عيد الأم هو أجمل الأيام عند الأبناء والأمهات .. ولكن عند الأيتام فاقدين الأم فهذا اليوم يسترجعون فيه امهاتم ، ويذكرهم بفقد أعز من لديهم ..
استحدث مجموعة من شباب السوشيال ميديا حملة على الفيس بوك لالغاء عيد الام ويوم اليتيم تحت عنوان الحملة الشعبية لألـغاء عيد الام ويوم اليتيم ، مبررين ذلك انه لا يجوز ان تفكر ولد او بنت ان امه او ابوه ماتوا ، وينشدوا كل شخص بدعم الحملة لالغاء مايسمي بعيد الام ويوم اليتيم لما فيها من مساوء واحزان اكتر بكتير من اي واحد فرحان وسط اهله .
كما وضحوا على صفحتهم قائلين ” فكرت مره عيد الام بيبقي احساسه ايه عند اي ولد او بنت امه ماتت .طيب بلاش متخيل يوم اليتيم ازاي اليتيم بيفتكر ان ابوه مات ويمكن يبقي فاقد ابوه وامه ووحيد كمان ” مؤكدين ان اكرام الام ورعاية اليتيم يجب ان يتم طوال العام وليس فى يوم وبأحتفلات كانها تذكر اليتيم بفقدانه اسرته.
لذا ناشدوا الدولة بالغاء عيد الام او تسميته يوم العيلة ، ويوم اليتيم يسمى يوم الطفل وعلي الاقل الشعب كله يفرح ويحتفل ولا نقلب الاحزان علي الناس وننكد عليهم عيشتهم.
يوم للتفاؤل والمودة
تقول الدكتورة حنان سليمان، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس ، قديما كانت المدارس تضع فى اعتبارها فى احتفالات عيد الام الاطفال الذين فقدوا امهاتهم ، لذلك كان هناك مطالبات بتسميته عيد الاسرة ، موضحة انه رغم الشعور بالحزن فى هذه الاوقات الا انه لا يصل لدرجة الازمة النفسية او الاجتماعية بالشكل السلبى ، والدليل على ذلك الاحتفال بيوم اليتيم ، فهذا اليوم لن يزيد عليهم شعورهم باليتم ، واذكر اننا فى الجامعة كنا نأخذ الطلبة لدور الايتام فى هذه المناسبات فكنا نجدهم متواءمين مع ظروفهم ، كما ان مؤسسات الرعاية الكبيرة تحاول تعويض هؤلاء اللاطفال بأمهات بديلة والاشتراك فى الاندية لتقليل احساسهم السلبى بالفقدان .
وتؤكد سليمان ان هذه المناسبات هى فرصة لهؤلاء الذين فقدوا امهاتهم للتكافل الاجتماعى للاخرين ، كما ان اعلانات المؤسسات مثل مستشفى 73537 لعلاج سرطان الاطفال بتكفل علاج طفل فى عيد الام استغلال جيد لهذه المناسبة لتنمية قيمة التكافل الاجتماعى وهى قيمة انسانية ايجابية ، ومستشفى 73573 مشروع قومى ساهم فيه كل ابناء الوطن .
وأوضحت ان الشعب المصرى يحب الاحتفالات والاعياد مع ارتباطها باللقاءات والمأكولات كجزء من الثقافة العامة ،حتى لو لم نكن سعيدين اثناء قيامنا بهذه الاحتفالات ، وفيما يخص مواقع السوشيال ميديا فلقد احتلت مكانة كبيرة استغنى بسببها عن العلاقات العائلية الحقيقية ، ولكننا يجب ان ننظر لها ان لها ايجابيات وسلبيات ، فإذا كان الطفل قديما يفتح حصالته لاحضار هدية لوالدته ، فاليوم يرسل لها باقة ورد على الفيس بوك ، لذا علينا التأقلم مع الواقع .
ورغم ذلك ترى أن حتى لو لم يوجد احتفال سيشعر اليتيم بفقدان امه فى بعض الاغانى التى نعرفها جميعا وتذكرنا بالماضى فتدمع الاعين ، ولكننا يجب ان نفرح مع الاخرين ، وان كانت سيوجد صعوبة لدى الاطفال الصغيرين ، لذا تطالب بأن نجعل الدعوة على مواقع السوشيال ميديا بأحتواء الاطفال الذين فقدوا امهاتهم ، وتكون فرصة للتفاؤل وصلة الرحم ودعوة للألتقاء والمودة فى هذه المناسبات وخاصة لاطفال دور الايتام وتكون طوال العام وليس فقط فى المناسبات .