أستمرت فاعليات الاحتفالية في الفترة من 1 وحتى 4 ديسمبر الجارى بمقر كلية اللاهوت الانجيلية، وشارك في هذه الاحتفالية لفيف من علماء اللاهوت والاساتذة والدارسين والباحثين في الافرع المختلفة للكتاب المقدس من مصر والخارج احتفالا باكثر الترجمات استخداماً فهى ترجمة فاندايك والتى بدأت عام 1847وانتهت فى عام 1865 وعاون فاندايك وساعده في ترجمتها ناصف اليازجى وبطرس البستانى ويوسف الاسير وقد انتهت ترجمة العهد الجديد فى التاسع من مارس عام 1860 والعهد القديم فى العاشر من مارس عام 1865 والنسخة الاصلية للترجمة العربية فى مكتبة الشرق الاوسط اللاهوتية بيروت – لبنان
وقد استهلت الجلسة الافتتاحية بكلمة من الدكتور عاطف مهنى عميد كلية اللاهوت الانجيلية رحب فيها بالحضور الكريم واثنى على دور كلية اللاهوت الانجيلية فى تنظيم هذة الاحتفال بفاندايك فهو رجل باركه الله، فأنار بلادنا بعطاءاته الفكريّة والرّوحيّة، ومآثره الأدبيّة العظيمة، وخدماته الجليلة. كلّ مَنْ يدرس سيرته وأعماله يتيقّن حقّاً أنّه عَكَسَ نور المسيح في هذه البقعة من العالم في القرن التّاسع عشر وقد اثبتت ترجمة فاندايك جدارتها أمام باقي الترجمات بقدرتها على البقاء كأفضل ترجمة بين ايدينا الى الان فهى تحمل امانة النص (الشئ الغامض فى الترجمة وجد غامض ايضا فى النص الاصلى والشئ الذى يحمل اكثر من معنى من التفسير وجد ايضا فى النص الاصلى يحمل اكثر من تفسير)
اعقب هذة كلمة لنيافة الانبا ابيفانيوس اسقف ورئيس دير الانبا مقار والذى اثنى على ترجمة فاندايك للكتاب المقدس والذى يرجع لها الفضل فى تمكين العامية من قراءة الكتاب المقدس فقديما كان الذى يقرء الكتاب من يعرفون اللغة المكتوب بها سوء كانت بالقبطية او اليونانية وكانت تقراء بالكنائس ويقراءة البطريرك او الاسقف اورجال الدين التى يتاح لهم فى الكنائس نسخ من الكتاب المقدس بلغتة غير العربية ولكن بعدما قام فاندايك ورفاقة بترجمة الكتاب المقدس للعربية امكن للجميع الاستمتاع بكلمة اللة واصبحت متاحة وخصوصا بعد الطباعة
واعقب كلمة الانبا ابيفانيوس كلمة الدكتور وجية يوسف امين عام مركز دراسات مسيحية الشرق الاوسط رحب فيها بالحضور واستعرض فيها دور كلية اللاهوت الانجيلية فى تنظيم هذا الحدث والاحتفالية بمرور 150عام على ترجمة فاندايك وأكد أن فاندايك كان محركاً أساسياً لعدد من التحركات النهضوية المشرقية، وأنه بالرغم من الترجمات التى سبقته للكتاب المقدس وحتى التى جاءت بعده تظل ترجمة فاندايك نادرة في بلاغتها وأمانتها للنص الأصلي في الكنيسة العربية.
