الرّب يسوع المسيح السامري الذي يداوي جراح البشرية المتألمة
ومرّ الكاهن ثمّ اللاوي ….
وأخيرًا ” وَصَلَ إِلَيه سَامِرِيٌّ مُسافِر ” … إنه الرّب يسوع المسيح الذي يُعطي لنفسه ، في سياق مُخطّطه الخلاصي ، اسم السامريّ … لقد سبق لليهود بأن نعتوه بالسّامريّ لإغضابه : “أَلَسْنا على صوابٍ في قَولِنا إِنَّكَ سامِريّ ، وإِنَّ بِكَ مَسّاً مِنَ الشَّيطان ؟ ” ( يوحنا ٨ : ٤٨ )…
إذًا فالسامريّ المسافر هو الرّب يسوع المسيح – إنه يسافر فعلاً – ليتفقّد البشرية البشرية المعذّبة على الأرض . فلم يمرّ مرور الكرام على ارضنا ، لأن هدف سفره هو ” افتقاد شَعبَه ” لأنه تفقّدَ شعبه وافتداه … ” تلك رحمةٌ من لطف إلهنا يتفقّدُنا بها الشارق من العُلى ليُضيءَ للقاعدين في الظلمة وظلال الموت ويُسَدّد خُطانا لسبيل السّلام “( لوقا ١ : ٦٨ – ٧٩ )، نحن الذين نزِل من أجلنا من السماء وسكن عندنا وبيننا، لأنه في الواقع ” لم يظهر على الأَرض فحسب بل عاش بَينَ البَشَر “…
لقد بلسم جراحنا بالخمر، خمر الكلمة ، الخمر الذي حوّله إلى دمه المقدّس ، وبما أن خطورة جراحنا لم تتحمل كلّ قوّته ، مزجها بالزّيت ، زيت الميرون المقدّس ، زيت طيبته ” ومَحَبَّتُه لِلبَشَر ” ( طيطس ٣ : ٤ ) ، ثم أخذ الرجل الى الفندق . لقد قصد بكلمة فندق : “الكنيسة المقدّسة ” التي أصبحت مكان السّكن والملاذ لكلّ الشعوب … وعند وصولهما الى الفندق ، أظهر السامري الصالح للرجل الذي أنقذه معاملة أفضل واهتم به أكثر : فالرّب يسوع المسيح بذاته هو في الكنيسة يمنح كلّ النعم …
وصاحب الفندق يرمز الى الرّسل والكهنة وملافنة الكنيسة الذين خَلَفوا الرّب يسوع المسيح والذين منحهم عند ذهابه – أي صعوده إلى السماء – ” دينارَيْن ” لكي يهتموا كثيرًا بالمرضى ، فالديناران يرمزان الى العهدين القديم والجديد ، عهد الشريعة والأنبياء وعهد الأناجيل والرسل ، فالإثنين من الله نفسه ويعكسان صورة الله الواحدة في السموات ، كقطع النقود التي تحمل صورة الملك الواحد ، كذلك العهدين يطبعان في قلوبنا الصورة الملوكية الواحدة بواسطة الكلمات المقدّسة لأنها أتت من الرُّوح القدس الواحد … هذه هي رمزية الدّينارين لنفس الملك ، ملك المجد خالق السماوات والأرض ، واللتين سُلّمتا في الوقت عينه من قبل الرّب يسوع المسيح الى صاحب الفندق … إلى الكنيسة ….