خبير أقتصادي: علي الدولة ان تضع مخطط شامل للأصلاح المنظومة وتترك المشروعات العملاقة جانباً .
• رجال الأعمال: الشباب لا يريد ان يعمل والبطالة منتشرة بين خريجي الجامعات .
• الشباب بعضهم يقول رجال الأعمال “يمتصوا دم الشباب والعمل الخاص غير أمن ” والأخر يقول : “ازاي اشتغل عامل فني وانا خريج جامعة . “
تمتلك مصر طاقة بشريه هائلة ، وتخرج كل عام آلاف الطلبة من الجامعات الحكومية والخاصة والمعاهد المتوسطة والدبلومات الفنية ، ايضاً تصنف مصر من اعلي الدول في نسبة البطالة ، هذا بالرغم من نقص العمالة التي تعاني منها مصانع مصر فهناك 5700 مصنع تم اغلقهم بسبب عدم وجود تمويل ونقص العمالة ، ومازال الشباب يحلم بوظيفة وعيشة ، وذلك ايضا في ظل عمل الحكومة علي انشاء مصانع جديد ايضاً دون النظر لمشكلة تعثر المصانع ونقص العمالة ، فأين المشكلة هل هي عند الشباب الذي لا يريد ان يعمل كما يقول رجال الأعمال اما انها عند الحكومة التي لا تقوم بدورها اتجاه الشباب والشعب جميعاً كما يقول الشباب ، وفي يد من الحل الشباب ام الحكومة ؟؟ سؤال تم طرحه علي رجال الأعمال والشباب وخبراء الأقتصاد في تحقيق لنصل الي حل من طرفي المشكلة .
رجال الأعمال : لدينا فرص عمل كثيرة والشباب لا يريد ان يعمل
قالت نجلاء إدوارد سيدة اعمال بمحافظة بورسعيد ورئيس مجلس إدارة شركة إدوارد البحرية وعضو مجلس إدارة في اتحاد شباب العمال : يوجد ببورسعيد العديد من المصانع التي تحتاج آلاف من العمال فمصنع واحد منهم يحتاج 3000 شاب برواتب تبدأ من 1600 جنيه ، فيلجأ لنا أصحاب المصانع بأعتبارنا منظمة مجتمع مدني حتي نوفر لهم شباب للعمل بمصانعهم وعمل اعلانات فرص عمل ، وللأسف لم نجد شباب للعمل بتلك المصانع ، فجميع الشباب المتعلم خريجي الكليات يريد ان يعمل في الإدارة ولكن من الملاحظ ان نسبة اقبال البنات علي العمل في تلك الوظائف اكبر من نسبة إقبال الشباب علي العمل مما يعكس صورة لسلبية الشباب .
وتابعت “إدوارد” فالشباب يريد ان يختار الوظيفة التي تليق به وليس الوظيفة المتاحة في سوق العمل ، وهذا مع الأخذ في الأعتبار ان جميعهم خريجين من كليات نظرية لا يوجد لهم مجال في واقع سوق العمل .
وأكملت ففي شركة ” إدوارد البحرية” قمت بأعلان عن وظائف سكرتارية للعمل في الشركة تقدم ليه اكثر من 200 شاب اختارت منهم شاب واحد لأن جميعهم اللغة الأنجليزية ضعيفة لديهم والوظيفة تحتاج شاب يتحدث الأنجليزية بطلاقة ، وهذا يعني ان حتي خريجي الكليات غير مؤهلين للعمل حتي في مجالاتهم وليس في العمل الفني فقط .
وأشارت “إدوارد” إلى ان المشكلة ليست في عقول الشباب فقط ونظرتهم للعمل الفني ، وعزوفهم عن العمل في القطاع الخاص واينما المشكلة في الحكومة التي يجب ان يكون لديهم حسن تخطيط ، بعمل ربط بين الكليات وسوق العمل ، وان يكون التعليم وفقا للأحتياجات سوق العمل وتعديل نظام دخول الكليات الي يعتمد علي التنسيق فقط ، ويكون أساسه اكتشاف االمواهب لدي الطلبة ،فإذا قامت كل محافظة بعرض احتياجتها من المجالات التي تحتاج فيها عمالة ، حتي يوجة ذلك للجامعات والكليات للأخذ في الأعتبار قبل تخرج الاف الشباب دون حاجة لهم في سوق العمل لكان تم حل مشكلة البطالة ونقص العمالة ،ففي بورسعيد قامت بعض المصانع بأنشاء مدارس ملحقة للمصنع لتدريب الأطفال الحاصلين علي الشهادة الأعدادية علي المهنة التي يحتاجها المصنع ، ثم يلتحقوا بالعمل داخل المصنع.