ثم تكلمة الاستاذ الدكتور لؤى محمود مدير مركز الدرسات القبطية بمكتبة الاسكندرية وبدء كلمتة بسم اللة الرحمن الرحيم وبالقبطية خين افران ام افيوت .. وتوجة بالشكر للقس وجية يوسف مدير مركز مسيحية الشرق الاوسط والدكتور عاطف مهنى مدير كلية اللاهوت الانجيلية بالقاهرةعلى اتاحة الفرصة لة ولمركز الدرسات القبطية بمكتبة الاسكندرية للمشاركة فى تنظيم فاعليات هذا الحدث التاريخى الهام وهو مرور 150عام على صدور ترجمة البستانى – فاندايك العربية للكتاب المقدس وكذلك ذكرى مرور 120 عاما على وفاة فاندايك 1895 واشارالى ان قدماء المصريين كانو اول من استخدم نظام “مقابلة النصوص” المكتوب فى لغات مختلفة وترجمتها فى وثيقة واحدة كما فى حجر رشيد الشهير المكتوب بلغتيين مختلفتين وبثلاثة خطوط تمكن خلالها شامبليون من قراءة الهيروغليفية المجهولة فى عصرة اعتمادا على معرفتة اليونانية فتمكن بهذا من تحقيق نصر كبير فتح بة افاقا جديدةغير مسبوقة
واحب ان اذكركم ان عدد ترجمات الكتاب المقدس بكاملة للعربية عشر ترجمات بخلاف ترجمة للعهد الجديد قام اللبنانيون بثمانى من هذة الترجمات والمصريون بثلاثة فقد كان اللبنانيون هم السابقون والاكثر عملا فى الترجمة
وهنا السؤال كيف يمكن لمصر بما لها من ثقل بشرى وثقافى وحضارى وتنوع مذهبى بين كافة الطوائف المسيحية وبما لها من رصيد واسع من العلماء والباحثين فى كافة المجالات ان يكون وجودها باهتا غير محسوس فى مجال ترجمة الكتاب المقدس
ان اقدم النسخ لترجمة كاملة للكتاب المقدس بالقبطية الصعيدية ترجع للقرن الرابع والخامس الميلاديين وبعد دخول الاسلام مصر فى القرن السابع الميلادى وتحول المصريين تدريجيا الى التحدث بالعربية نكتشف مرة اخرى ان الترجمة الى اللغة العربية فى سوريا وفلسطين والعراق سبقت مثيلتها فى مصر حيث بدأ الاقباط نشاطهم فى الترجمة فى القرن العاشر الميلادى وبخلاف الترجمات المجهولة المصدرمثل “الفولجاتا المصرية” او الاسكندرانية توجد ترجمات معلومة ظهرت بعد ذلك فى القرن الثالث عشر واشهرها ترجمة الاناجيل الاربعة للاسعد ابى الفرج هبة اللة بن العسال وكانت ترجمة عن مخطوطات قبطية حققها د.صموئيل معوض وفى عام 1968 شكل البابا كيرلس السادس لجنة لانجاز ترجمة عربية للكتاب المقدس برئاسة الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى والتى لم تترجم سوى العهد الجديد ونشرتة دار المعارف . اذن فعلى مدار عشرين قرن هى عمر وجود المسيحية تقريبا نجح المسيحيون مرة واحدة فقط فى ترجمة الكتاب المقدس للغتهم القبطية كاملا فى القرنين الرابع والخامس ثم لم ينجحوا فى هذا الامر مرة اخرى على مدار 14قرنا منذ دخول الاسلام مصر وظلو فقط مستهلكين او مشاركين لترجمات الاخرين ويثور من وقت لاخر الجدل بين العلماء حول الحاجة لتنقيح ترجمة فاندايك او الترجمات الاخرى كالكاثوليكية او اليسوعية او البولسية او الدومينكانية وغيرها لاسباب عديدة
