتى سراج الذى يوضع على المنارة ” .. الصوم فرصة لمراجعة النفس من اجل تجديد الحياة كما نقول ” قلبا نقيا اخلق فى يا الله و روحا مستقيما جدده فى احشائى “
فى ختام الاحتفالية قام قداسة البابا بتوزيع هدية تذكارية لكافة الحاضرين داخل الكنيسة الامر الذى اسعد الجميع .
هذا و قد تجمهرت اعداد غفيرة خارج الكنيسة بمجرد علمهم بخبر وجود قداسة البابا داخل الكنيسة, محتشدين من اجل التعبير عن فرحتهم بوجود قداسة البابا داخل مارمرقس بشبرا . و هو ما اعاق حركة المرور بشكل ما .