اختتمت ندوة كلية الاعلام جامعة القاهرة بعنوان “الإعلام وبرلمان 2015″، وذلك بقاعة المؤتمرات بالكلية، اليوم الخميس، حيث تحدث في الجلسة الأولى الدكتورنبيل عبد الفتاح الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عن الدور الرقابي والتشريعي لبرلمان 2015، والدكتور يسري العزباوي نائب مدير المركز العربي للبحوث والدراسات عن الانتخابات البرلمانية ومعايير اختيار المرشح وسمات المرشح الجيد.
إنخفاض المشاركة بسبب قلة الوعى
فى البداية قالت الدكتورة جيهان يسرى، عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة:
إن وسائل الإعلام المختلفة “المرئية والمسموعة والمكتوبة”، تعتمد عليها الدولة كثيرا فى توصيل الأفكار للمواطن المصرى، موضحة أنه يجب على الإعلام حث وتشجيع المواطن المصرى على المشاركة بالانتخابات البرلمانية 2015.
وأضافت: خلال كلمتها فى ندوة “الإعلام والبرلمان 2015″، المنعقدة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، اليوم ، أنه يجب على الإعلام الالتزام بالموضوعية والدقة والمحاسبة والرقابة فى إطار الحيادية، مشيرة إلى أن دور الإعلام الطبيعى نشر المعلومات وحقوق ووجبات المرشح للمواطن المصرى، بالإضافة إلى توثيق المعلومات بدقة وشفافية، مما ينتج عنها مواطن مصرى واعٍ وفاهم وقادرعلى تحليل المواقف السياسية المختلفة والأهم أنه سيشارك بالانتخابات البرلمانية.
وأوضحت أن الإعلام يستطيع تصحيح الوضع بالانتخابات، عن طريق المشاركة السياسية، مشيرة إلى أن للإعلام المصرى دورا مهما أثناء الانتخابات، وهو مراقبة الجهاز الإدارى بالانتخابات والأحزاب والمرشحين وكشف الأساليب غير القانونية والجرائم الانتخابية، مشيرة أن هناك دورا للإعلام بعد الانتخابات وهو المتابعة والمراقبة والمحاسبة فى حالة وجود جرائم انتخابية.
وأضافت: أن انخفاض المشاركة بالانتخابات، جاء بسبب انخفاض الوعى لدى المواطن المصرى، وهذا يرجع لعدم مشاركة المواطن فى الحياة العامة للمجتمع المحيط به، مؤكدة أن الإعلام ليس هو المسئول عن انخفاض المشاركة، مضيفة أنه لابد عدم ترك الإعلام لغير المؤهلين لتوصيل الفكرة للرأى العام، ولابد من اختيار الضيوف المؤهلين لمخاطبة الرأى العام، والسبب الآخر عدم التخطيط الجيد لإعداد الانتخابات وغياب الخطاب الإعلامى المتخصص والبرامج التى تخاطب الشباب للمشاركة بالانتخابات البرلمانية.
استكمال الاستحقاق الثالث
ومن جانبه قال الدكتور شريف درويش اللبان وكيل كلية الإعلام لشؤون خدمة المجتمع وتنمية المجتمع ، بجامعة القاهرة:
على الشعب استكمال الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق التي تحتاج مصر إليها، مشيرًا إلي أن للبرلمان القادم دور في غاية الأهمية وأنه بإنهاء الانتخابات البرلمانية سوف تستكمل ثورة 30يونيو.
وأضاف اللبان أن مصر تعانى من المشاكل الدستورية التي تعرقل استكمال الاستحقاق الثالث، مشددًا على أن معظم الأزمات التى تواجه مصر ستحل بمجرد استكمال البرلمان.
وقال: إن انتخابات برلمان 2015، أكدت سقوط العديد من الأساطير، في مقدمتها سقوط أسطورة جماعة “الإخوان الإرهابية”، التي ملئت الدنيا ضجيجًا واعتصامات وتخريب، إلا أنها لم تستطع أن تثني الشعب المصرى عن المشاركة في الانتخابات.
كما أضاف: أن الأسطورة الثانية التي سقطت هي حزب “النور” السلفي، حيث أثبتت المرحلة الأولى أن حزب النور لم يعد له فاعلية في المشهد السياسي المصري، حتى في معقله بمحافظة الإسكندرية.
وأستطرد:إ ن الأسطورة الثالثة التي سقطت مع انتهاء المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية 2015، هي “الحزب الوطني”، مشيرًا إلى أن الشعب المصري أسقط ظاهرة شراء الأصوات بالانتخابات
وأشار وكيل كلية الإعلام، إلي أنه لأول مرة تشهد مصر استكمالا حقيقيا للسلطات بعد ثورة يناير بوجود رئيس شرعي منتخب ودستور اختير بإرادة المصريين العظيمة التي تتمني الخير لبلادها، موضحًا أن المصريين بتلك الانتخابات أسقطوا ظاهرة بيع الأصوات التي كانت تملأ مصرإبان الحزب الوطني .
تزايد دور المال السياسي
أنتقد الدكتور نبيل عبد الفتاح، الخبير الإستراتيجي بمركز الأهرام:
تزايد دور المال السياسى فى المرحلة الأولى بالانتخابات البرلمانية 2015، موضحا أن مصدره رجال أعمال ورأس مال خارجى وهما جزء من سلبيات المرحلة الأولى، ولم توضع هذه النقاط موضع العناية من قبل الحكومة.
وأضاف:أن النظام فى مصر والنصوص الدستورية توضع وتنتهك فى ذات الوقت.
وأكد الخبير الإستراتيجى ، أن غياب الحرفية والضوابط المهنية فى التعامل مع البرلمان أثر سلبا على البرلمان وأوجد حالة من الملل السياسى، وجعلت المجتمع ينظر إلى البرلمان كأنه ملل، وتراجع الكوادر السياسية عن الفضائيات وشاشات التلفزيون.
الإعلام لعب دورا في إسقاط النور
ومن جانبه أكد الدكتور يسري العزباوي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية:أن نسبة المرشحين الذي سيخوضون مرحلة الإعادة بلغت 48%، مؤكدًا أن الإعلام لعب دورا كبيرا في إسقاط حزب النور وكشف الإخوان والسلفيين،مشيرا الى أن اختيار الأحزاب السياسية لمرشحين بأنها نقلت نظام الاحتراف من الملاعب إلي عالم الانتخابات. وأضاف: أن الأحزاب بدأت في جذب المرشحين من بعضهم البعض، واتجهت كثيرا وبشكل واضح إلي العائلات الكبيرة، مقابل اتفاقيات معينة.
وأضاف: لابد من قراءة التحالفات في سياقها الطبيعي، لأنها أخذت الكثير من وقت المصريين وكانت تخالفات انتخابية ولم تكن تحالفات برلمانية بالمرة.
وأشار الغرباوي إلى أن مرشحي أحزاب برلمان 2015 هي لرجال أعمال بامتياز ومن الدرجة الأولي، موضحا أن حزب مستقبل وطن لجأ لـ4 رجال أعمال من الدرجة الأولي. وانتقد الغرباوي، التلفزيون المصري بعد مطالبته اللجنة العليا للانتخابات أمولا من أجل عرض بعض إعلانات التوعية التي تنظمها خلال البرلمان المقبل.