ككل شيء في الحياة، لا يسير اقتصادُ الدول على وتيرة واحدة ، وإنما يمر بالكثيرِ من التقلباتِ والموجات نمو وانتعاش يليه تباطؤ وكساد، تلك هي الطريقة التي تدورُ بها عجلة الاقتصاد. ولكنّ الأزمة الحالية تـعتبر واحدة من الأزمات الأكثر تعقيداً التي واجهها الاقتصاد العالمي، فالضربات متعددة ومن جهاتٍ مختلفة، اقتصاد الصين والأسواق الناشئة، تباين السياساتِ النقدية بين البنوك المركزية الكبرى، انهيار أسعار النفطِ والسلع ، كل هذه عوامل أدت إلى تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي.
وحينما تتباطأُ الاقتصادات وتحتاج الدول إلى مصادر للتمويل ، تتجه الأعين دائماً نحو صندوق النقدِ الدولي والمؤسسات الأخرى القادرة على إقراض تلك الدول المتعثرة.
هذا ما دفع كريستسن لاجارد رئيسةَ صندوق النقد الدولي. بان تقول ان العالم يحتاج إلى شبكة أكثر أماناً لتمويل الدول المتعثرة وقتَ الأزمات والمحن الاقتصادية.
ووفقاً ل لاجارد فإن سياسة الواقع الجديد التي تتخذها الصين بتحولها من التصنيع والاستثمار إلى الاستهلاكِ المحلي كمصدر رئيسي للنمو، سيضمن معدلاتِ نمو أكثر استقراراً للصين ولكنها ستعاني من تباطؤ الاقتصاد على المدى القصير وهذا بدوره سينعكس على الاقتصاد العالمي ككل .
وقالت لاجارد” إنه في ظل التباطؤ الذي تعانيه الأسواق الناشئة ، فإن المسؤولية تقع الان على الاقتصاداتِ المتقدمة لدفع نمو الاقتصاد العالمي بسياسات نقدية داعمة للنمو وبزيادة الإنفاق على البنى التحتية.