.
وفي ذات السياق قال ناصر بيان رئيس الجمعية المصرية الليبية للمستثمرين ورجال الأعمال: في شركة “الياسمين” بالعاشر في رمضان احتاج أكثر من 50 ولم اجد .
وأضاف “بيان “ البطالة منتشرة في وسط خريجي الجامعات ، وبالأخص في الكليات النظرية فكلية الحقوق تخرج في العام اكثر من 100 ألف طالب ، وانا كشركة احتاج محامي واحد فقط ولكن احتاج آلاف العمال خريجي الدبلومات الفنية ولم يتوفر ذلك .
وتابع لكي تحل تلك المشكلة يجب ان يتم تغيير ثقافة المجتمع في نظرتة للعامل والعمل الفني بشكل العام ، فجميع الأهالي يحثوا اولادهم علي دخول الجامعات والكليات ويبتعدوا عن الدخول الدبلومات الفنية لأن المجتمع ينظر لخريجي الدبلومات الفنية نظرة أقل من خريجي الكليات ، ويجب ان يتم تغيير تلك الثقافة لأن النجاح ليس فقط في الجامعات ولكن هناك عمال نجحوا واصبحوا رجال اعمال كبار وبدأوا كعمال صغيرين ثم تدرجوا الي ان وصلوا إلي انهم اصبحوا رجال اعمال.
ايضا حل المشكلة في يد الشباب وليس الحكومة ، يجب ان توجد توعية منذ المرحلة الأبتدائية بأهمية العمل الفني .
وأضاف “بيان” تقدمت من قبل لوزارة الصناعة بمشروع لعمل مراكز تدريب لخريجي الكليات لتدريبهم لمدة 3 شهور علي الأعمال الفنية التي تحتاجها المصانع ، ولكنه لم ينفذ ذلك المشروع حتي الأن.
وتابع “بيان” نحن كرجال اعمال نوفر جميع الضمانات للشباب من عمل تأمين لهم و ايضاً يحصل الشاب علي جميع الحوافز والبدلات والإجازات الرسمية مثل العمل الحكومي ، وعدد ساعات العمل 8 واذا سهر ساعة يأخذ أجر إضافي عليها ، ولكن الشباب يرفض العمل في القطاع الخاص ، فهناك مقولة شهيرة تقول “ان فاتك الميري اتمرمغ في ترابه” وهذا الفكر خطأ ويجب ان يتم تغييره .
وتابع ” ناصر بيان “ سبب الثورة الصناعية بالصين هوان الشاب الصيني يحب عمله ويسعي الي ان يجوده ولديه هدف النجاح ، بعكس العامل او الشاب المصري الذي لا يحب العمل ولا يوجد لديه فكر انه رقيب نفسه في العمل فالعامل المصري لا يعمل بجد إلا عندما يكون المدير متواجد ” فوق رأسه ” واذا تغيب المدير يتهون العامل في الشغل ، ففي مصر العامل يأخذ نصف ساعة في شرب كوب شاي ثم ساعة للصلاة و لا يهتم بشأن العمل فيترك الشغل اليذي بيدوه دون ان يكتمل فور انتهاء ساعات العمل ، بعكس الشاب الصيني فانا رأيت بنفسي في أحد المصانع شاب يقوم بعمل شغله حتي بعد انتهاء وقت ساعات العمل الخاصة به وذلك حرصا منه علي مصلحة العمل ، هذا هو الفرق ، فالعامل المصري لا ينتج إلا اذا وجد عليه رقيب.
