مختارات من السيرة الملائكية (3)
الأنبا ميخائيل المطران الجليل و مسعد صادق الكاتب الكبير
صرخة الى الله 1954 ، بيان تأييد قرارات سبتمبر 1981
† جرت العادة ان تخضع استقبالات نيافة انبا ميخائيل المطران الجليل لضيوفه وفق طقوس و ترتيبات خاصة تسبق و تختم الزيارة اذ يتم التنبيه و قبل فترة من مجيء الضيف أو الزائر على احد الخدام او الشمامسة المكلفين من قبل نيافته و يعهد اليه بمهام استقبال الضيف عند محطة القطار بأسيوط في الميعاد المحدد تماما بسيارة خاصة يستقلها الضيف حتى الوصول الى مكان الاستقبال بضيافة الدير او مقر الكاتدرائية و يدخل الى نيافته فى الموعد المقرر حيث يكون نيافتة في استقباله و الترحيب به … ويصطحبه الخادم او الشماس المكلف خلال فترة الزيارة مع واجبات الضيافة إلى أن يغادر الى محطة اسيوط او سيارة خاصة في طريق العودة … وكانت هذه الترتيبات التقليدية تجري للزائرين و الضيوف الذين يسمح انبا ميخائيل المطران الجليل باستقبالهم بترتيب مواعيد مسبقة لهم .
† يقول الشماس حمدى ثابت أحد الشمامسة المسئولين و المكلفين من قبل أنبا ميخائيل باستقبال ضيوفه قال : تم تكليفي من قبل سيدنا باستقبال ضيفه الاستاذ مسعد صادق عند محطة قطار اسيوط _تقريبا 17,18اغسطس عام 2000 م_ اذ جمعت بين سيدنا و بين الاستاذ مسعد علاقة حميمية و كان يحتفظ لديه بمكانة شديدة الخصوصية بحكم شخصيته و ايضا عمله الصحفي … اذ شهد له كثيرا شعب كنائس اسيوط في حيثيات تناوله للأخبار و المشاكل و المعوقات و الأزمات التى كانت تعصف احيانا بالكنيسة او شعبها بل كان -لتفرد علاقتة بصاحب النيافة- يرى وسط الجموع مجاورا لنيافة الانبا ميخائيل المطران الجليل في قلب موكب العذراء الاحتفالي سنويا بجبل اسيوط بل كان يحتفظ لة بغرفة خاصة لاقامتة فيه اثناء زيارتة للديرا..و كان ولسنوات الشخصية الوحيدة التى ترافق سيدنا و يسمح له بالمشاركة في الطواف ضمن طقوس احتفالات العذراء مريم بجبل اسيوط … فاحتفظ الاستاذ مسعد صادق بنفس المكانة لدى شعب الكنيسة بأسيوط .
† اضاف : في حقيقة “القول” لم يبلغني سيدنا بنفسه بموعد وصول الاستاذ مسعد بل بلغ إلى علمى عن طريق احد الاخوة الخدام بالكنيسة بان علي ان انتظر ضيف سيدنا” الساعة كذا و يوم كذا “بمحطة القطار … فوجئنا بوصول الاستاذ مسعد قبل الموعد ولم يكن هناك احد في انتظاره بالمحطة او يصطحبه الى مقصده … وصل الاستاذ مسعد الى محطة اسيوط ولما لم يجد احدا في الانتظار مما اضطره ان يستقل سيارة تاكسي بمفردة لتحمله الى دير العذراء بجبل اسيوط _قرابة 7 كم _ من محطة اسيوط و اضطر سائق التاكسي ان يوقف المركبة عند منطقة الدوران بالقرب من العيادة الطبية وهي محطة وصول المركبات للدير مما اضطر معه الاستاذ مسعد أن يصعد سيرا على الاقدام في منطقة شديدة الانحدار مسافة كبيرة للوصول إلى بوابة الدير. فأذن له بالدخول لسيدنا وقد وصل إلى نيافته وقد بلغ منه الإعياء ما بلغ والتعب واضحا على ملامحه بسبب كبر السن – ما بعد الثمانين – وعلى وجهه علامات الضيق و الغضب ( وصل لسيدنا وكان زعلان خالص) –بتعبير الشماس – و لم تكن بعد قد اتخذت ايه ترتيبات مقدما لاستقبال الزائر.
