عانى الأقباط من قانون الأحوال الشخصية الخاص بهم، والذى ينص على الطلاق لعلة الزنا ونادى البعض بتعديل هذا القانون، حتى قررت الكنيسة في عام 2014 إجراء بعض التعديلات الخاصة بوضع أسباب اخرىللتطليق غير علة الزنا، مثل السجن والجنون والهجرة للخارج وإدمان المخدرات والشذوذ والإصابة بالأمراض المعدية وتغيير الديانة والشروع في قتل أحد الطرفين.
ولكن هذه التعديلات لم ترض البعض من المفكرين الأقباط حيث أكدوا أن أمر الحصول على تصريح الزواج الثاني أوالطلاق لايتفق مع نصوص الكتاب المقدس إلأ لعلة الزنا فمن يتزوج خارج الكنيسة القبطية ويبتعد عن أحكامها يكون له حق الزواج مرة أخرى ولكن زواج مدني، وطالبوا بايجاد حلول للمشاكل التى تواجه الاقباط بشكل لايتعارض مع تعاليم الانجيل.
من جهة أخرى يرى بعض الأقباط الذين يعانون من مشاكل أمام المجلس الاكليريكى، ولم يصلوا إلى حلول، ان الحل الافضل لهذه المشاكل هو بعد الكنيسة عن هذه القضايا وان يعامل الأقباط مثل المسلمين امام المحاكم وبالقانون وبذلك نصل إلى ان الحل المثل هو الزواج المدني.
والزواج المدني هو نظام قانوني يقوم على توافق إرادتي رجل وإمرأة على أرتباطهما به، ويستهدف إقامة الحياة المشتركة بينهما، وتبادل الرعاية والمعونة لخيرهما المشترك وذلك على الوجه المحدد في القانون.
وتتولى الدولة تنظيمه بواسطة القوانين التى تصدرها، وهي التى تتولى الفصل في المنازعات التى تثور بصدده دون خضوعها لاية تعليمات دينينة تصدر عن جهة دينية، وهو بذلك علماني تطبيقا لمبدأ فصل الدين عن الدولة ويترتب على مدنية الزواج ان القانون لايعترف به إلا اذا أبرم امام الموظف المختص.
وبين رفض وقبول الشباب القبطى للزواج المدنى كان لنا هذا التحقيق
في البداية أوضح مايكل سامى، طبيب، انه يفضل الدولة المدنية، وبذلك يكون الزواج في السجل المدني، أما المأذون والكاهن فدورهم مرتبط بالمراسم الدينية، اما مايختص بالأوراق فهو بعيد عنهم، حيث أنهم ليسوا موظفين في الدولة حتى يكون لديهم أوراق حكومية.
وأضاف ان مصر بها زواج مدنى، فيجب تعميمه.
من جهة أخرى رفضت مريم رفيق مهندسة بأحد الشركات الخاصة فكرة الزواج المدني من البداية، حيث أكدت أنها كفتاة مسيحية لاتؤمن سوى بالزاوج الكنسي، وترى ان الزواج المدني لايعتبر زواج.
وأضافت ان البعض يردد عبارة ان الزواج المدني حل للعديد من المشاكل فكيف يكون حلا وهو زواج غير مقدس لايوجد به المسيح، فأين الروح القدس الذى يحل في سر الزيجة، فهو مجرد عقد بين من الممكن ان يقوموا بتقطيعه في أى وقت.
قال بيتر جوزيف 27 دكتور متزوج : انا اعارض الزواج المدني لانى متمسك بالتعاليم المسيحية ولم اقبل مثل هذه الاراء
كما قال اسامة داود 26 سنة موظف خدمة عملاء بشركة تي أي داتا: ما له مرجع إنجيلي أو رسولي في الديسقولية مينفعش أنسان يغيره ،كل المشاكل من زرع بشر ، والمشاكل اللي الانسان مش فيه يد فيها الله لا يعطي تجربة فوق أحتمال البشر.
وفي سياق متصل قال مينا كامل عبد السيد 30 سنة محامي : الجواز ده سر مقدس يعني لازم ربنا يحل بين الزوجين علشان حياتهم تكون فيها بركة وبعدين كلام ربنا لا يزول إلي الأبد ، لازم ابونا يسلم العروسه لعريسها يوم الفرح ، غير كده ده زنا .
كما قال مينا مجدي : الزواج من حق كل انسان وومن حق الانسان الأختيار بين الزواج الدينى أو الزواج المدنى …وعلى ذلك نحن نؤيد الزواج المدنى على أن يطبق وفق لقانون مدنى على كل المصريين ومن يريد من المصريين القيام بمراسم الزواج الدينى فله حريته ، الزواج من حق كل انسان وومن حق الأنسان الأختيار بين الزواج الدينى أو الزواج المدنى …وعلى ذلك نحن نؤيد الزواج المدنى على أن يطبق وفق لقانون مدنى على كل المصريين ومن يريد من المصريين القيام بمراسم الزواج الدينى فله حريته ، ما نرفضه هو مطالبة البعض بأن تقوم الكنيسة بعمل اجراءات للزواج المدنى ، فالكنيسة مؤسسة دينية روحية وبالتالى ليس من سلطتها الموافقة على زواج مدنى انما الزواج المدنى من سلطة الدولة فقط وانا اظن انه سيحل مشاكل كثيرة قادمة
وقال مايكل صحفي : الزواج المدني يخالف العقيدة المسيحية ، ولماذا يلجأون إلى هذا الزواج طالما يوجد زواج كنسي مقدس ، بالتأكيد هناك من يلجأ إلي هذا النوع من الزواج من اجل الهروب من قوانين الكنيسة وعدم حصولهم علي الطلاق ، ولكن اعتقد ان الزواج المدني يعتبر زواج ناقص .. لانه ينقصه تدخل الله ومباركته فيه .