الشباب : لم نجد فرصة عمل والبحث عن وظيفة في غاية الصعوبة
وعلي الجانب الأخر قال عبدالله علي 24 سنة خريج كلية تجارة ويعمل صحفي : نواجه صعوبة في البحث عن العمل ولم نجد فرصة لوظيفة وجميع الوظائف التي يتحدث عنها رجال الأعمال لم تصل إلينا ، واضاف أن الشاب يلجاء للعمل في قطاع الحكومة لانه يوفر له الأمان في التأمين عليه وصرف جميع مستحقات المالية وعدد ساعات العمل حسب القانون ولكن بعكس القطاع الخاص الذي لم يعطي الأمان للشاب و”ويمتص دم الشباب بالعمل طوال اليوم ليحصل علي 1200 جنيه لا تكفي احتياجات الشاب ”
وتابع ” عبد الله علي “ ان الشباب ليس كسلان والمشكلة حلها في يد الدولة التي يجب ان ترشد التعليم حسب احتياجات سوق العمل ، فالمنظومة جميعها تحتاج إلى اصلاح سواء كان رجال الأعمال او الدولة او المجتمع وثقافتة .
وعلي الجانب الأخر قال احمد كمال 23 سنة خريح كلية الأعلام : انه بالفعل الشباب هو المتكاسل و لا يريد ان يعمل ، فالشاب الذي يريد ان يعمل ويبحث عن وظيفة سوف يجد ، وعبر احمد عن رأيه بجملة أخري قائلا ” اللي عايز يشتغل هيشتغل مفيش حاجة اسمها مفيش شغل ، الشاب الذي لا يعمل هو المتكاسل ”
ولكن هناك مشكلة ايضاً لدي الدولة وهي سوء التخطيط ، بعدم الوعي بأحتياجات الدولة وسوق العمل من العمالة ، يجب ان يهتم بالعمل الفني أكثر من ذلك ، ويتم تقليل خريجي الكليات النظرية الذين لم يوجد لهم مجال بالعمل ، فيجب ان تضع خطة عامة للدولة .
خبير اقتصادي : حل ازمة البطالة ونقص العمالة في يد الدولة وليس الشباب
قال ماجد عطية خبير اقتصاد : حل مشكلة ارتفاع نسبة البطالة بالتعادل مع ارتفاع نقص العمالة في يد الدولة التي يجب ان تضع تخطيط شامل للأصلاح المنظومة جميعها و تترك المشروعات العملاقة جانبا ً ، التي لم يكن وقتها الأن نحن نريد اصلاح الخلل المتواجد بجميع الهيئات والإدارات ، وتنسيق الجهود فيما بينهم ، فيجب علي وزير القوي العاملة ان يوجة مراكز التدريب في المجالات التي تحتاجها المصانع وليس ما يقول هو عليه ، فهناك العديد من مصانع النسيج تحتاج عمالة ومتوقفه بسبب نقص العمالة ، والصناعة توقفت ايضاً ، فلا يوجد تنسيق بين جهات الحكومة و رجال الأعمال واصحاب المصانع ، لذلك كلاً منهم يعمل في اتجاه دون نتيجة فعاله تحل مشاكل الدولة ، فعلي الدولة فهم متلطلبات سوق العمل وتشغيل المدارس الصناعية و تخريج شباب لدية قدرة علي العمل في السوق ، ايضاً توفر لهم فرص تدريب بعد التخرج ، فنسبة البطالة 47 % منها ، من الشباب خريجين الجامعات ، لذلك يجب الأهتمام بوزارة التعليم الفني وفصلها كوزارة منفصله بذاتها .
وتابع “عطية” ايضا يجب علي الدولة ان تتحمل مسؤوليتها وتساعد الشباب بتسهيل الإجراءات لتشجيعهم علي العمل ، فقديماً كانت توجد مراكز تتبع الدولة تعمل علي توفير المواد الخام للمصانع بأسعار رمزية ولكن منذ عهد السادات تم الغاء تلك المراكز، واليوم البنوك المصرية تفرض سعر فائدة علي القرض 7,5 % مما يكلف الشاب الذي يريد ان يحصل علي قرض لعمل مشروع وبالتالي فالدولة تتاجر بالشباب .
وأكمل: “فهناك سوء تخيط من الدولة في شتي المجالات ، فمصر الأن تستورد 80 % مما كانت تصدره ، فعلي سبيل المثال مصر في عام 2015 كان لديها مخزون فائض من السكر بمقدار مليون طن، وبالرغم من ذلك الحكومة استوردت من الخارج سكر مستورد بـ2,5 مليار جنيه ، فإذا كانت هناك إدارة واعية وتخطيط جيد ما كان يحدث هذا الخطأ.
وإلى حلقة أخري من التحقيق تحتوي على رد الحكومة على تلك المشكلة، وذلك في حوار خاص لوطني مع الدكتور جمال سرور وزير القوي العاملة.