أكد الدكتور صابر حارص أستاذ الإعلام بجامعة سوهاج أن قناة السويس الجديدة مشروعاً وطنياً لا يقبل المزايدات السياسية في فترة حاسمة تحتاج فيها البلاد إلى مشروع قومي يرفع من سقف طموحاتها وتطلعاتها ويقضي على حالة الإحباط التي أصابت البعض.
وأوضح حارص الذي يرأس وحدة بحوث الرأي العام الفارق بين مشروعات وأفكار جدلية تقبل الخلاف السياسي ومشروعات وطنية تحظى برضا وفرحة الجميع، لأن عوائد مثل هذه المشروعات لا تدخل جيب القيادة السياسية ولكنها تذهب إلى تنمية المجتمع المصري والنهوض بالخدمات الأساسية للمواطنين.
وقال حارص : أن الإعلام أغفل أو أهمل الإشادة بالدقة والأمانة والضبط والمعاملة السخية التي اتسمت بها القوات المسلحة في تعاملها مع العاملين بالمشروع من افراد وشركات بشكل يقوي روابط الصلة والانتماء إلى المؤسسة العسكرية المصرية.
وانتقد حارص التغطيات الإعلامية لإفتتاح قناة السويس وأشار إلى سقوط الإعلام المعارض في الخلط بين ما هو سياسي وبين ما هو وطني ومحاولته التقليل من المشروع عبر التركيز على أمور شكلية كأسلوب الإنفاق المالي والمسمى الحقيقي للمشروع ما إذا كان قناة أم تفريعة وغيرها من المعالجات التي تصب في محاولة التهوين من الإنجاز.
وأضاف حارص أن الإعلام القومي والخاص افتقد الدقة في تناوله بعض الأرقام والإحصاءات وخاصة في الجدوى الاقتصادية للقناة وعدد الشركات العاملة وغيرها، واقتصر على المصادر الرسمية التي اتسمت بالتكرار والنمطية وأغفل جوانب مهمة كثيرة كانت يمكن أن تبرز كفاح المصريين في حفر القناة الجديدة والجوانب الإنسانية التي عاشها العمال والمهندسين والشركات العاملة التي تضم العديد من القصص والعظات والصفات التي تحلى بها المصريون طوال حفرهم للقناة.
وكشف حارص عن دور سوهاج وخاصة مدينة طهطا بلدة الشيخ رفاعة الطهطاوي في مشروع القناة الجديد حيث ساهمت إحدى الشركات المملوكة لمواطن من طهطا في تنصيب التمثالين اللذين يشيران إلى الفلاح المصري القديم والقوات المسلحة المصرية الحديثة في مكان مرتفع بمواجهة المنصة الرئيسية وهو الأمر الذي عجزت عنه سبعين شركة عاملة في المشروع، كما قامت نفس الشركة بمفردها في عمل إحدى البحيرات أو القنوات الأربع التي تصل القناة الجديدة بالقناة القديمة، إضافة إلى نصيبها من الحفر والتكريت في شق القناة.
وطالب حارص محافظ سوهاج الدكتور أيمن عبدالمنعم بأهمية أن يلتقي ويكرم الأربعة السوهاجية المساهمون في أعمال حفر القناة وبحيراتها وتجهيز منصة الاحتفال خاصة وأنهم من طهطا نفس المدينة التي قدمت الأول علمي والثاني أدبي في الثانوية العامة، والعمل على تشجيعهم للمشاركة في مشروعات الخدمات اللوجستية التي سيعلن عنها في اليوم الثاني بعد إفتتاح القناة مباشرة.