منها استعادة الدور الريادى لمصر حضاريا بدءا من حجر رشيد وتعميقا لمظاهر المودة والمحبة بين المصريين حيث يربط القران الكريم بين المودة والعلم بالدين وفرصة ان تقدم مصر للعالم عملا يليق بها وبمكانتها وتتحول من مستهلك للترجمات الاخرى لمنتج فكرى
وطالب الدكتور لؤى ان يقوم مجلس الكنائس المصرى بتشكيل لجنة خبراء علمية من كافة التخصصات والمؤسسات المهتمة بالترجمة كمكتبة الاسكندرية وغيرها على ان تتولى اللجنة مراجعة وتنقيح ترجمة فاندايك وغيرها من الترجمات العربية ومقابلة هذة الترجمات بالمخطوطات القبطية المصرية لتصبح الترجمة بالروح المصرية المميزة على ان تهتم تلك الترجمة باستعادة الروح الشرقية وتراعى السياق التاريخى والمكانى للنص الاصلى واخيرا اقترح ان يتبنى مجلس كنائس مصر فكرة انشاء متحف للكتاب المقدس يتم فية تجميع كافة المخطوطات المتاحة وترجماتة المختلفة وكل مايمكن عن المترجمين وسيرتهم الذاتية ومراحل الترجمة ليكون متحفا تعليميا تثقيفيا فريدا يكون الاول فى منطقتنا
وبعد ذلك تكلم الاستاذ رامز عطاللة مدير دار الكتاب المقدس فى مصر وفى بداية كلمتة قدم الشكر الكثير لإدارة كلية اللاهوت الانجيلية ، الدكتور عاطف مهنى والدكتور وجيه يوسف لأجل اعدادهم لهذه الاحتفالية الثرية والتي تركز على الكتاب المقدس ترجمة “فان دايك” أو الترجمة “البيروتية” التي تُرجمت عام 1865.وذلك
واخيرا تكلم القس اندرية زكى رئيس الطائفة الانجيلية فى مصر عن الترجمة وتعدودات المعنى والترجمة وتعدودات التفسير والترجمة وتعدودات الهاوية
والتى استهلت بكلمة مترجمة للاستاذة الدكتورة روسيو داجا من اسبانيا عن بعض المصطلحات الاسلامية فى اللغة العربية المسيحية والقت الضوء على تعبير( السنة) كنموذجا
ثم تكلم نيافة الانبا مقار اسقف الشرقية والعاشر من رمضان عن سفر أيوب بين اللغة العبرية والعربية وهو من اسفار العهد القديم من الكتاب المقدس
ثم تكلم القس الدكتور ثروت قادس
وقد تطورت ترجمات الكتاب المقدس للغة العربية فى القرن التاسع للميلاد وظهرت ترجمة على بن سهل بن ربان وكانت ترجمة دقيقة وقد اقتبس ابن خلدون من الكتاب المقدس باللغة العربية عندما كتب فى مقدمتة “قرأت فى الانجيل” وفى العصر الحديث اهتم جورجى زيدان مؤسس مجلة الهلال سنة 1982م بهذة الترجمات فقارن بين ترجمة فاندايك والترجمة اليسوعية للكتاب المقدس حتى يستطيع الاجابة على اسئلة القراء بخصوص الفرق بين الترجمتين وفى القرنين الثامن والتاسع ظهر عدد ليس بقليل من المسيحين العرب الذين نقلو الكثير من اليونانية الى الارامية ومن الارامية الى العربية كما تميزت تلك الفترة بروح المحبة بين المسيحيين والمسلمين واليهود فى الاندلس مما ادى الى نهضة شاملة كانت قاعدة اساسية لكل النهضات الحديثة فى اوروبا والشرق الاوسط وكانت جهود “ايلى سميث” فى ترجمة الكتاب المقدس كبيرة فقد جاء الى سوريا عام1823م بناء على طلب من الارسالية الامريكية لتكليفة بترجمة الكتاب المقدس الى العربية مع بعض العلماء والادباء العرب وشكل لجنة خاصة اسماها لجنة ترجمة الكتاب المقدس وبعد موتة اكمل فاندايك المسيرة حيث تعلم اللغة العربية على يد بطرس البستانى واتقنها على يد ناصف اليازجى والشيخ يوسف الاسير واخذ على عاتقة اكمال مابداة “ايلى سميث” وانضم الى اللجنة التى تشكلت عام1837م لترجمة الكتاب المقدس والتى بدأت العمل فى سنة 1884 وانتهت من عملها سنة 1864 بعدما اكمل ترجمة الكتاب المقدس وتنقيحة الى اللغة العربية ثم ذهب الى امريكا عام 1865 وراجع الترجمة هناك ورجع الى سوريا سنة1867 ومات سنة 1895 بعدما خدم سبعة وخمسين عاما كمرسل
