نما وكبر هذا الشبل الصغير .. الازدواجية في المعيار .. إلى أنساد المعيار المعيوب .. وأصبح معيار الازدواجية .. نعم معياراً منحرفاً .. وأصبح عرفاً سائداً .. قبلناه جميعاً وإعتدناه .. وأصبحنا نُقيمه حَكَماً على تصرفاتنا واقوالنا .. وجعلنا منه تربة خصبة تُخرج لنا كريه الثمار .. وتناولناها بشهية وكأنها إكسير الحياة ..
أحببنا المكيالين ولم نعد نرفض أحدهما .. بل والأكثر اننا نبرر لانفسنا ونسميها (حكمة) .. فاللسان المنضبط وجميل الكلام وعذب اللفظ له موضعه وزمانه .. اما التجريح وعنفوان اللفظ وفورانه له موضعه هو الآخر .. اعتدنا تبديل الاقنعة واحترفنا التبرير .. نصلي بلسان نلعن به الناس ونبرر انهم يستحقون وأننا مخطئون لو لم نلعن .. للنصيحة مكان .. وللتجاوز مكان .. للفضيلة مكان .. وللرذيلة مكان .. مكانٌ للنقاء وطهارة اليد .. وآخر لقذر اليد .. بررنا لانفسنا ان نكيل بمكيالين .. انها الكارثة .. انه الوحش الذي لن يشبع ولو التهم البشرية جمعاء .. انه فيروس للفضيلة لا أمل في اختراع سوفالدي له .. انه مضاد للاخلاق الجميلة ورقي النفس ..
فما تعلمته وايقنته .. ان الفضيلة لا تتجزأ .. ولا تتلون .. ولا تعاد تسميتها بما لا تحتمل .. يبقى الأبيض ناصعاً حتى لو للأعمى .. والاسود كريهاً لذوي العينين .. والخمر تبقى مستهزأة ولو في الصين ..
فلنفحص طرقنا .. ونتيقن أن ألهنا يرانا حصريا ومباشرا .. ولا تُخفى عليه خائفة .. أنه ضابط الكل .. وعليّٓ أن أرضيه ولا اخذله .. ليس خوفا منه بل عشقاً فيه ..