† بالطبع ابانا الانبا ميخائيل غضب بشدة لما رأى الاستاذ مسعد بهذه الحالة ووبخنى “بكلام صعب للغاية” واصدر قراره بإيقافي عن اعمال وبركة الخدمة وحرمني من ارتداء ملابس الشموسية ومن حضور القداسات لمدة 3 اشهر. ثم بعد … ظهرت حقيقة الامر ان الخادم الذي ابلغني بموعد قدوم الاستاذ مسعد بانه يوم الثلاثاء لكنه وصل إلى اسيوط الاحد قبل موعده فلم يجدني في الانتظار …
† اضاف الشماس حمدى ثابت بالقول : اضطررت لرواية ماسبق كمدخل لقصتين تأصلت بهما علاقة ابانا انبا ميخائيل المطران الجليل بالصحفي الكبير مسعد صادق.. هاتان القصتان رواهما سيدنا بفمه الطاهر بهذه المناسبة …
† قال نيافته مخاطبا إياي: يا ابني … الاستاذ مسعد صادق نحمل له كل الاحترام و التقدير لاننا لا ننسي معروفه وصنيعه معنا (اذ كان معروفا ان سيدنا لا يتغاضي ابدا عن من يصنع معه معروفا او يقدم له خدمة خاصة بل ويتحفظ لهذا الصنيع ذاكرا اياه في كل مناسبة وكان يبادر بالقول “استاذ مسعد معروفه فوق رأسي العمر كله” ) قال : ده صدر له قرار اعتقال لمدة شهر من الرئيس جمال عبد الناصر بسببنا وذلك لأنني أهديته (مقالا) اهداه سيدنا للاستاذ مسعد صادق والذى قام بدوره بالنشر وذلك المقال كان بسبب تعنت المسئولين بالدولة تجاه (منارة كنيسة البداري) فقد تم تعلية منارة كنيسة العذراء مريم بقرية الشامية و تم تثبيت الصليب المقدس على هذا النحو واستاء لذلك البعض و خرجوا متضجرين.. وعلم سيدنا بهذه الاحداث وكان ذلك بعد تمام ارتفاع المنارة واوقفت – وقتئذ – الاجهزة الامنية البناء بحجة انه لم يعط تصريحا مسبقا بذلك… مما اضطر معه سيدنا بان يكتب استغاثة في صورة اعلانا ونشر بالصفحة الاولى بجريدة الاهرام بيد الاستاذ صبحى شكرى والذى كان يعمل مراسلا و تمت الموافقة على النشر بالصفحة الاولى تحت عنوان (صرخة الى الله) و كان ذلك عام 1954 .
استحثت فيه الكنيسة باسيوط مجلس قيادة ثورة يوليو 1952 على التدخل لانهاء الازمة و كانت –الثورة- في ذلك الوقت في مهدها فسبب لها هذا حرجا ولان قياداتها فى ذلك الوقت رغبت ان تكون بمنأى عن مثل هذه الأمور الطائفية فاستجابت للصرخة و تدخلت لتسوية الأمر . ومن الجدير بالذكر أن مبنى المنارة وفقاً للسياسات الهندسية قبل استكمال بناؤه قد ظهر به ميلاً لعدة سنتيمترات ولما علم الأهالي في ذلك الوقت استمروا يصلون من أجل رفع هذا الميل واستجاب الله بعد فترة واستطاع المهندس المنفذ ان يجد حل فاستقالت المنارة. وتعد المنارة من أجمل منارات أسيوط.
