تعتبر ظاهرة العنف ضد الاطفال هى نتيجة لعدد من المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التى مر بها المجتمع المصرى عبر السنوات الماضية، حيث انعكست الطاقة السلبية المتكونة نتيجة حالات الصراع والاحباط لدى الاسرة والقائميين على مؤسسات الدولة على الطفل سواء كان ذلك بشكل مباشر فى صورة الايذاء البدنى والنفسى او بشكل غير مباشر فى صورة نقص الخدمات او اهمال الرعاية.
وقد بدأت جهود المجلس القومي للطفولة والأمومة في مجال الرصد والتصدي للعنف ضد الاطفال من خلال انشاء خط نجدة الطفل كاحد اليات الرصد والتدخل لحالات العنف الموجه للاطفال، هذا بالاضافة الى اجراء مسح بعدد من المحافظات لرصد حالات العنف ومصادره وتصيفاته، و اصدار تعديلات قانون الطفل 126 لسنة 2008 مؤكداً على اهداف الاتفاقية من خلال سن مجموعة من القوانين التى تجرم كافة اشكال العنف الموجه ضد الطفل وتضع عقوبة رادعة لمرتكبيه، هذا بالاضافة الى اصدار المجلس الخطة القومية بهدف القضاء على العنف ضد الأطفال.
ومن هذا المنطلق يهتم المجلس القومى للطفولة والأمومة باعتباره الجهة الرسمية المعنية بقضايا الطفولة بالأسرة والطفل مؤكداً أن حماية الطفل جزأ لا يتجزأ من العمل التنموي كما أنه يعكس توافقاَ إنسانيا وأخلاقياَ مع سائر قطاعات المجتمع وذلك لبناء عالم جدير بالأطفال تتوافر فيه الحماية لجميع الأطفال بشكل خاص والأسرة بشكل عام على أن يحظي الجميع بالمحبة والاحترام فى مجتمع يستطيعوا فيه التطور والنماء بشكل سوي وصحي وأن يشارك جميع أفراد المجتمع فى رعاية الأطفال وتنميتهم والوعى بأهمية القضية وخطورتها وما يترتب عليها من التسرب من التعليم وعمالة الأطفال والخروج الى الشارع وخلافه .
ونظراً لكون المؤسسة التعليمية هى المؤسسة الموكل اليها تزويد الطفل بالعلم والثقافة وكذلك الاداب والسلوكيات العامة، وتنمية مهاراته وتعديل سلوكياته حيث تملك القدرة على اعطاء الطفل النموذج السليم للدور المتوقع له كشخص فاعل فى المجتمع، فقد تلاحظ غياب هذا الدور خلال السنوات الاخيرة مما ادى لارتفاع ملحوظ فى حالات العنف داخل المدارس سواء كانت بين الاطفال وبعضهم البعض او من قبل القائمين على العملية التعليمية تجاه الاطفال.
اصدر المجلس تقريرا وتحليلا لما تعرض له الأطفال ن عنف مدرسي خلال عام 2014 أوضح فيه:
تصدرت بلاغات الاطفال فى الفئة العمرية من 7 الى 12 عام المرتبة الاولى بنسبة 66%، بينما جاءت بلاغات الاطفال فى الفئة العمرية من 13 الى 18 فى المرتبة الثانية بنسبة 24%، وجاءت فى المرتبة الثالثة والاخيرة بلاغات الاطفال فى المرحلة العمرية اقل من 7 سنوات بنسبة10%.
تصدرت بلاغات العنف المدرسى فى محافظة القاهرة المرتبة الاولى بنسبة 31%، بينما جاءت محافظة الجيزة فى المرتبة الثانية بنسبة 15%، وجاءت محافظة الاسكندرية فى المرتبة الثالثة بنسبة 11%، وفى المرتبة الرابعة كانت محافظة القليوبية بنسبة 6%، وفى المرحلة الخامسة كانت بلاغات محافظات (البحيرة –الدقهلية –الغربية ) بنسبة 4%، وجاءت فى المرتبة السادسة بلاغات محافظة سوهاج بنسبة 3%، ثم بلاغات محافظات ( السويس –المنوفية –المنيا-الشرقية-دمياط-قنا) بنسبة 2%، ثم بلاغات محافظات ( اسوان –اسيوط-الاسماعيلية-البحر الاحمر-بنى سويف-كفرالشيخ) بنسبة 1%.
تصدر العنف البدنى المرتبة الاولى ببلاغات العنف المدرسى بنسبة 63%، بينما جاء العنف المعنوى فى المرتبة الثانية بنسبة 29%، وفى المرتبة الثالثة كانت بلاغات العنف الجنسى بنسبة 6%، والعنف اللفظى بنسبة 2%.
تصدر العنف المدرسى المرتبة الاولى بمرحلة التعليم الابتدائى بنسبة 69%، بينما جاء العنف فى المرحلة الاعدادية بنسبة 23%، وجاء العنف فى المرحلة الثانوية بنسبة 8%.
تصدرت الام المرتبة الاولى فى جهات الابلاغ عن العنف داخل المدرسة بنسبة 48 % بينما جاء الاب فى المرتبة الثانية بنسبة 33 %، وفى المرتبة الثالثة جاء افراد اخرين بنسبة 11 % وجاء الطفل نفسه كجهة للابلاغ بنسبة 2% وكذلك الخال والعم بنسبة 2%.