داخل ممرات اكثر محطه المترو تكدسا بالركاب محطه مترو “الشهداء” وضع “بوستر اعلانى ” يحمل اسم “مؤسسه بصمه ” يهدف هذا البوستر اللى التوعيه ضد التحرش الجنسى وما تعانيه الفتيات من هذا التحرش دائما … حمل هذا البوستر التوعيه على شكل قصه مصوره وتحتوى على سؤال واحد وكأنه وجه لكل من يشاهد البوستر وهو ” هتعمل ايه؟” مما جذب انتباه الكثير من ركاب المترو وتباينت ردود الافعال حول هذا الاعلان .
حيث قالت نهله حسن – 22 سنه :فكره هذا البوستر هى المأساه التى نعيشها ليس فى وسائل المواصلات فقط ولكن ايضا فى الشارع وفى العمل واحيانا فى المنزل ورغم كل هذا مازالت القوانين لا تعاقب هؤلاء المتحرشين بما يستحقوه من عقاب كما اضافت ” وبالنسبه للناس اللى بتلوم على البنت أقول لهم ” المفروض تتكسفوا من نفسكوا ” هذا على حد قولها
وعلقت على هذا البوستر هناء فتحى -24 وقالت :التحرش اصبح سمه مميزه للمجتمع المصرى حتى الاجنبيات اصبحن يعانين من هذا “المرض ” الذى انتشر فى المجتمع ، ومن رأى ان الطريقة الوحيدة لمواجهة هذا المرض هو توعيه الشباب اللذين يطلق عليهم متحرشون او بمعنى ادق إخضاعهم لعلاج نفسى واعاده تأهيلهم ليصبحوا قادرين على الحياه وسط الناس دون ان يأذوا أحداً ، معلنة رفضها لكل ما يقال ان سبب هذا التحرش هو ملابس البنات او تاخر سن الزواج او غيره من كل المبررات الفاشله التى تثار حول هذه الظاهره ، مؤكدة على ان السبب الوحيد من وجهه نظرها لهذه الظاهرة ان هؤلاء الشباب محتاجين علاج وتوعيه.
وقال احمد سيد 20 سنه: ليس كل الشباب يقوموا بهذه الافعال لكن هناك شباب يرفض ظاهره التحرش وهذا البوستر اظهر ان كل الشباب فى المجتمع المصرى اما “متحرش” او “راضى عن التحرش” ولكن الحقيقه غير هذا وقال ” لسه فينا شويه نخوه برضه ” واشار الى ان هناك الكثير من الشباب اللذين يقتلوا او يصابوا وهم يدافعون عن البنات سواء من محاوله تحرش او غيرها كما قال ايضا انه لا ينكر ان الاغلبيه من الشباب الان لا يمتلكوا هذه النخوه او الرجوله ولكن يجب ان لا تعمم هذه النظره للشباب .
اغرب ما حدث
ومن اغرب ما حدث هو التحرش بفتاه ممن استوقفهم البوستر فتعرضت للمضايقه من احد الشباب حيث علقت أ.ن على ذلك وقالت “مفيش فايده هنفضل طول عمرنا متخلفين لان واحد زى ده واقف بيقرأ قصه عن اضرار التحرش كانه بيتعلم منها التحرش والمعاكسه وبينفذها “
ويقول الاستاذ مصطفى محمد – 51 سنه : ظاهره التحرش لم تظهر فى مصر الا فى السنوات الاخيره وذلك بسبب التغيرات الاجتماعيه الكبيره التى طرأت على المجمتع وايضا لتغير نمط افلام السينما حيث قال ” الافلام بقى كلها سفاله مبقتش زى زمان ” كما اضاف انه لابد للفتيات ان لا يعطوا الفرصه لاى شاب للتعامل معهم وليس معنى هذا ان البنت هى السبب فى التحرش كما يقول البعض، ولكن احيانا تصرفات بعض البنات تشجع الشباب على التقرب منهن ومضايقتهن، ولكن واجب على كل شخص التصدى لهذه الظاهرة لحمايه بناتنا وشبابنا
العنف والتحرش الجنسى
يقول استاذ عبد الفتاح الشرقاوى – مؤسس ومدير مؤسسه بصمه للتنميه :بصمه بدات كمبادره فى منتصف عام 2012 وبعد ذلك تم اعلنها كمؤسسه اهليه تابعه لوزاره التظامن الاجتماعى .
وبالنسبه للبوستر الموجود فى محطه مترو الشهداء فهو موجود داخل مساحه اعلانيه يدفع لها مبلغ للاعلان شهريا واستطعنا وضع البوستر فى هذا المكان بمعاونه شركه “المتلقى للاستشارات والتدريب” حيث يوضع شعار الشركه بجانب شعار بصمه على البوستر ، ووضعنا بوسترات اخرى فى محطه منشيه الصدر ومحمد نجيب والعتبه ، مؤكدا على ان كل مكان ووضع فيه البوستر مدروس ومحدد لمخاطبه فئه معينه من الناس، فعل سبيل المثال نخاطب فى محطه الشهداء فئه المواظفين وفى محطه منشيه الصدر نخاطب الطلاب ، والشئ الايجابى ان هذه البوسترات دائما ما تستوقف الماره ليكملوا قراتها كامله ، هذا ما رصده العديد من المتطوعين بالمؤسسة حيث وجدوا تفاعل كبير طبعا مع اختلاف الاراء ، وبالفعل تعاونت معنا شركه الاعلانات وشركه المترو حيث اخبرونا بانهم لن يزيلوا البوسترات الا اذا جاءات اعلانات اخرى لنفس المساحه الاعلانية الموجوده فيها البوسترات داخل محطات المترو كما لدينا لاصقات اعلانيه ذات مساحات صغيره فى محطه الدمرداش وجامعه حلوان.
كما اضاف ان استخدام البوسترات لطرح مثل هذه القضيه هو عباره عن وسيله” واسعه الانتشار” لكنها لا تستطيع تغير هؤلاء الشباب بصورة مباشره ولكنها فقط تحرك النقاش فى هذا الموضوع ، ولكن هناك وسائل” ضيقه الانتشار” ولكنها تعطى نتيجه افضل ومن هذه الوسائل هى” النقاشات” التى تأخد من 3 الى 5 دقائق مثلا فمثل هذه النقاشات فى التحرش مثلا كفيله بان تغير مفهوم شخص او تجعله يفكر قليلا فى موقفه او “ورش العمل ” التى نقوم بها وتاخذ من 12 الى 18 ساعه يطرح خلالها الموضوع
كمال اضاف ان المؤسسه تعيد توجيه من يحتاجوا لدعم قانونى او نفسى لمواجه التحرش الى مراكز تقدم هذا الدعم مثل” مركز النديم” و”مركز نظره للدراسات النسويه” حيث يقدموا الدعم النفسى و”مكتب شكاوى المراه التابع للمجلس القومى للمراه” حيث يقدم الدعم القانونى
كما اشار الى ان المؤسسه الان تعمل على ملف العنف والتحرش الجنسى وان لديها العديد من الملفات التى ستعمل عليها لاحقا .