تامر إسلام ، طفل في العاشرة من العمر.. ومع قرب قدوم العيد قال لنا أن العيد لم يكتمل بدون اللعب “بالصواريخ والبومب” .. واوضح أنه يبدأ اللعب مع أصحابه بعد صلاة العيد مباشرة إلى نهاية اليوم ثم فى الأيام التالية يخرج مع أهله للتنزه وزيارة أقاربه ويلعب أيضا بالألعاب النارية لأنه تسعده وتطفى جو من المرح خصوصا عندما يقوم بعمل بعض المقالب بها فى أقاربه وأصحابه .
وقال مينا صموئيل ، 20سنه ، أن أستخدام الألعاب النارية فى المناسبات للتعبير عن الفرحة ، فلماذا نحن فى مصر نخشى من كل شىء ومن أى شىء ، فإذا تعرض البعض للإصابة من هذه الألعاب فهذا يرجع لسوء أستخدامهم لها .
وقالت مي مصطفى ، 17 سنة طالبة ، أنها أصبحت تكره الخروج فى العيد بسبب ما يفعلونه الشباب من مضايقات للفتيات واثارة ذعرهم باستخدام الالعاب النارية وكذلك زيادة ظاهرة التحرش التى تصل إلى قمتها فى الأعياد و المناسبات.
وروت لنا سارة صبحى 35 سنة مدرسة ، أن أبنها قد أصيب بحرق فى جنبه الأيسر فى إحتفالات رأس السنة الماضية حيث وضع له أحد أصدقائه – على سبيل المذاح – صاروخ بجيب القميص فأنفجر فى جيبه مما سبب له جرح وحرق ظل يعانى منهما أكثر من ثلاثة أشهر ، وناشدت صبحى كل الجهات المسئولة لمنع هذه الالعاب المدمرة .
وتسأل ممدوح توفيق ،50سنة موظف ، عن سر متعة أستخدام هذا النوع من الألعاب ؟!وما الارتباط بين التعبير عن البهجة سواء فى الأعياد أو المناسبات الإجتماعية المختلفة وأستخدام الشباب لهذه المفرقعات وأثارة رعب الناس وزعرهم ؟!خصوصاً فى هذه الأيام التى أصبح الناس يهابون ” دبة النملة ” ، كما أعرب توفيق عن ضيقه الشديد من الضواضاء الناجمة عن لعب الأطفال والشباب بمثل هذه الألعاب حيث تكون الناس فى أمس الحاجة للهدوء فى العيد سواء لقضاء وقت طيب مع العائلة أو الخروج للتنزه فى سلام .
وذكرت ” م . ر ” بائعة لعب أطفال و ألعاب نارية حيث كانت تفترش أحد الارصفة ،” أن عيد الفطر ” دايما وشه حلو علينا ” حيث أنه يكون هناك اقبال كبير من الأطفال والشباب على شراء الألعاب النارية بكل أنواعها وخصوصاً البومب الصينى والصواريخ الصفراء نظرا لرخص ثمنها مقارنة بالانواع الأخرى فيستطيع الصغار شراء الكثير منها ليلعبون بها طوال أيام العيد .
وأوضح ” ر .س” تاجر بالموسكى ، أن تجارة الألعاب النارية مليئة بالمخاطر ، ويزداد الإقبال على الألعاب النارية فى شهر رمضان والأعياد و رأس السنة الميلادية ، أما باقى العام فيكون البيع متأرجح ، وتختلف تجارة الألعاب النارية عن غيرها فى حجم المخاطر والمغامرة التى يتحملها المستورد والبائع سواء المخاطر الأمنية حيث تشدد الجهات الأمنية والتفتشية على صلاحية الألعاب النارية وطريقة تخزينها وتراخيص العمل فيها أو المخاطر التى تكمن فى الألعاب النارية نفسها من أمكانية تفجيرها وبالتالى يتم التعامل معها بحذر شديد ولا يتم وضع كميات كبيرة منها للعرض لتفادى أى كوارث يمكن أن تحدث ، وأضاف أن نسبة الربح فيها عالية لدرجة مغرية تتعدى200 % مما يجعل أغلب التجار الذين يتعاملون فيها يقبلون المغامرة والمخاطرة .
وأكمل ” ر. س” أن سعر هذه الألعاب تبدأ من جنيه ونصف حتى: 250 جنيها ولها أسماء مثل ” تورتة الشيطان ، والبازوكا ، والحجاب ، و العصا ، والشيكولاته …… إلخ “
فيما أكد الخبراء من المجلس الوطنى للسلامة فى مجال الألعاب النارية فى الولايات المتحدة الأمريكية ، أن مخاطر الألعاب النارية تشمل الحروق والإصابات ومعظمها فى اليدين والعين والوجه ، ووفقا لتقدير أعدته الجمعية الأمريكية للجراحة التجميلية والترميمية فأن الأطراف تعد أكثر المناطق تعرضا للأذى فالأضرار تبدأ ببتر الأصابع وتصل إلى فقدان البصر .
وناشد محمد منتصر ، الخبير الأمني ، الشباب بعدم أستخدام الالعاب النارية حيث أنها تشكل خطورة عليهم وعلى المحيطن بهم وخصوصا فى حالة استخدمها لأهداف غير سلمية ، وكذلك طالب منتصر التجار والمستوردين بعدم إستيراد هذه الألعاب حيث تنص المادة102 من قانون العقوبات على أن ” كل الألعاب النارية تدخل فى اطار المفرقعات وتصل عقوبتة من يتاجربها بالسجن من ستة أشهر إلى المؤبد وتتضاعف فى حالة بيعها للأطفال ” .