اعقب ذلك محاضرة عن بعض الصعوبات الموجودة فى ترجمة البستانى فاندايك لنصوص العهد القديم للاستاذ يوسف ناثان من مصروالذى قال طبيعى ان يعتز المؤمنون بالكتاب الذي حفظوا مقاطع كبيرة منه في طفولتهم، وتعزّوا بواسطته الأمر الذي يجعل الكثيرين منهم يرفضون فكرة تعديل نصوصه أياً كانت الأسباب
خذ على سبيل المثال كلمة من الأصحـاح الأول في الكتاب المقدس « وقال الله لتخرج الأرض ذوات أنفس حية كجنسها؛ بهائم ودبابات… فعمل الله وحوش الأرض … وجميع دبابات الأرض كأجناسها » إن القارئ العادي عندما يقرأ عن الدبابات قد يذهب فكرة إلى آلة الحرب المعروفة بهذا الاسم، مع أن هذه طبعاً ليست هي المقصودة، بل المقصود هو ما يدُب على الأرض. ولذلك اضطرت الترجمة التفسيرية لإزالة هذا الالتباس أن تترجمها زواحف. أو مثل آخر « إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حسابا يوم الدين » إن عبارة كلمة بطالة في مفهوم القارئ العادي هي الكلمة الرديئة، مع أن معناها هنا الكلمة العاطلة أو التي لا لزوم لها
ومع اعتقادنا أن الترجمة العـربية الشائعة هي واحدة من بركات الرب للشعوب العربية، إذ أنها من أدق الترجمات في كل العالم، فإن أحداً لا يقدر أن يعترض أبداً على معاودة البحث في الأصـول للوصول إلى لفظ أدق أو كلمة تعطى المعنى الأقرب للأصل، وكذلك لاستبدال الكلمات العسـرة الفهم، أو التي بَطُل استعمالها في اللغة بكلمات أكثر تداولاً بشرط أنتعطى المعنى الأصلي تماماً. ثم إن الأمانة لحق الله تقتضي منا الوقوف بمنتهى الحزم إزاء محاولات الخروج عن مقصد الآية الأصلي لمجاراة أفكار البشر الخاطئة، أو لتثبيت مفاهيم منحرفة، كما حدث ويحدث الآن في بعض الأحيان ومن أشهر تلك الترجمات الحديثة
الترجمة التفسيرية (كتاب الحياة)والتى تهدف لتبسيط المعنى وإيضاحه. وقد صدر العهد الجديد عام 1982، ثم صدر الكتاب المقدس كاملاً عام 1988. وهي ترجمة جيدة إلى حد كبير
الترجمة اليسوعية الحديثة: صدرت الطبعة الأولى للعهد الجديد عام 1969، تلتها عدة طبعات وحاول الآباء اليسوعيون فى كل طبعة إدخال بعض التحسينات مثل تبسيط العبارة وإضفاء الروح المسكونية على الترجمة
الترجمة الحديثة يقوم بنشرها اتحاد جمعيات الكتاب المقدس ببيروت، والتي صدرت طبعتها الأولى عام 1978. وهذه الترجمة بالأسف جاملت البشر على حساب الحق الإلهي. فمثلاً متى 16: 18 ترد فى الترجمة العصرية هكذا «وأنا أقول لك أنت صخر وعلى هذا الصخر سأبني كنيستي» مما يفهم منه القارئ العادي أن الكنيسة بنيت على بطرس. والحقيقة أن الروح القدس استخدم في الأصل اليونـاني كلمتين مختلفتين الأولـى هى « بترس »، وترجمتها حجر أو قطعة من الصخـر، أما االثانية فإنها « بترا » وترجمتها صخرة. فليس على بطرس بُنيت الكنيسة بل على المسيح ابن الله الحي، الإعلان الذي أعلنه الآب ونطق به بطرس. ويستطيع القارئ الفطن أن يفهم لماذا تجاهل المترجمون هذا الفارق بين الكلمتين؛ فهذه أحد أمثلة مجاملة البشر على حساب الحق
