وقعت أطراف النزاع الليبي، هنا الليلة، بالأحرف الأولى على “اتفاق الصخيرات”، الرامي إلى إيجاد حل سياسي يمكن من الخروج من الأزمة التي تشهدها ليبيا منذ عام 2011.
وذكرت وكالة الانباء المغربية، انه قد وقع على هذا الاتفاق، مختلف الأطراف المجتمعة في الصخيرات، وبينهم رؤساء الأحزاب السياسية المشاركون في الجولة السادسة للمحادثات السياسية الليبية التي تعقد تحت إشراف الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بليبيا، ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا برناردينو ليون.
وقالت انه جرى حفل التوقيع على الاتفاق، بحضور وزير الشؤون الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار، والعديد من السفراء الأجانب، كمراقبين، في غياب ممثلي المؤتمر الوطني العام الليبي (برلمان طرابلس).
وأكد برناردينو ليون في كلمة له بهذه المناسبة،”أن المجتمع الدولي يأمل في أن يتمكن اتفاق الصخيرات، من وضع حد للنزاع الذي تشهده ليبيا منذ 2011”، منوه بأن”وثيقة الاتفاق تمثل خطوة هامة على طريق إرساء السلام الذي يأمله الليبيون كافة”.
واعتبر”أنه تم التوصل إلى هذا الاتفاق، بفضل شجاعة وعزم كافة الأطراف المشاركة في هذه المفاوضات”..موضحا “ أن اتفاق الصخيرات يشكل إطارا شاملا من أجل استكمال مسلسل الانتقال الذي انطلق سنة 2011”.
وقال “أن اتفاق الصخيرات، يعد ثمرة مفاوضات امتدت لعدة أشهر، ساهم فيها ممثلو الأطراف الليبية الحاضرة بجهودهم الدؤوبة، لكن أيضا بجهود العديد من الأطراف الأخرى، التي لم تحضر إلى المغرب والتي ساهمت بدورها في هذه العملية، خاصة ممثلي المجالس البلدية والأطراف السياسية والقبائل والمجتمع المدني”.
وأشاد ليون بدعم البلدان المجاورة لليبيا والمجموعة الدولية لهذه المحادثات..داعيا مختلف الأطراف إلى”بذل مزيد من الجهد بهدف إخراج البلد من الأزمة التي تعصف به”…وأبدى تقديره للدور الذي اضطلع به العاهل المغربي الملك محمد السادس في تيسير عملية التفاوض.
واشار إلى”أن ليبيا في حاجة إلى حكومة وحدة وطنية قوية، تمثل كافة الأطراف والمجتمع المدني الليبي”..معربا عن يقينه”بأن المؤتمر الوطني العام الليبي، سينتصر لمنطق السلم للانضمام إلى هذا الاتفاق ووضع حد للتفرقة في ليبيا”.
من جهته، قال وزير الشؤون الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار، في كلمة مماثلة، موجها حديثه للأطراف الليبية، إن “العالم كله ينظر إليكم في هذه اللحظة..وإنكم الآن تفتحون صفحة جديدة في تاريخ ليبيا بأبعاد تاريخية واستراتيجية كبرى”..مهنئا الشعب الليبي على”التوقيع بالأحرف الأولى على هذا الاتفاق التاريخي”.
وأكد على حق الشعب الليبي في الاستقرار والديمقراطية والتنمية والكرامة..ولفت الى “ أن مسار المفاوضات كان صعبا”.
وأشار إلى”أنه بتوقيع الأطراف الليبية بالأحرف الأولى على هذا الاتفاق السياسي، تكون قد حققت خطوة حاسمة، بفضل الإرادة التي أبانت عنها طيلة جولات الحوار”..معربا عن يقينه بأنه”رغم غياب ممثلي المؤتمر الوطني العام الذين ساهموا بدورهم في بناء هذا المسار، فإنهم لن يخلفوا الموعد مع هذه اللحظة التاريخية لتأسيس ليبيا الجديدة”.
وأشاد مزوار بالدور الذي قامت به بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، خاصة برناردينو ليون، “ الذي لم يدخر جهدا في سبيل تقريب وجهات النظر بصبر وبصيرة”.. كما نوه بمجهودات ممثلي المجتمع الدولي، عبر مختلف المحطات، في سبيل مساعدة الليبيين لتحقيق هذا الإنجاز.
وجدد التأكيد على أن المملكة المغربية، بالتزامها الثابت إلى جانب الشعب الليبي “ إنما تبقى وفية لمبادئها في الدعم والمساندة وبذل كل ما تستطيع في سبيل تحقيق الوئام، مع الاحترام التام لاستقلالية القرار الليبي، بما يخدم السلم والازدهار لهذا البلد الشقيق وللمنطقة ككل”.
وكان المغرب قد استضاف منذ 5 مارس الماضي محادثات الحوار الليبي، التي جرت تحت إشراف الأمم المتحدة، بين أطراف الأزمة الليبية (برلمان طرابلس، برلمان طبرق وبعض المستقلين).