خبراء النقل : إزالة الترام جريمة كبري سوف ينتج عنها ازدحام مروري بالمستقبل
أطفال المطرية : نعاني بعد إزالة الترام
المواطنون : إزالة الترام حرام .. وهذا القرار جاء علي الغلابة
محصل الترام : لم نعد نعمل بعد إزالة معظم خطوط الترام بل ” نتفسح فيه “
تكلفة الترام تقدر 20 مليون جنيه والأن مصيره سوق الخردة
تم إنشاء أول خط للترام بمصر الجديدة عام 1910 إلي ان شمل جميع المحطات في عام 1972 ، كان الترام منذ ذلك اللحظة شاهدا ًعلى تطور الحياة في القاهرة ، ورغم شكله المتهالك إلا انه كان يلجأ إليه الكثير لتفادي الزحام ولانخفاض سعر تذكرته ، وجاء قرار إزالته من حي مصر الجديدة ليثير غضب فئات كثيرة من سكاني المنطقة ، أقتربت وطني لترصد اللقطات الأخيرة للترام في القاهرة ةكان هذا التحقيق .
قال علي محمود احد الباعة الجائلين في مصر الجديدة : الترام كان وسيلة مواصلات سريعة وتنقذ المواطنين من الازدحام في فترة الصباح ، وبالاخص الذين يسكنون في مناطق عزبة النخل والمطرية ، فكانوا يستخدمون الترام للذهاب للمحكمة بمصر الجديدة ، كما اننا فوجئنا بأزالة الترام ، ولم يتم التنويه عن ذلك الأمر من قبل ، ثم بعد ذلك قاموا بإزالة القضبان الحديدية ، وترك الوضع على ما هو عليه حتي الأن .
أضر بالفقراء
قالت نسرين محمود مدرسة موسيقي بحلمية الزيتون : بالنسبة لي شخصياً لم اكن استخدم الترام كثيراً ، لكني كنت اره مزدحم في فترة الصباح ، ومعني هذا انه كان يخدم قطاعاً كبيراً من المواطنين ، فإزالة الترام من المنطقة أضر بالفقراء ، لان سعر التذكرة كان في متناول ايديهم وهو 50 قرشا، وبعد ان تم ازالته لم يتم توفير وسيلة مواصلات غير الاتوبيس التي تبلغ ثمن التذكرة فيه جنيهين ونصف .. ” انا صعبان عليه الناس الذين كانوا يستخدمونه وخاصة الطلاب ، فكان هو الحل للأزدحام الطريق ” .
قال احمد احد ركاب الاتوبيس : بلهجة المواطن المطحون ” حرام إزالة الترام لأنه يخدم الغلابة ، هذا القرار أضر المواطن الفقير الذي لا يستطيع دفع اكثر من 50 قرشا في وسيلة مواصلات ولم يجد اي وسيلة مواصلات بديلة بنفس السعر” .
أرحم واسرع
عبر طالبان بالمرحلة الأعدادية ” احمد سامح وعبد الغني ” اثناء انتظارهم الأتوبيس بعد إزالة الترام : بعد ازالة الترام الطريق ازدحم ، ولم نجد مواصلات بديلة بسبب هذا الازدحام فنضطر الذهاب إلي المدرسة من المطرية للحلمية مشياً على الاقدام ، مما يجعلنا نتأخر عن ميعاد المدرسة ونقيد غائبين.
و قال مجموعة من الطلاب بالمرحلة الابتدائية ، بمدرسة التحرير حلمية الزيتون هم “محمد السيد ، محمد صابر ،ماذن محمود ،محمدمحمود” : نسكن بالمطرية ومدرستنا بالحلمية و منذ إزالة الترام لا نجد مواصلة للمدرسة مما يجعلنا نتأخر على ميعاد المدرسة ، وعبر الأطفال عن حالهم بعد إزالة الترام بهذه الكلمات ” احنا متبهدلين “.
ذكرياتهم
قال الحاج محمد الحريري و يسكن بحلمية الزيتون : اسكن بمصر الجديدة منذ سنة 1970 ، ولي ذكريات كثيرة قبل ان يتم أنشاء الترام ، كنا نركب اتوبيسات النقل العام ، ايضا مكان مترو الانفاق الحالي كان يوجد خط قطار يبدأ من محطة رمسيس وينتهي بباب اللوق ، ثم أنشئ الترام في عام 1972 وكان يركبه حوالي 2 مليون نسمه .
التذكرة بقرش
قال الحاج محمد بائع فاكهة بشارع الحكم بحلمية الزيتون : انا موليد سنة 1952 ، تم إنشاء الترام سنة 1972 كانت التذاكرة في السبعينيات بقرش وفي الثمنينيات بقرشين وفي اواخر الثمنينيات بخمسة قروش وفي التسعينيات بعشرة قروش حتي عام 1996 ثم اصبحت التذكرة بربع جنيه ، ومن حوالي خمس سنين فقط وصل سعر تذكرة الترام لخمسين قرش .
