قالت الحية لأمنا حواء عن ثمر شجرة معرفة الخير والشريوم تأكلان منه تتفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشرتك3:5فلما أكلا من الشجرةانفتحت أعينهما وعرفا أنهما عريانانتك3:7
كان آدم وحواء قبل الخطيئة لايعرفان إلا الخير وحده فلما أكلا من الثمرة المحرمة أضيفت إليهما معرفة الشر.
ذلك أنهما أكلا من شجرة معرفة الخير والشر.
فقدا بساطتهما الأولي بمعرفة الشر وكانت أول معرفة لهما أنها عرفا أنهما عريانان بينما كانا من قبل عريانين وكانا لايخجلانتك2:25ولعل هذه كانت معرفة الجنسGender التي قادت إلي معرفة الجنسSex
هناك أمور معرفتها تضر أو أنها تعثر أو أنها معرفة تقود إلي معرفة الشر وصدق الكتاب حينما قال:الذي يزداد علما يزداد غما جا1:18
والمقصود بذلك:الذي يزداد علما بالأمور الضارة أو المعثرة.
معرفة الشر عند الإنسان الأول كانت قليلة أما الآن فالإنسان بدأيزداد علمابها أي بكل ما يدنس فكره ويعكر ذهنه لأنه دخل في معرفة الشرالملبس الموتكما يقول القداس الإلهي ونريد الآن أن نعرف من أين تأتي معرفة الشر.
مصادر معرفة الشر:
تأتي هذه المعرفة من البيئة الشريرة والقراءات المنحرفة والصداقة الرديئة الإنسان يمكن أن يعرف الشر عن طريق الجرائد والمجلات ولست أقصد كلها.
ولكن البعض منها يشمل معرفة للشر وبخاصة للذي يريد أن يبحث عن هذه المعرفة!
تأتي أيضا عن طريق أجزاء من التليفزيون ومن الإنترنت ومن الكمبيوتر وتأتي عن طريق أماكن اللهو وبعض أفلام السينما.
وتأتي أيضا عن طريق القصص البوليسية وقصص الجريمة وأفلام العنف وتأتي كذلك عن طريق التوجيه المنحرف من قادة منحرفين ولا أنسي تلميذا لي منذ أكثر من خمسين عاما سألته عن مثله الأعلي فأجابنيأرسين لوبينوهو اللص البوليسي الظريف حاليا توجد أسماء أخري تحل محله بنفس الأسلوب أسلوب اللص الذي لايرتكب جريمة ولكنه قد يقتحم البيوت لكي يأخذ منها أدلة تساعد علي كشف جريمة.
حاليا المعرفة عن طريق العلم وصلت إلي أمور عجيبة يعرف الناس بعضها ويمارسونها.
0يعرفون مثلا بنوكالبويضات المخصبةويأخذون منها حسب طلبهم لكي توضع في رحم الأم لتلد حسب طلبها علي الرغم من أن البويضة لم تخصب عن طريق زوج هذه الأم مما نحرمه دينيا لأن الابن الذ’ي تنجبه هذه الأم لايعرف له أبا وتكون أمه مجرد حاضنة وليست أما!
0والعلم قدم لنا أيضا الاستنساخ مما لايوافق عليه الدين أيضا ولكن العلماء يستمرون فيه محاولين أن يتدرجوا ليس فقط من استنساخ الأغنام أو البهائم بل الإنسان أيضا.
0في فترة مضت قدموا للناس معرفة المستقبل عن طريقالبندولوأيضا معرفة الاتصالبالأرواحعن طريق التنويم المغناطيسي باستخداموسيطيكون تحت قيادة المنوم المغناطيسي!
وحاليا لاتزال هناك طرق أخري مثل قراءة الكف أو قراءةالفنجالأو معرفة المستقبل عن طريق النجوم والأبراج.
وللأسف يوجد كثيرون يؤمنون بهذه الغيبيات ويتخذونها وسيلة للمعرفة ويمارسونها ويتأثرون بها وحتي في الزواج تحاول الزوجة مثلا أن تعرف هل برج طالب الزواج يتفق مع برجها أم لا !إنها معرفة توجه بعض العقول التي تؤمن بها ولكن المؤمن الحقيقي لايؤمن بهذه المعرفة ويرفضها وإن وصلت إليه لا يقبلها.
قصة عن القديس الأنبا ابرآم أسقف الفيوم الأسبق:
قبل القانون الذي صدر سنة1955 بتحويل قضايا الزواج والطلاق إلي محاكم الأحوال الشخصية كانت أمثال هذه القضايا تعرض علي المجالس الاكليريكية التي يرأسها المطران أو الأسقف في إيبارشية أو المجلس الملي في القاهرة والإسكندرية.
