تعود العادة المتعلقة بالاحتفال بعيد الغطاس إلى أقدم العصور المسيحية، والمسيحيون الأوائل الذين كانوا يعيشون بالقرب من نهر الأردن كانوا يعيدون هذا العيد بالاستحمام في نهر الأردن ويتزاحمون حول المكان الذي قيل أن السيد المسيح قد تعمد فيه
لذلك اورشليم هى أمل كل قبطى وحلم عمره والصورة الجانبية لأجدادنا المقدسين الأقباط على ضفاف نهر الادرن (النهر المقدس) أثناء تقديسهم.
وكان من طقوس الزيارة ان يذهب المقدسون الى ضفاف النهر فى عيد الغطاس ويغطسوا فى النهر الذى شهد عماد السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان فى موقع اسمه المغطس به كنيسة باسم يوحنا المعمدان.
وكان المقدسين يحملون معهم زجاجات من الماء المقدس عند عودتهم لمصر ويهادون بها الحبايب ويحتفظون بها فى البيوت للبركة ويشربها المرضى والحزانى والذين عندهم مشكلة وكانوا يحتفظوا بالملابس التى غطسوا بها لكى يتم تكفينهم عند الوفاة.
كما يوجد إشارات تاريخية في العصر العربي بخصوص طقوس الاحتفال بعيد الغطاس ذكرها مؤرخو القرون الوسطي توضح أن الأقباط كانوا يحتفلون بهذا العيد احتفالاً كبيراً بإقامة طقوس الصلوات على ضفاف نهر النيل مع حمل المشاعل والغطس في النهر بعد إتمام الصلوات.
يقول المؤرخ المسلم ” المقريزى ” نقلاً عن المؤرخ المسعودي: ولليلة الغطاس بمصر شأن عظيم عند أهلها، لا ينام الناس فيها وهى ليلة الحادي عشر من طوبه ولقد حضرت سنة ثلاثين وثلثمائة هجرية ( القرن العاشر ) وفي تلك العصور كان يشعل أهل مصر الالاف من المشاعل والشمع الاقباط والمسلمين على سائر الشطوط وهى أحسن ليلة تكون في مصر وأشملها سروراً ولا تُغلق فيها الدروب، ويغطس أكثرهم في النيل.
وفى الأيام الخوالى كان بطرك القبط يتحرك فى موكب من مصر عتيقة حيث مقره بعد صلاة الغطاس ويتحرك فى موكب من أكابر القبط إلى نهر النيل وهناك يصلى ويقدس ويبارك ماء النيل الذي يستقبل الآلاف من المصريين .. اقباط ومسلمين .. ومراكب وأنوار واطنان من القصب والبورى والزلابية.
وكان الخليفة يجلس في منظرة كبيرة يتفرج على الخلق
وفى وصف ذلك يقول المؤرخ ابن اياس
“إن نهر النيل كان يمتلئ بالمراكب والزوارق، ويجتمع فيها السواد الأعظم.. من المسلمين والنصارى، فإذا دخل الليل تُزين المراكب بالقناديل، وتُشعل فيها الشموع، وكذلك على جانب الشواطئ يُشعل أكثر من ألفي مشعل وألف فانوس، وينزل رؤساء القبط في المراكب، ولا يغلق في تلك الليلة دكان ولا درب ولا سوق، ويغطسون بعد العشاء في بحر النيل، النصارى مع المسلمين سويًّا، ويزعمون أن من يغطس في تلك الليلة يأمن من الضعف في تلك السنة”.