وبالمثل في 1بطرس 3: 18،19 « مات في الجسـد، ولكن الله أحياه في الروح. فانطلق بهذا الروح يبشر الأرواح السجينة التي تمـردت فيما مضى » حرف الفاء هنا زيد ويفسد المعنى إذ يُفهم منه أن ذهاب المسيح ليبشر الأرواح السجينة كان بعد موته، مع أن النص اليوناني يُفهم منه – ما يتمشى مع باقي أجزاء الوحي – أن المسيح كرز إليهم بالروح القدس بواسطة نوح قديماً
أيضاً في يوحنا 5: 28،29 « ستجيء ساعة يسمع فيها صوته جمـيع الذين في القبور، فيخرج منها الذين عملوا الصالحات ويقومون إلى الحيـاة، والذين عملوا السيئات يقومون إلى الدينونة » والنص بهذه الصورة يدعم تعليم القيامة العامة، وهو تعليم غير صحيح. لأنه واضح من كلمة الله أن هناك « قيامة أولى » للمؤمنين تسبق قيامة باقي الناس بألف سنه (رؤ 20: 5، 6)، ولذلك سُميـت القيامة الأولى « قيامة من الأموات » (لو 20: 35، في 3: 11). ويرد النص في اليوناني كما في ترجمة فاندايك « يخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عملوا السيآت إلى قيامة الدينونة ». فهناك قيامتان لا قيامة واحدة
أما الطامة الكبرى في هذه الترجمـة، فهي محاولتهم النيل من لاهوت المسيح، وهو كما يعرف القارئ أقدس مقدسات المسيحية، كما أنه هدف أساسي لهجمات الشيطان. ففي أمثال 8: 22 ترد العبارة « الرب خلقني أول ما خلـق » ثم في الهامش تقول الترجمة: عبارة خلقني تعنى أيضاً اقتناني، وعبارة أول ما خلق تعنى أيضا أول طريقه. فإن كانت الكلمة العبرية تحتمل المعنيين- كما ذكروا هم في الحاشية – فلأي غرض يا ترى وضعت هذه العبارات في المتن؟ والأسوأ من ذلك أنه في فاتحة إنجيل يوحنا عند حديث الروح القدس عن لاهوت المسيح ترد حاشية تحوله إلى أمثال 8: 22 التي فيها هذا التجديف الصريح
ليت كلمات الرسـول يوحنا « وأما أنتم فما سمعتموه من البدء فليثبت إذاً فيكم » (1 يو 2: 24) تكون نبراساً لنا في هذا الزمان الرديء وقس على ذلك الكثير والذى يستلزم منا العمل على ايجاد ترجمة جديدة تتناسب مع الوقت الحالى تصحح فيها اخطاء الترجمات القديمة .
وكانت المحاضرة الاخير للقس الدكتور غسان خلف من لبنان تحت عنوان “الاسباب الداعية الى تنقيح ترجمة البستانى– فاندايك ونظرة الى المستقبل”
ومن المهم ان تحظى الترجمة الجديدة بدعم الكنائس بحيث تقتنع الكنائس المحلية بضرورة استخدامها”. لكن العملية قد تكون محكومة “بالبطء”، على ما يخشى، وذلك “لان ليس كل المسؤولين في الكنائس والمؤمنين على القدر نفسه من الوعي للمشكلة او من الثقافة اللاهوتية، مما يعرقل الامر والمسألة هنا تتعلق بكيفية تسويق الترجمة الجديدة في كنائسنا وبين المؤمنين الذين يبدون عادة ممانعة قوية لاي شيء جديد.
