جسر الفنون أو ممر الفنون هو جسر يعبر نهر السين في وسط باريس، بني لأول مرة ما بين عامي 1801 و 1804 .كان مكوناً من 9 أقواس، وسجل جسر الفنون تراث وطني في 15 مارس 1975 ، ولكنه تصدّع في 1976 نتيجة القدم والقصف في الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية ، فسقطت منه أجزاء في 1979 وقامت بلدية باريس بإعادة بنائه في الفترة من 1981 حتى 1984 وتم مراعاة المخططات الأصلية للمعماري الذي خططه أول مرة لكن بتقليص عدد الأقواس إلى سبعة.
والجسر الحالي ما هو إلا نسخة طبق الأصل عن الجسر الذي تم بناؤه في 1804 بفارق بسيط وهو عدد الأقواس الذي أنخفض من 9 إلى 7، وهو مخصص للمشاة وليس للسيارات و في البداية كان المارة يدفعون مبلغاً مالياً للعبور، لكن لا يتم حالياً تقاضي قيمة مالية للعبور.
ويقع الجسر في العاصمة الفرنسية، ويقطع نهر السين في الدائرتين الباريسيتين ، الأولى والسادسة، ويقيم على يمينه معهد فرنسا بأكاديمياته الخمس، بينما يشمخ على يساره، بكل هدوء ورزانة، متحف اللوفر بروائعه الفنية ومقدساته الأثرية التي تسرد قصص حضارات بشرية مهمة تعود الى قرون عديدة مضت.
وجدد الجسر على مراحل كثيرة، كان آخرها في سنوات الثمانينات من القرن الماضي (في الفترة ما بين 1981 و1984)، وذلك من قبل المهندس المعماري لويس آراتش ، ثم دشنه الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، الذي كان وقتها، رئيس بلدية باريس.
طارت شهرته إلى أنحاء العالم كافة ليلحق بركب أهم الجسور في العالم، ذلك بفضل تحوله منذ سنة 2008 جسراً للمحبين والعشاق، الذين يفدون إليه ، من كل صوب، ليضعوا على سياجه البرونزي، أقفالا من حديد. فيسطروا خلالها مع كل قفل يغلق وترمى مفاتيحه في مياه نهر السين “المخضرة” التي تجري أسفله، كتاباً عذباً عن حلم قلبين عشيقين في حب أبدي.
ويعلق الأزواج والعشاق على شبابيك شرفات جسر الفنون أقفالاً ويكتبون عليها أسماءهم – فهي أقفال الحب لديهم، وهذه الأقفال مكتوب عليها أسماء العشاق بالحبر الدائم أو منقوشة على المعدن مباشرة والتاريخ الذي علقت فيه وأقفلت وأحياناً رسالة صغيرة.
لا أحد يعرف أصل تلك الظاهرة في باريس، ولا من كان وراءها لكن بريق الأقفال الملونة والمخطوط عليها حروف العشاق الأولى، أو تاريخ ومكان لقائهم، بلغات عدة، صار يشهر ويعنون سمعة وقصص الجسر، في الداخل والخارج. ولم تخف بلدية باريس، في العام 2010، رغبتها نزع الأقفال من الجسر، بغرض “حماية التراث”، لكن، فجأة، وفي ظروف غامضة، اختفى نحو 2000 قفل من مجموع تلك الأقفال، ولم يعرف أحد، ولا حتى أجهزة الأمن من وراء تلك العملية، أو من منفذها.
وانتشرت عادة أقفال الحب إلى جسور أخرى كجسر ليوبولد سيدار سنغور وجسر المطرانية، ثم انتشرت في أوروبا الغربية بعد عام 2000، وهذه العادة موجودة أيضاً في الصين.
قررت بلدية باريس في 2014 نزع أقفال الحب وذلك للثقل الكبير الذي تكونه هذه الأقفال على الجسر وبذلك تهدد بسقوطه، وبدأت عمليات النزع في أول يونيو 2015، وفي نفس الوقت قامت باستدعاء الفنان الفرنسي من أصل تونسي إل سيد للرسم بالجرافيتي والخط العربي عليه في مكان الأقفال.