فحدث أن قضية أحوال شخصية خاصة بالفيوم قام المحامي برفعها علي نيافة الأنبا ابرآم القديس وقال لهيا سيدنا إن الزوج تزوج هذه المرأة علي أنها بنت فوجدها ستفقال له الأسقف وماله يا بني هو مش عايز ست بيت تخدمه فقال المحاميلا يا سيدنا هناك فرق بين البنت والست وأخذ يشرح له وهنا قال الأسقف القديس:
ملعون هو اليوم الذي عرفت فيه الفرق بين البنت والست
إلي هذه الدرجة كانت نقاوة فكره ببعده عن أمثال هذه المعرفة التي كان بعيدا عنها في طفولته البريئة وفي رهبنته النقية.
أليس حقا أن هناك معارف تدنس الفكر وتدنس القلب أيضا وإن لم يكن في ساعة معرفتها فعلي الأقل بعد حين.
وهناك معارف أخري لا شأن لها بخلاصنا وأبديتنا.
وصدق ذلك الأب الروحاني الذي قالهناك أمور نبذل وقتا وجهدا لنصل إلي معرفتها بينما لا ندان في اليوم الأخير علي جهلنا إياها.
حتي إن لم تكن معرفة للشر فعلي الأقل هي معارف لاتنفع روحيا علي الرغم من أنها ليست خطية.
وكثير من الناس مشغولون بمعرفة أمور تافهة ينشغلون بقراءتها أو بسماعها أو بالجدل فيها.
معرفة الشر تعلم الإنسان أين توجد الخطية وكيفية ممارستها وأيضا كيفية تغطيتها أو كيفية الهروب من مسئوليتها.
منذ أكثر من خمسين سنة نشرت مجلة الاثنين مقالا عن مدرسة لتعليم النشل والتدرب علي خفة اليد بوسائل متعددة مثل نشل أشياء من جيوب جاكتة معلقة وفيها أجراس كثيرة تحدث صوتا إن لمس أحد تلك الجيوب.
هناك أيضا أفلام تعلم العنف وأخري تثير بعض الغرائز البشرية وموسيقي تحرك أيضا مشاعر عنيفة.
وعلينا أن نربي أولادنا بالطريقة التي يبعدون بها عن معرفة الشر أو علي الأقل عدم التأثر به وعدم السعي إلي المعرفة المنحرفة بمشاعر منحرفة!
0إن معرفة الخطية شيء ومعرفة لذة الخطية شيء آخر بممارستها
ولانقصد بالخطية مجرد خطايا الجسد أو خطايا الحواس علي أنواعها كمعرفة التدخين مثلا وشرب الخمر أو معرفة الإدمان بتعاطي مواد تدمر المخ أو تتلف الجسد..
0هناك خطايا أخري تخص الفكر مثل الشكوك!
ليس الشك فقط في المعاملات الشخصية مثل شك إنسان في إخلاص صديق أو شكه في إخلاص زوجته نتيجة ما يصل إليه من معلومات تتلف فكره وتقلل ثقته بها و…
هناك شكوك أخري تتعلق بالدين والعقيدة:
ويكون مصدرها بعض الطوائف التي تريد أن تنشر مذاهبها أو عن طريق غواة التعليم ونشر أفكارهم الخاصة كأنها عقائد!
بينما يقول الكتاب المقدسلاتكونوا معلمين كثيرين يا إخواتي عالمين إننا نأخذ دينونة لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعايع3:2,1.
وهؤلاء يقدمون معرفة منحرفة قد تقود إلي الهلاك إذا لم تقف الكنيسة ضدها وترد عليها إنها لون من معرفة الشر.
وتأتي هذه عن طريق النشرات والكتب وبعض الاجتماعات وعن طريق المعلمين الكذبة وأيضا عن طريقأصحاب الرياسات الذين يدعون أنهم قد تلقوا رسائل من الروح القدس وعليهم أن يوصلوها إلي الناس ونحن لاندري من أي روح هم.
لقد قال الرسول القديسأيها الأحباء لاتصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله لأن أنبياء كذبة قد خرجوا إلي العالم1يو4:1
وقال هذا الرسول القديس نفسه في التحذير من أمثال هؤلاء المعلمين الكذبة الذين لهم تعليم خارج عن تعليم الكنيسة إن كان أحد يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليمتعليم الآباء الرسلفلا تقبلوه في البيت ولاتقولوا له سلام لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة2يو11,10