† يقول الشماس و استطرد سيدنا بالقول موجها حديثه الي “عارف يا واد الاستاذ مسعد اللى انت سبته فى المحطة و اتبهدل في المواصلات … لما طلبته جانى بعد 10 دقايق وكنا في مصر مش في اسيوط” و روى سيدنا الاتى : لما اصدر الرئيس السادات قرارات 5 سبتمبر 1981 المعروفة بقرارات التحفظ وأمر بعزل قداسة البابا شنودة الثالث و احتجازه بداخل دير الانبا بيشوى قال نيافته
“وهذا الحديث جرى على لسان سيدنا” قال احنا ككنيسة رأينا ان رئيس الجمهورية انما يتكلم كانما من ارادة الله فكتبنا كلمتين في الجرايد (نحن نؤيد قرارات الرئيس) و عملنا بيان بهذا الشأن.. ومانعرفش ان كان قرأها الرئيس السادات بنفسه او احد المسئولين قرأها و اوصلها للرئيس.. لكننا فوجئنا (بناس جاية لحاد المقر) و لم اتعرف عليهم للوهلة الاولى قالوا: احنا من امن الدولة … رئاسة الجمهورية عاوزينك … ولما تحققت من الشخصيات وجدت انهم بالفعل مسئولين وكنت انا لا املك الا صليبي اخذت صليبي وامسكت بيه و ذهبت معاهم و لم اكن اعلم إلى أين اذهب ؟! (ماكنتش عارف انا رايح فين) فى الاول قالوا احنا عاوزينك في استجواب سريع وهاترجع … ذهبت معاهم … ركبت العربية وقع في ظنى انى هاروح مديرية الأمن هنا … رددت همسا” ان كان هنا ولا هناك نحن لا نهاب احدا “المهم اصطحبونى وذهبت معاهم الى المطار و هبطت الطائرة في القصر الجمهوري … ثم قال: بصيت لقيت امامى فخامة رئيس الجمهورية وبرفقته اخر قام بالترحيب بنا … وجلسنا و بعد حديث قصير بادرنا بالقول (قد تم تعيينك بابا للاقباط) وكان قد اظهر بصورة ما وبشكل ضمنى ثناؤه وامتنانه بما جاء في البيان.. واحنا شعرنا بطريقته هذه ان الكلام جاء بمناسبة موافقتنا على ما جاء بقرارات سبتمبر 1981 … فقلنا سيادة الرئيس سيادتكم اطلعتم على البيان واستوعبتم بصورة غير ما نريد و اوضحنا بانه نحن الاقباط في قداساتنا وصلواتنا نصلي من اجل الرئاسات والمسئولين والقائمين على امور الدولة ان يعطيهم الرب الحكمة في ادارة شئون البلد والحكمة في اتخاذ القرارات وايماننا ان فخامتكم عندما تصدر قرار” فالقرار الهي” صادر بمشيئة الله و لأن كنيستنا القبطية كنيسة واحدة متحدة ليس لها الا “بابا واحد”.. ليس في استطاعة رئيس الجمهورية تعيين بابا للاقباط الارثوذكس لان هناك اجراءات يتعين اتخاذها من المجمع المقدس و الاباء اساقفة الكنيسة و المجلس الملي واخيرا باجراء القرعة الهيكلية للاختيار الالهي وتوقيع رئاسة الجمهورية للتصديق على اختيار الكنيسة. فاحتد الرئيس و قال : وده اخر كلام عندك … فأجبته ب نعم … وعن غضب الرئيس السادات قال سيدنا : الرئيس (اتنرفز) بشدة واشار للواقف بجواره اشارة تفيد بانتهاء الحديث .
† و استكمل سيدنا بالقول : في طريقنا لدخول القصر (قصر عابدين) كان يرافقنا بعض الشخصيات و في طريق خروجنا اشار احدهم للباب. خرجت وليس معي اي مبالغ نقدية ولا اعلم شيئا عن المكان فقط امسك بالصليب تذكرت الاستاذ مسعد صادق لاننى كنت اعلم تليفون منزله.. ظللت امشي بمفردي في شارع ممتد حتى تمكنت من بعيد من رؤية كشك صغير استأذنا من صاحبه باستخدام التليفون الارضي فقال لي صاحبه اتفضل يا مولانا اتصلت بالاستاذ مسعد وأخذ مني صاحب الكشك التليفون ليصف المكان للاستاذ مسعد وكيفية الوصول اليه فقط عشرة دقائق يا سيدنا واكون عندكم جلست على مقعد بجوار صاحب الكشك … فوجئت ان الاستاذ مسعد وصل في اقل من عشر دقائق … رفض صاحب الكشك –وقتئذ- اخذ ثمن المكالمة التليفونية و استضافنى الأستاذ مسعد في بيته و اوصلنى للقطار و اخدت طريقي للعودة للمقر … و علق سيدنا بقوله (شوف يا ابني طلبناه في مصر ماتأخرش معانا و استضافنا و اكرمنا و احنا في اسيوط نتأخر معاه؟!)
