تمتزج الكوميديا بالتراجيديا، المواقف الإنسانية بالصراعات والمشاكل، الحب والرومانسية بالكراهية والحقد، في أولى بطولات النجم حمادة هلال في التليفزيون “ولي العهد” من تأليف أحمد محمود أبو زيد، وإخراج محمد النقلي، والذي تعرضه “MBC مصر” حصرياً في رمضان. تتشعب أحداث العمل، ليطرح قضايا وموضوعات متعددة مأخوذة من الواقع، ويعالج مسألة الصراع على الإرث، حين ترجح كفة الطمع والانتهازية على العلاقة المتينة والمحبة المتبادلة بين الإخوة، وذلك في 30 حلقة تجمع نخبة من الممثلين والنجوم منهم حمادة هلال، ولوسي، وعلا غانم، وياسر جلال، وريم البارودي، وإدوار، ومي سليم، ويوسف فوزي، وانتصار، وهبه مجدي، ومي القاضي، وأحمد عصام، وكريم أبو زيد، ومحمد عبد الحافظ، والقدير عبد الرحمن أبو زهرة. وكان “ولي العهد”، أول الأعمال الجاهزة للعرض في رمضان، إذ انتهى المخرج محمد النقلي من التصوير قبل نحو شهرين من الموسم الرمضاني، بدأ بعده عمليات المونتاج والميكساج.
يعد “ولي العهد” أول بطولة لحمادة هلال في الدراما، إثر سلسلة من البطولات السينمائية، وبعدما شارك قبل أكثر من 16 عاماً في الدراما الاجتماعية “بدارة”. وهو يجسّد فيه شخصية خالد، الابن الوحيد لـ “أبو حطب” (عبد الرحمن أبو زهرة) الذي انتظر ولادته سنوات طويلة، وتزوّج من “جليلة” (لوسي) لتنجب له الولد الموعود، بعدما فقد الأمل في أن يرزق بصبي من زوجته الأولى التي أنجبت له فتاتين. وبالفعل، وضعت “جليلة” بعد فترة قصيرة من الزواج، ولي العهد خالد، وفتاتين أيضاً. يحاول الشاب أن يحفظ العهد الذي قطعه لوالده، وهو أن يقوم بالاهتمام بشقيقاته إثر وفاته. وينعكس اهتمامه المتزايد بهنّ إلى مشاكل مع زوجته “ندى” (مي سليم)، كما يحاول التصدي لأطماع عمّه الذي يسعى إلى الاستيلاء على الميراث.
يقول حمادة هلال يتميز العمل بتوافر عناصر النجاح من نص جيد وحبكة درامية متماسكة وإخراج قوي، بالإضافة إلى مجموعة من أفضل الممثلين إلا أن كل شيء هو توفيق من الله، لكنني أجتهد وأحرص على تقديم عمل جيد بكل المقاييس، وتحمل فكرة متماسكة ومعالجة مشوقة”
وأضاف هلال : الجمهور اعتاد متابعتي في السينما خلال السنوات الأخيرة، لكنني سأدخل في “ولي العهد” إلى البيوت لمدة 30 يوماً متتالياً في الشهر الكريم، ويجب أن نراعي فيما نقدمه هذا الأمر
مشيرا إلي ان أحمد أبو زيد، كتب قصة بها أحداث كثيرة مشوقة، وجمع بين الكوميديا والتراجيديا و”الأكشن” والرومانسية، والمخرج محمد النقلي رجل مخضرم في عمله، وناجح”، معرباً عن اعتزازه في التعامل معهما. وعن سبب موافقته دخول التلفزيون الآن، يجيب أن “موافقتي على “ولي العهد”، سببها النص المتماسك والفكرة الجيدة، كما استشرتُ أصحاب الخبرة، فشجعوني على دخول التجربة”، لافتاً إلى “أنني تلقيت سابقاً عروضاً، لن أقول بأنها ليست جيدة لكنني لم أجد نفسي فيها. وعن مشاركته البطولة مع الفنانة لوسي، يثني هلال على “كل النجوم الذين يقف معهم في المسلسل، لاسيما لوسي، فهي من الأشخاص الذين استفدت منهم كثيراً، وهي ممثلة وإنسانة رائعة، تعرف كيف تحضّر جيداً لعملها، وكيف تساعد العاملين معها على إخراج طاقاتهم ومواهبهم. كما أوجّه كلمة شكر إلى كل الممثلين وفريق العمل،
من جهة أخرى، يشهد العمل عودة لوسي – المقلّة في إطلالاتها الدرامية- إلى الشاشة الصغيرة، وذلك بعد غياب دام أربع سنوات منذ مسلسل “سمارة”. تقدم الممثلة والفنانة المخضرمة شخصية “الحاجة جليلة”، وهي والدة “ولي العهد”. وتعلّق قائلة: “العمل فيه قسوة وحب وخير وشر، وهو عبارة عن مرآة للواقع وما فيه من مشاكل وضحك وصراعات ورومانسية وحزن، لكن في مكان ما نريد أن نؤكد للجمهور، أن العدل يجب أن يكون فوق الجميع”. وتلفت إلى أن “المسلسل يناقش قضية الإرث، وكيفية تطبيق الشرع وألا ننساق خلف الأمور الدنيوية والطمع، فتكسر الشرع وتخالف الدين”. وتشرح عن دورها قائلة: “أقدم شخصية زوجة الأب، لكنها في هذا العمل لا تجسّد الصورة النمطية المعروفة عنها، وهي القاسية والوصولية والأنانية والحاقدة على أبناء زوجها، وهي مزيج من القسوة والطيبة معاً
وتضيف لوسي: “غبت أكثر من 3 سنين بعد مسلسل “سمارة”، لم أشارك خلالها في أي عمل، لأن الأسلوب الذي يتعامل به بعض المنتجين والمخرجين، لا تليق بتاريخ فنانة أمضت 20 سنة في السينما والتلفزيون”.
أما المخرج محمد النقلي فيقول: “حمادة هلال فاجأني بأنه ممثل حقيقي وقوي، وهو يقف أمام عمالقة تمثيل، وقد استطاع أن يملأ المكان فعلاً”. وعن اختياره موضوع المسلسل يقول: “تصبّ أعمالي دائماً في هذا المكان، الذي يهم الأسرة ويمس حياة كل الناس”، لافتاً إلى أن “ولي العهد”، يجمع الابتسامة البسيطة والتراجيديا، والصراع على الإرث وما يسببه ذلك من تنافس وتطاحن بين الاخوة