ينتهي عام ويأتي آخر, ويكتب التاريخ الأحداث ويسجل كم من أحداث جيدة للخير, وأحداث يسفك فيها دمهم من أجل وطنهم وشعبهم ويسجل التاريخ كم من خسة ونذالة لأناس هانت عليهم أوطانهم بالفساد والتدمير وكل سوء جاهدين ضد البلاد والعباد وهم لإبليس خاضعون وغير عالمين أن الخير لابد أن ينتصر مهما هاجت البحار واشتدت العواصف وتلبدت الحياة المعاشة بالغيوم, فالله الواحد قادر علي كل شئ يحمينا من أعدائنا مهما كانت خططهم المدمرة وشرورهم وقبح أفعالهم لإخافتنا.
انقضي عام 2015 من عمر كل واحد موجود علي قيد الحياة وكل نفس تعيد شريط أحداث العام بحلاوته ومره وإن كانت الأحزان والمواجع الطابع الغالب علي غالبية الشعب لرحيل أحبائنا وأهلنا من الشهداء من رجال قواتنا المسلحة ورجال الشرطة والمدنيين وكل الموت وكذلك للظروف الصعبة التي مرت وتمر بها البلاد وليس هذا بغريب علي مصر وشعبها الطيب المكافح الذي يتحدي الصعاب ويقهر الخطوط والحصون العدائية التي تحيط به وتحاك له أن يمر بهذه الأحداث لكونه شعبا يحب أن يعيش في السلام والخير ولا يترك مجالا لمعتدي يقترب من أرضه أو يخدع أحدا من أبنائه فهي له بالمرصاد مهما كانت قوة ونفوذ هذا العدو فمصر ولدت حضارات يتعلم منها الجميع لا تخشي تهديدا ولا وعيدا.. هي شامخة محبة تعطي وتقدم يد العون للمحتاج لمعونتها دون تراخ أو توان.
وضعت مصر بين خيارين أحدهما اختفاؤها من خريطة العالم وذلك بقتل الشعوب بالعطش وتدمير زراعتهم وصناعتهم والعيش في ظلام ببناء سد النهضة الممول من دويلة ومساندة من أخري وتخطيط من كبري الدول, والثاني خضوع وخنوع مصر لأوامرهم والشروط علينا لزعزعة المنطقة وخضوع حكامها وشعوبها بما يملي عليهم من الطامعين ليستولي علي خيراتنا.
ولكن بالرغم من كل ما مر علينا هناك طاقة الأمل مفتوحة بها شموع مضاءة من المشروعات العملاقة.. حققنا الاستحقاق الثالث من خارطة المستقبل بانتخابات البرلمان والاحتفال بحفر قناة السويس الجديدة وبث روح المحبة والتسامح لنبذ التفرقة والتمييز حين زار الرئيس الكاتدرائية المرقسية في ليلة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد والجيد لم يترك دم شهدائنا بليبيا بل حققت مصر نصر بتدمير خلايا داعشية بمقر اختفائهم وهناك تباشير من شروق شمس تحقيق أحلامنا علي الوادي والصحراء وبسواعد وعقول المصريين ها نبني مصر المدنية الحديثة بقيم ومبادئ وأخلاق مصرية أصلية..