يروي الحكاية الحاج ” عباس مياز ” وهو من العائلات الكبيرة المتأصلة فى مركز الخارجة بالوادى الجديد ،وكان يعمل مديراً لمكتب محو الأمية فى التسعينيات ، ويقول أنه في يناير 1941 زار الملك فاروق الواحات حيث قدم من السودان في رحلة صيد ودخل الواحات عن طريق باريس واتجه إلى الخارجة واستقبله الأهالي استقبالا حافلا ، حيث دخل الملك مدينة الخارجة عن طريق منطقة عين الشيخ، ثم اتجه إلى استراحة الحدود بالخارجة وبات رجال حاشيته في استراحة مصلحة الري وفي اليوم التالي أراد الملك أن يسافر بالقطار إلى القاهرة وفي الصباح انطلقت البلد جميعها إلى المحطة ووصل الملك إلى المحطة، وأراد أن يرسل إشارة تلغرافية فأخبره ناظر المحطة واسمه وديع أفندي وقال ( ممكن يا مولاي اتصال السلك إلى أية جهة ) وفعلا تم توصيل السلك إلى الأقصر وسأل الملك عن المحطة وبساطتها وقد أمر بإصلاحها وطلب القطار ليسافر به وقد حضر فوجده غير صالح للسفر فلم يسافر به وقام بالسفر بالسيارات ، واستمر قطار السكة الحديد في رحلاته ليصل أبناء الواحات إلى القاهرة وبوجوده زادت معدلات الهجرة من الواحات إلى القاهرة والعكس في هذه الفترة بشكل كبير وقد انتقلت عائلات بالكامل للإقامة بالقاهرة والسويس لتحسين مستوى دخولهم ومعيشتهم وطلب العمل ، وبعد ثورة 1952 بدأ قطار الخارجة في التهالك وتعرض أكثر من مرة للحوادث وبنهاية الخمسينيات كان الأمر وصل إلى ذروته وبدأت قافلة تعمير الوادي الجديد في تجديد رصف الطرق وأهمل قطار السكة الحديد تماما ، بحلول الستينيات بدأت رحلات القطار في التوقف والأعطال وبدأ اللصوص في سرقة قطبان السكة الحديد وتوقف تماما عن العمل، واستقرت آخر سيارة بالقطار بالمحطة الموجودة حاليا بالنادي الاجتماعي بالخارجة، ولا زالت تحتفظ لنا بتاريخ عميق وملئ بالأحداث والشواهد التي عاصرها أبناء الواحات بداية من الاحتلال الإنجليزي وثورة 1952 حتى قافلة تعمير الوادي الجديد .