ويضيف الدكتور القس غسان خلف عن الاسباب الداعية لتنقيح ترجمة فاندايك تتلخص فى استعمال مفردات عربية تناسب هذا القرن مع اضافة سياق للغة العربية وبلاغتها للنصوص وتصحيح الاخطاء اللغوية واخطاء المعانى والطباعة وايضا تصحيح العبارات اللاهوتية وازالة الغموض من مواضع ونصوص كثيرة مع الاستفادة من التقدم فى علوم البلاغة اليونانية وان تكون الترجمة معتمدة على النص المقبول وضرورة اعتماد النص المحقق واختتم اليوم بصلاة ختامية من القس هنرى
وفى اليوم الثانى للاحتفالية كانت محاضرة عن الترجمات البروتستانية للكتاب المقدس فى سياق كرنيليوس فاندايك للاستاذة الدكتورة هيلين فاندن برج من هولاند وايضا محاضرة عن تحديات ترجمة الكتاب المقدس فى الكنيسة القبطية الارثوذكسية للدكتور جورج فرج ومحاضرة عن الترجمات العربية للكتاب المقدس فى كتب المؤرحين العرب الطبرى والمسعودى وابن النديم للاستاذ الدكتور احمد عبد الرحيم ومحاضرة للاستاذة فيفيان فاروق بعنوان نظرة على تاريخ طباعة رسائل القديس بولس الرسول العربية وايضا محاضر بعنوان لماذا نحتاج الى ترجمات عربية للكتاب المقدس للاستاذ صبرى بطرس ومحاضرة للاستاذ الدكتور عبد المسيح سعدى من امريكا بعنوان ميزات الكتاب المقدس السريانى البسيطة او الفشيطو واهميتها لدراسة الكتاب المقدس ثم محاضرة للاب سمير خليل اليسوعى من ايطاليا عن التراث العربى المسيحى الوسيط ودفاعة المنطقى عن الانجيل
وفى اليوم الثالث للاحتفالية كانت محاضرة للقس عيد صلاح بعنوان سعديا الفيومى ودورة فى تلرجمة العهد القديم ومحاضرة تعريفية عن من هو فاندايك للاستاذ نشأت مجلع اعقبها محاضرة للاستاذ الدكتور جرجس بشرى بعنوان ترجمة البستانى فاندايك العربية للكتاب المقدس فى ضوء اللغة اليونانية واللغات القديمة ثم محاضرة للاستاذ جون دانيال عن المشكلة السيمانطيقية فى ترجمات الكتاب المقدس ومحاضرة عن تأويل الكتاب المقدس بين الترجمة والتأصيل (الايات المشكلة عن الزواج فى العهد الجديد كنموذج) للاستاذ ميخالى سولومونديس من اليونان اعقبها محاضرة للقس الدكتور عاطف مهنى بعنوان من هم اللصان المصلوبان مع المسيح ثم تكلم الاب الدكتور باسيليوس صبحى عن ترجمات الكتاب المقدس فى الكنيسة الارثوذكسية ثم محاضرة عن اسهامات ترجمة الكتاب المقدس فى اثراء الحوار المسيحى – الاسلامى اعقبها محاضرة عن ترجمات الكتاب المقدس الى اللغة العربية فى القرن التاسع عش للاب الدكتور بولس الفغالى من لبنان
وفى اليوم الرابع والاخير للاحتفالية تكلم الدكتور سامح فاروق عن “كيخاريتومينى” المنعم عليها او الممتلئة نعمة ثم تكلم الاب الدكتور وديع عوض الفرنسيسكانى عن الاشارات الكتابية فى سيرة القديس اثناسيوس العربية وبعد ذلك تكلم القس رامى ناير عن قانونية العهد الجديد من الكنيسة الاولى حتى الترجمات المعاصرة ثم كانت الكلمة للدكتور عاطف نجيب مدير المتحف القبطى عن مخطوطات ترجمة الكتاب المقدس العربية المحفوظة فى المتحف القبطى مع شرح مصور للمخطوطات المختلفة والمحفوظة بالمتحف القبطى، اعقبها كلمة عن دقة اللفظ ام المعنى كرؤية ابائية للدكتور جورج عوض وكانت المحاضرة الاخيرة عن المصطلحات الفلسفية فى الكتاب المقدس الرسول بولس كنموذج للدكتورة عايدة نصيف واختتمت فاعليات الاحتفاليىة فى يومها الاخير الرابع من ديسمبر2015 بحفل ترانيم من ترجمة فاندايك وترجمات لنصوص قديمة للكتاب المقدس مع باقة من الترانيم الانجيلية لفريق الكاروز فى حضور قائدة ومنشئة المرنم المحبوب والقدير ماهر فايز فى مقدم الصفوف وسط الحضوروفى النهاية قام الدكتورلؤى محمود بختام الاحتفالية حيث قدم الشكر لكلية اللاهوت الانجيلية على اتاحة الفرصة لمشاركة.