بالتزامن مع الذكري الرابعة لنياحة البابا شنودة الثالث، في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون بمحافظة البحيرة, وبحضور البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذي ترأس القداس الإلهي، اليوم الخميس، بحضور الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، وعدد كبير من المطارنة والأساقفة والآباء والكهنة ورهبان دير الأنبا بيشوي.
رصدت عدسة موقع «وطني» صوراً لدير الأنبا بيشوي الذي له علاقة روحية خاصة بالبابا شنودة, حيث دفن داخله في مارس 2012 وذلك حسب وصيته وعلاقته الوطيدة طوال حياته بهذا الدير, واحتفل قبل وفاته بسنوات قليلة مع عدد من أساقفة ورهبان الكنيسة القبطية بعيد شم النسيم في دير الأنبا بيشوي.
ويشار إلى أن البابا شنودة وُلد عام 1923، والتحق بالرهبنة بدير السريان، وتمت رسامته أسقفًا للتعليم، وكان سكرتيرًا للبابا كيرلس السادس، وتم تجليسه على الكرسى البابوي في 14 نوفمبر عام 1971 وبذلك أصبح البابا رقم 117 في تاريخ البطاركة وتوفي في 17 مارس عام 2012، عن عمر يناهز 89 عامًا ثم تولى المسؤولية الأنبا باخوميوس لحين تسليمها للبابا تواضروس الثاني البابا رقم 118.
ويعتبر دير الأنبا بيشوى بوادي النطرون والذي تم بناءه قبل 1600 عام من أقدم الأديرة في منطقة الشرق الأوسط عندما تجمع 2400راهب فقرر الأنبا بيشوي بناءه ليكون أحد ثلاثة أديرة ما زالوا معمرين بعدما اندثر مايقرب من 53 ديرا بالقرن الرابع الميلادي وتم ترميمها بإزالة الأخشاب المتهالكة التي صممت بها قبب الكنيسة وذلك عقب هجوم النمل الأبيض عليها في القرن الرابع عشر الميلادي.
كما يأتي دير الأنبا بيشوي في المرتبة الثالثة من حيث البناء في مصر فسبقه من حيث القدم دير البراموس ودير أبو مجار أما دير العذراء المشهور بالسريان فقد تم بناؤه عقب ذلك بمائة عام فوق مغارة الأنبا بيشوي.
وأكد القمص هابيل بالدير أن الدير يضم جسد الأنبا بيشوي الذي لم يتحلل منذ القرن الرابع الميلادي وذلك لأنه اخذ وعد من السيد المسيح ان جسده لايرى فسادا .
كما يوجد بالدير حصن تم إنشاءه عام 1500 ميلادي للتصدي لأي هجوم أو اعتداء على الدير وهو عبارة عن مبنى قائم بذاته يحتوي على ثلاثة طوابق ويتصل بجسر لمبنى آخر عبارة عن سلم حيث يقوم آخر راهب يصل للمبنى برفع الجسر.
ويحتوي الحصن على كل الإمكانيات من مأكولات وثياب وأماكن للنوم والصلاة حيث يتواجد بالطابق الأول بئر مياه عمقه 19 مترا ومعصرة لاستخراج زيت الزيتون وطاحونة ومخازن للحبوب ودورة مياه.
ويحتوي الطابق الثاني على كنيسة وفرن ومكتبة استعارة ودورة مياه أخرى أما الطابق الثالث فيحتوي على كنيسة أخرى كما يضم المبنى فتحات لإدخال الهواء والإضاءة بأشعة الشمس.
وكذا يوجد بالدير بئر الشهداء الأثري ويعتقد الأقباط أن مياهه مقدسة وتصنع المعجزات.
ويذكر تاريخ البئر أنه شهد ذبح 49 راهبا على أيدي أفراد جيش البربر الذي يعبدون الشمس وقادمون من شمال أفريقيا عند هجومهم على دير أبو مقار لسرقته واستخدموا مياه البئر لغسل أنفسهم من دماء الرهبان أثناء توجههم إلى ليبيا وذلك عام 444 ميلاديا.
وأصبحت مياه البئر غير صالحة للاستخدام الآدمي في الوقت الحالي ويتم استخدامها لري حديقة بمحيط البئر.
ويشهد إقبال المئات من مختلف محافظات الجمهورية لزيارة قبر البابا شنودة للتبرك وطلب الأمنيات والحاجات ويشار بأنه لقي خمسة أقباط مصرعهم في 31 مارس 2012 بحالات اختناق نتيجة الزحام على مزار البابا شنودة نتيجة التدافع على زيارة القبر .
ومن جانبه أكد الأنبا صربامون مدير دير الأنبا بيشوى أن ذكرى وفاة البابا شنودة الثالث تمثل عيداً للأقباط مضيفاً إن الدير مفتوح لاستقبال جميع الاقباط من كافة محافظات الجمهورية.
وأضاف صربامون انه تم فتح باب الضيافة وتقديم الواجبات للحضور من إنتاج مزار الدير وان هناك إجراءات تنظيمية يشرف عليها الرهبان لتيسير عملية الدخول والخروج من الدير.