.
من داخل الترام
تحدثنا مع السائق فوزي محمد سائق ترام رقم 9058 قال : انا اعمل سائق بالترام منذ عام 1983 ، اخر عربات حديثة تم استيرادها من الخارج كان في عام 1985 ومن بعد ذلك لم يتم تحديث أي عربات للترام أو صيانتها لذلك تهالك الكثير منها ولم يتوفر لها قطع غيار مما جعل الحكومة تقوم بإزالة الترام في مصر الجديدة .
وأضاف ” فوزي محمد “ كان عدد عربات الترام 50 قديما والمتبقي 30 تهالك منهم 20 عربة هي التي تم إزالتهم بمصر الجديدة كان يعمل بهما مايقرب من 40 سائقاً غير المحصلين تم تحويلهم للجراجات وتوزيعهم للعمل كمحصلين باتوبيسات النقل العام .
.
وصف لنا محمود حسين محصل الترام منذ 33 سنة ، حالة العمل بعد إزالة ترام مصر الجديدة قائلا : اصبح يوم العمل الأن فارغ لا نعمل شئ فيه يطلع الترام من الصباح ليمشي تلك المسافة القصيرة التي لا تخدم احد التي لا تتعدى الـ 100 متر فيذهب ويعود الترام فارغ ،لكن قبل هذا القرار كنت احصل من 300 لـ 400 جنيه يوميا من الركاب ، والأن طوال اليوم لا نتحصل على نصف جنيه واحد ، أصبحنا ” نتفسح بالترام” .
“يباع خردة”
وأضاف عادل كمال مدير فنى بالترام : الترام عندما كان تابعاً لشركة مصر للإسكان والتعمير كان يتم صيانته وتجديده بأستمرار ولكن فى سنة 1992 تم نقله إلى هيئة النقل العام التى لم تهتم بل كانت تتم سرقة قطع الغيار الخاصة به ، حتى أصبح متهالكاً وغير صالح للاستخدام ، و يتم حالياً بيعه خردة بعد تفكيكه.
العمل يتم بالمسكنات
عقب دكتور أسامة عقيل أستاذ الطرق والكبارى بهندسة عين شمس قائلا : قرار إزالة الترام قرار غير مسئول وخطأ كبيرة ، ويجب عليه محاسبة المسؤلين ، فالترام وسيلة نقل جماعية ومن المفترض أن يتم تطويرها وليست ازالتها،و ان يتم البحث عن حلول لتطويره وانشاء وسيلة نقل جماعية بديلة بنفس السعر للمواطنين.
وأكد ” عقيل ” على أن الترام تراث حضارى فكيف يتم ازالته بهذه السهولة لذا يجب ايجاد بديل مناسب يخضع لإشراف متخصصين وليست بطريقة عشوائية ، لافتاً الى عدم وجود سياسة واستراتيجية واضحة للتطوير بل يتم العمل بطريقة سطحية عبارة عن مسكنات فقط ولكن مع زيادة الأزمة وتراكمها عبر الأجيال سوف نشهد تكدساً مرورياً لم يحدث من قبل .
بلا صيانة
قال اللواء هشام عطية رئيس هيئة النقل السابق : أن تكلفة العربة الواحدة للترام تتراوح مابين 20:15 مليون جنيه ولكن الان يتم بيعه خردة ،ولم يتم شراء اي عربات للترام منذ أكثر من 40 سنة لذلك اصبح متهالك، ايضاً لم يتم صيانة له لان الشركات التى كانت تقوم بتصنيعه وبيعه لم تنتج قطع غيار له الان لذلك اهمل ولم يتم تجديده.
تبريرات
من جانبه قال خالد مصطفى المتحدث الرسمى لمحافظة القاهرة ، تم احلال الترام لانه يوجد خطوط متوقفة بالفعل لان المواطنين اساءاو استخدامه،اما بالنسبة الى خط المطرية تم ازالته وتوسيع الحارات المرورية لكى يحل ازمة التكدس المرورى فى هذه المنطقة ، مضيفاً لا يوجد اقبال عليه بالشكل الكبير ، كما ان صيانته وتجديده ستصبح عبئاً ثقيلاً على الدولة .
وأشار مصطفى :يتم توفير خطوط أتوبيسات هيئة النقل العام فى كل الخطوط التى كان يمر عليها الترام لكى تسهل على الموطنين ، بعد توسيع الشوارع وذلك أفضل وبالنسبة لثمن التذكرة ليست بالمرتفع فتوجد تذكرة بجنيه فضلاً عن السرعة التي تتميز بها الاتوبيسات كوسيلة نقل .