قال المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك رياض منصور، في رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن ، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة إن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ، طالت الرجال والنساء والأطفال والمعوقين والمرضى وكبار السن، في انتهاك جسيم للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وأضاف منصور أن قوات الاحتلال الإسرائيلي واصلت اعتداءاتها ضد المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال والمتظاهرون السلميون، حيث قامت يوم الأربعاء الماضي خلال توغلها في مدينة جنين ومخيمها بقتل شاب فلسطيني ، لدى خروجه من المسجد ، فضلا عن محاولتها اختطاف جريحين كانا يتلقيان العلاج في مستشفى بيت جالا.
وأضاف أن قوات الاحتلال تواصل، أيضا، إطلاق النار على الصيادين والمزارعين في قطاع غزة، ما تسبب في إصابات وتدمير شبكات ومعدات وقوارب الصيد التي تشكل سبل العيش لعدد كبير من الأسر في القطاع، وفي الضفة الغربية، لا يزال المدنيون الفلسطينيون يعانون من الهجمات والاعتداءات من قبل المستوطنين المتطرفين كما أن الغارات العسكرية مستمرة بهدف متعمد لاختطاف واعتقال واحتجاز المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك الأطفال، حيث تم في الفترة الأخيرة اعتقال العشرات من المدنيين الفلسطينيين.
وتطرق منصور إلى المعاملة الجسدية والنفسية السيئة التي يتعرض لها الأسرى والمعتقلون في السجون الإسرائيلية بما في ذلك التعذيب، وإلى معاناة المعتقلين الإداريين الذين يبلغ عددهم حاليا 450 فلسطينيا، كما تطرق إلى محنة الأطفال الفلسطينيين في السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية، الذين يتم اعتقالهم في جوف الليل ويتعرضون للضرب والاستجواب ولصدمات نفسية شديدة، مشيرا إلى تقارير من عدة منظمات غير حكومية حول الفظائع التي يتعرض لها الأطفال الفلسطينيون.
وشدد على أن هذه الحقائق المروعة، جنبا إلى جنب مع الجرائم الإسرائيلية الأخرى التي لا تعد ولا تحصى ضد الأطفال الفلسطينيين، يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار بشكل جدي في سياق جلسة مجلس الأمن المقبلة حول تقرير الأمين العام عن الأطفال والصراعات المسلحة، بهدف النظر في الوسائل اللازمة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية الفظيعة ضد الأطفال الفلسطينيين وتوفير الحماية لهم في جميع الظروف، ومساءلة مرتكبي هذه الانتهاكات.
وبين أن الفترة الأخيرة شهدت استمرار الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في جميع أنحاء دولة فلسطين المحتلة، خاصة في القدس الشرقية وحولها، بما يقوض تواصل وسلامة الأراضي الفلسطينية ويدمر حل الدولتين على أساس حدود ما قبل عام 1967، كما تواصل إسرائيل بناء الجدار والاستيلاء على الأرض الفلسطينية، وهدم المنازل والممتلكات، والتهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين.
وأكد المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك رياض منصور أن “العمل الجماعي الدولي مطلوب الآن لإرغام إسرائيل على الامتثال لالتزاماتها القانونية بموجب القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ولحماية الشعب الفلسطيني، حتى يتم إنهاء الاحتلال ولإنقاذ آفاق حل الدولتين من أجل السلام قبل فوات الأوان”.