وفي سياق اخر ، ان الكنيسة تعتبر القبطى الذى يتزوج أجنبية مدنياً مرتكباً لخطيّة، وفى حال تطليقها ورغبته فى الزواج كنسياً عليه أن يُبلغ التى سيتزوجها بزواجه المدنى السابق، ولا يجوز الزواج إلا بقبولها الأمر، ليخضع بعدها للقانون الكنسى، وأن تغيير القبطى ملّته وتركه كنيسته إلى أخرى للطلاق أو الزواج الثانى، هو تلاعب بالانتماء الدينى، في اعتقادي ، كما أن ترك طائفة والانضمام لأخرى حرية ومسئولية شخصية، لكن ما بُنى على أخطاء ينشئ أخطاء
وعلي الجانب الأخر قال راضي نادي صحفي : أري ان الجواز مدني فقط الكنيسة تباركه و السيد المسيح لم يجوز احد حتي في عرس قانا الجليل حضر كضيف عادي بارك المياه و لم يذكر الانجيل انه فعل شي لزوجين مع انه رئيس الكهنة الأعلي و ايضا الرسل لم يزوجوا احد حتي القرن السادس الميلادي و في رأي ان تمسك الكنيسة بالزواج كسلطة علي المسيحيين.
وفي ذات السياق قال مايكل حليم اسعد 29 سنة محام : لو بنحب بعض وفي عوائق من الأهل للجواز يتجوزو كده مفيش مشكله.
ترى سماح سامي طالبة بكلية تجارة : ان الزواج الكنسى لم يكن في مصر من قبل، بينما الزواج المدنى هو الذى كان يعمل به، لذلك عندما نطالب بعودة الزواج المدنى لايعنى ذلك خروج عن الكنيسة، واذا كانت الكنيسة تثق في ابنائها وفي تعاليمها فيجب ان تترك الحرية لابنائها.
كما ان قديما كانت الشريعة تطبق طبقا لكل ظروف الوقت الذى تعيش فيه، وأضافت سماح ان قديما كان الطلاق مباح وايضا زواج أكثر من زوجة فلماذا يحرم في ذلك الوقت.
ويجب ان نعلم ان نص الأنجيل لايطبق حرفي ولكن مثلما يقولوا يجب ان يكون روح العصر موجودة.
وقالت هيام نيقولا ان الزواج المدني هو زواج معلن ومشهر والأهم أنه يحفظ حقوق الطرفين والابناء فيما بعد من حيث النفقة والحضانة والنسب والرؤية.
كما ان الزواج المسيحي له عقدين عقد كنسى واخر مدني تابع للدولة، أدن فهو موجود ومعترف به من الكنيسة والدولة.
وأضافت انها ليست ضد عقد الزواج في الكنيسة حسب الطقوس والعادات، ولكن تجد ان العقد المدني يحفظ لها حقوقها ويبعد المسيحيين عن المجالس الاكليريكية التى تنهك قواهم دون حل فعلي لمشاكلهم، فقد اصبح ملف الأحوال الشخصية للأقباط تجارة يتعامل بها البعض، فيمنحون الطلاق والزواج حسب مزاجهم، فالمسيح قال” أعطوا مالقيصر لقيصر ومالله لله”، والمسيح حضر عرس قانا الجليل ولم يقم بتزوجيهم بنفسه.
كما ان المواطنة ترسخ الزواج المدني ، كما ان الزواج الكنسى لم يعرف الأ منذ حوالى ١٠٠ إلى ١٥٠ عام فقط وذلك للسيطرة على المسيحيين من قبل رجال الدين
وقال ايليا ناجى عامل بأحد المطاعم: ان الزواج الذى تربينا عليه هو الزواج الكنسي، واذا اردنا ان نقلد الغرب فيجب ان نجد شئ جيد نقلدهم به، ولا يكون ذلك من خلال مخالفة تعاليم الانجيل، وهذه المخالفة هى التى تعود بنا إلى الخلف.
يجب علينا ان نتمسك بعقيدتنا وبديننا، والا غير ذلك فهو زنا ولايطلق عليه لفظ اخر لا مدنى ولا علمانى، يكفى التخبط الذى يعيش فيه الشباب الان.
ويرى هلال سعيد23 سنة: ان حل مشاكل الاقباط في الزواج والطلاق، يمكن حلها من خلال التعارف الجيد خلال فترة الخطوبة، والبعد عن التفكير عند حدوث اى مشكلة في الطلاق .
فلم يكن ذلك هو تفكير الاقباط من قبل، والكنيسة عندما ترفض تغيير موقفها، وهو تطبيق نصوص الأنجيل، فلم تكن تريد ان تتعب ابنائها ولكنها ترفض ان تغضب الله بتغيير نصوص الكتاب المقدس.