فى أمسية روحية احتفلت كنيسة مارمينا بفم الخليج وشعب الكنيسة بعيد استشهاد القديس العظيم مارمينا العجايبى بحضور نيافة الأنبا يوليوس أسقف مصر القديمة، والقس رافائيل ثروت كاهن الكنيسة، والقس بيجول فهمى كاهن الكنيسة ولفيف من الآباء الكهنة الذين شاركوا فى الصلوات واحتفلوا مع الشعب بعشية القديس مارمينا.
أمسية روحية
فى البداية قام القس رافائيل ثروت، والقس بيجول فهمى بصلاة العشية حتى وصل الآباء الكهنة الذين شاركوا في الصلاة، وعند قراءة الإنجيل آتى نيافة الأنبا يوليوس ، وعند الانتهاء من قراءة الإنجيل دخل نيافة الأنبا يوليوس فى استقبال رائع من الآباء الكهنة وشعب الكنيسة على لحن (إك ازماروؤت)، ثم قام بعد ذلك نيافة الأنبا يوليوس بإلقاء عظة عن الحياة الأبدية.. ” أَنَا الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ” (رؤ22/13).
تحدث الأنبا يوليوس فى بداية العظة عن الحياة الأبدية حيث تكلم عن أربعة ركائز أساسية للوصول إلى الحياة الأبدية:
1- الترك: “كل مَن ترك بيوتًا، أو أخوة أو أخوات، أو أبًا أو أمًا أو امرأة أو أولادًا أو حقولًا، من أجل اسمي، يأخذ مائة ضعف، ويرث الحياة الأبدية” (متى 29:19). إذن مبدأ الحياة الأبدية أن تترك كل شيء من أجل الله، أو على الأقل تكون مستعد قلبياً لترك كل شيء. ولا تندم على ذلك.
ولهذا أضاف الرب شرطًا آخر وهو: “ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح إلى ملكوت الله” (لوقا 62:9). فالحياة الأبدية تحتاج إلى ثبات في الطريق وعدم رجوع إلى الوراء. وتحتاج إلى أن يحتمل الإنسان من أجل الرب ومن أجل خدمته، ويتعب في سبيل ذلك.
2- الباب الضيق: أكمل السيد المسيح تعليمه على الجبل فقال: “ادخلوا من الباب الضيق، لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدى إلى الهلاك، وكثيرون هم الذين يدخلون منه. ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدى إلى الحياة، وقليلون هم الذين يجدونه” (مت7: 13، 14)، وهم الذين يتعبون في الخدمة ويبذلون أنفسهم من أجل الآخرين بروح المحبة الصادقة، يكافئهم الرب بالمواهب الروحية، ويمنحهم الآب كرامة سمائية، ويأخذون جزاءً حسنًا في ملكوت السماوات، لأن كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه. إنه لشرف عظيم أن يشترك الإنسان في خدمة ملكوت الله وهو يشعر أنه غير مستحق لهذه الخدمة ولهذه الكرامة. وهكذا أيضًا الشهداء والمعترفين قد استحقوا كرامة عظيمة بعد الآلام التي احتملوها وصار لأسمائهم قوة للشفاء ولإخراج الشياطين. وبنيت الكنائس والأديرة على أسمائهم واستحقوا الأكاليل السمائية.
3- الصدقة:”لان الصدقة تنجي من الموت وتمحو الخطايا وتؤهل الانسان لنوال الرحمة والحياة الابدية” (سفر طوبيا 12: 9)، وايضا يكون الانسان لنفسه كنز في ملكوت السموات وينال الرحمة والحياة الابدية كما قال طوبيا (وتؤهل الانسان لنوال الرحمة والحياة الابدية).
4- المحبة:(لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ) (يوحنا ٣: ١٦). لقد صارت لنا طبيعة المحبة كثمرة طبيعية لحصولنا على الخليقة الجديدة.وفى النهاية قال نيافة الأنبا يوليوس أن هذه الركائز الأربعة هى الطريق إلى الحياة الابدية.
تطيب جسد العجايبى
وبعد العظة قام نيافة الأنبا يوليوس و الآباء الكهنة بتطييب جسد الشهيد العظيم مارمينا العجايبى وشاركه الآباء الكهنة على الألحان والتراتيل الجميلة.
زفة جسد الشهيد مارمينا العجايبى
تتكون زفة الجسد من ثلاث دورات
الدورة الأول كانت داخل كنيسة مارمينا وداخل كنيسة ماربهنام واخته سارة
الدورة الثانية كانت داخل كنيسة مارمينا فقط.
الدورة الثالثة داخل كنيسة مارمينا وخارج الكنيسة أمام مبنى الخدمات وحول الشعب الذى كان يشاهد من الخارج لنوال بركة الجسد.
وكان يتبادل الأباء الكهنة فى حمل الجسد لنوال بركة الشهيد العظيم مارمينا العجايبى.
تنظيم رائع
بذلت كشافة العجايبى وهو الاسم الذى يطلق على كشافة كنيسة مارمينا بفم الخليج مجهوداً رائعاً فى تنسيق وتنظيم اليوم ليخرج فى أحسن صورة، حيث كان يتواجد أكثر من 50 فردا من الكشافة بمراحل عمرية مختلفة بقياة الكابتن / رامى سويسى.
حيث استغلت الكشافة كل ركن فى كنيسة مارمينا ، وكنيسة ماربهنام واخته سارة لاستقبال الشعب والزوار ، كما استغلت فناء الكنيسة أيضاً لاستيعاب اكبر عدد من الشعب وتوفير شاشات للعرض حتى يشاهدون الكنيسة من الداخل.
يذكر ان رفات الشهيد مارمينا قد مرت برحلة طويلة بدأت من مريوط مرورا بأشمون الرمان وبنها العسل حيث ظل بهما حوالي ثمانين عاماً حتي أستقرت اخيراً بكنيسته الاثرية بفم الخليج والتي أنشئت في أواخر القرن الخامس وتعد أقدم كنيسة علي اسم الشهيد بعد كنيسته بمريوط، وعقب محاولات كثيرة لسرقة الرفات المقدسة قام الاراخنة باخفائها وبمرور الزمن ومع تعدد المرات التي تخربت فيها الكنيسة وأعيد بناؤها أختفت الرفات تماماً ولم يعرف احد مكانها إلي أن ظهر القديس مارمينا في أول سبتمبر من عام ١٨٧٣م للقمص تادرس مينا كاهن الكنيسة في ذلك الوقت وأمره أن يفتش عن الرفات والتي وجدها بالفعل موضوعة في أنبوبة خشبية مكتوب عليها اسم القديس وعندما تولى المتنيح القديس البابا كيرلس السادس السدة المرقسية عام ١٩٥٩ قام بنقل جزء من هذه الرفات المقدسة إلى كنيسة مارمينا بزهراء مصر القديمة وبعدها بثلاث سنوات نقل جزء اخر إلي ديرة العامر بمريوط.