† لا ننسي في هذا السياق ان نذكر ما سجله الشماس الاكليريكى صفوت فكري استاذ التاريخ الكنسي بايبارشية اسيوط بشان هذه الاحداث حول بيان مطرانية اسيوط وهو ما سجل بجريدة الاخبار بتاريخ الخميس 10/9/1981 ص1 ، ص14 جاء بعنوان : (نؤيد قرار تغيير رئاسة الكنيسة)ونصه كالاتى”
“ان ما جاء في خطاب الرئيس السادات السبت الماضي يعد اعلانا لثورة بناءة على اوضاع بالية و هدامة و نقطة تحول جبارة في تاريخ مصرنا و نهضتنا المعاصرة و ايذانا بفجر جديد لحياة حرة كريمة . ونحن من جانبنا نوافق على جميع النقاط و نؤيد التغيير الذى جاء خاصة برئاسة الكنيسة فهكذا شاءت ارادة الله مع احترامنا لشخص الجالس على كرسي مارمرقس و علينا ان نضع فى الاعتبار ان مصلحة الكنيسة فوق الاشخاص و انها تعمل مضحية في سبيل سلامة البلاد و خيرها و وحدة شعبها و دينها .
و لهذا يجب ان نتوجه الى لجان الاستفتاء لاعلان تأييدنا الكامل لقرارات الرئيس اما الذين تم التحفظ عليهم من ابناء الكنيسة فنحن نثق في عدالة حكومتنا في ان من تثبت براءته سوف يطلق سراحه”
و لعل في تعليق الشماس الاكليريكى على الكلمة المدونة في البيان بانه (هكذا شاءت ارادة الله) في الحقيقة رغم ما لاقاه هذا البيان من استهجان و استياء داخل الاوساط القبطية و وضع العديد من علامات الاستفهام بان ما يحمله له خلفية معينة غير مفهومةفقد اثبتت الايام انها كانت بالفعل ارادة الله ان يتم التحفظ على قداسة البابا شنودة بالدير فلم يحضر بصفته العرض العسكري في احتفالات 6 اكتوبر و التى انتهت باغتيال الرئيس السادات بعد 31 يوم فقط من قرارات التحفظ ليحفظ اللة للكنيسة المصرية قداسة البابا شنودة الثالث سنين عديدة و حياة ممتدة لقرابة 31 عاما
† و لعلنا نشير ايضا للقاء الذى اضطر الرئيس انور السادات لعقده في 21/9/1977 و مناسبته تكرار شكاوى رجال الدين المسيحي و الاقباط من تباطؤ النبوى اسماعيل وزير الداخلية فى ذلك الوقت و اجهزته في تنفيذ تعليمات الرئيس و التعنت بشأن ازالة المعوقات التى تضعها اجهزة الدولة في مواجهة اعمال بناء الكنائس و قد ساءت الأمور بتزايد نشاط الجماعات الاسلامية و اعتداءاتها على الاقباط و وقوع حوادث طائفية في جامعات اسيوط و المنيا و الاسكندرية و الاتهامات المتبادلة ما بين شباب الجماعات الاسلامية و شباب الاقباط … مما اضطر معه الرئيس انور السادات الى عقد اجتماعين باستراحة القناطر الخيرية بدأها بلقاء مع رجال الدين الاسلامى استمر ل 90 دقيقة ثم لقاء مع الاباء اساقفة المجمع المقدس برئاسة قداسة البابا شنودة الثالث و الذى استغرق 4 ساعات متصلة و ذلك كان بحضور الرئيس السادات ونائبة حسنى مبارك و ممدوح سالم رئيس الوزراء و موسي صبرى رئيس تحرير جريدة الأخبار … و كانت الأمور قد ازدادت سوءا ايضا باعلان كنيسة مصر الصوم و الصلاة لمدة 5 ايام من الاثنين 5/9/1977 حتى الجمعة 9/9/1977 بسبب رفض الكنيسة لما كان يعرف (بقانون الرده) .
† جاء لقاء استراحة القناطر 21/9 لعرض موضوع ال 50 كنيسة و قرارات رئاسة الجمهورية التى لم تنفذ و الشكاوى التى لم تنظر اليها الجهات المسئولة في الدولة بخصوص مشاكل الاقباط . نذكر لنيافة الانبا ميخائيل المطران الجليل – في هذا الصدد بانه انبري بالحديث بجرأته المعهودة و وقف مجاهرا بالقول (نعم المسيحيين مضطهدون و خصوصا في اسيوط عايز اعمل مظلة امام الكنيسة طالبونا بقرار جمهوري … عايز اعمل دورة مياة طالبونى بقرار جمهوري هل من المعقول ان اتقدم لرئاسة الجمهورية بطلب بناء دورة مياة … ) عندئذ اظهر الرئيس انور السادات انفعاله بالأمر و نظر الي السيد ممدوح سالم رئيس الوزراء و قال له (ايه ده يا ممدوح !! ايه ده … ايه ده !!)
و اضاف بقوله لو كنت اقول كلاما يا سيادة الرئيس غير مثبت صحته انا امامك اجعلنى رهين بالسجن .
† و لعلنا نعود الى الشماس حمدى ثابت لنستجلي ماذا حدث في علاقته بنيافة الانبا ميخائيل المطران الجليل بعد..استكمل حديثة بالقول : ظللت محروما بقرار انبا ميخائيل من الخدمة في الكنيسة بمختلف المجالات حتى فوجئت خلال شهر ديسمبر التالى بان سيدنا ارسل لى اخ شماس زميل لي فى خدمة حى الوليدية صباح الجمعة بعد صلاة القداس قال لي : سيدنا عاوزك … عندما دخلت الى مقر سيدنا اوقفنى ما بين يديه الكريمتين في احد اركان الغرفة و روى لى فى هذا الحين كل ما فعله الاستاذ مسعد و حقيقة العلاقة الحميمية التى تجمعهما ثم قال لي (علشان ابقي مستريح يابنى و انا سبق و ابعدتك عن خدمتك سواء اثناء موكب العذراء الاحتفالي بالدير و طوال ثلاثة اشهر حرمتك من نوال البركة في القيام بخدمتك التنظيمية بكاتدرائية رئيس الملائكة و احتديت عليك و سببت لك احراجا امام الناس … و انت احتملتني طوال الوقت… قبل ما ادخل المقر النهاردة عاوزك تسامحنى … يستكمل الشماس بالقول … ظللت لحوالى 5 دقائق في ذهول و عيناي دامعتان و قلت و انا اتلعثم بالكلمات كيف اقول هذا يا سيدنا … انا اللى اخطأت … كرر سيدنا قوله باصرار : انا مش داخل لغرفتى قبل ما تقولي سامحتك و انا راجل مرهق و مريض و مسن و مش معقول هاأقف كده … لازم تقولي سامحتك يا انبا ميخائيل علشان ادخل مستريح …
و عندما وجدت ان سيدنا مصمم اضطررت اقولها فرد بقوله انا كده اكون مرتاح و فتح باب غرفته و دخل …
† اختتم الشماس حمدى ثابت بالقول : بصدق كل ليلة عندما كنت اقف للصلاة اتجه لصورة سيدنا الموضوعة في غرفتى و اتحدث اليه بإلحاح سيدنا انت عارف يا سيدنا انى في الحقيقة لم اكن اعرف ميعاد وصول الاستاذ مسعد … لكنى لن ابرر نفسي لانك انت لا تحب من يبرر نفسه امامك … على مدى 3 شهور كنت اكرر الكلمتين دول … نسيت ان اقول انه انة اثناء دخولى من باب غرفة استقبال نيافتة و قبل العتاب قال (يا ابنى دموعك المسائية وصلت للسما) و انا عرفت الحقيقة خلاص .