قال الكاردينال ليوناردو ساندري فى ختام زيارته للعراق “إن الكنيسة تكون ذاتها عندما تعكس نور المسيح القائم من الموت: فهي لا تملك نورها الخاص، ولا يمكنها أن تقدم شيئاً للبشرية التي تحج على الأرض سوى المسيح القائم من الموت، فهو وحده القادر على إنارة الظلمات والأماكن المهجورة والمقفرة”.
وأضاف مخاطباً أساقفة العراق خلال اجتماعهم مع أعضاء جمعية رواكو، في ختام زيارته إلى العراق، “لقد رأيت خلال هذه الأيام بعض علامات هذا النور في كنائس العراق، كما ولمست لمس اليد التكرس والاهتمام البطولي للعديد من الكهنة: رعاة صالحون بالفعل! لم يهربوا بل لازموا قطيعهم؛ لقد تأثرت أيضاً بالشركة العميقة بين كهنة مختلف الكنائس المسيحية الذين يعملون معاً بمحبة، وينظمون مع العلمانيين الملتزمين نشاطات لمساعدة اللاجئين، والاهتمام ببرامج التنشئة في المدارس والرعايا”.
وتابع الكاردينال “صحيح أن الظروف مأساوية وقد نشعر أحياناً بالعجز والضعف، لكنها تجربة يمكننا أن نتغلّب عليها لأن الرب معنا، وبالتالي ينبغي علينا أن نطلب منه أن يذّكرنا على الدوام بأنه وإن عصفت العواصف بسفينة الكنيسة وتخبّطت بين الأمواج فلن نغرق أبداً لأنه معنا ولن يتركنا بالرغم من قلّة إيماننا أحياناً، وهذا ما ذكرني به اللاجئون الذين زرتهم”.
وكان الكاردينال ساندري قد بدأ زيارة إلى العراق في الأول من أيار الحالي، حيث جال على العديد من المناطق، بدءاً من العاصمة بغداد، محطته الأولى، إلى أربيل ودهوك، التقى خلالها رئيس الجمهورية العراقية ورئيس الوزراء العراقي، وكذلك رئيس حكومة إقليم كوردستان العراق، والعديد من الشخصيات العامة، إضافة إلى بطاركة وأساقفة الكنائس، والجماعات المسيحية والعديد من النازحين، الذين وصفهم “بالمؤمنين الذين يواجهون المحن والاضطهاد”.
وافتتح رئيس مجمع الكنائس الشرقية خلالها عيادات البعثة البابوية في أربيل، ورافق جمعية الكاريتاس في العراق على توزيع المساعدات الإنسانية للعائلات النازحة من الأنبار، مبدياً إعجابه الشديد بالجهود المبذولة لمساعدة المحتاجين من جميع مكونات المجتمع العراقي على اختلاف دياناتهم. كما زار نيافته المتحف العراقي، وشارك في العديد من الاحتفالات الدينية في مختلف المناطق.
هذا و كان قد استقبل رئيس الجمهورية العراقية فؤاد معصوم، يوم الاحد الماضى في العاصمة بغداد، الكاردينال ليوناردو ساندري، رئيس مجمع الكنائس الشرقية في الفاتيكان، وبحث معه أوضاع المسيحيين العراقيين ودعم جهود العراق لتنظيم مؤتمر دولي لمساعدة النازحين، مجدداً دعوته إلى البابا فرنسيس لزيارة العراق في الفترة المقبلة.
وأكد معصوم وفقاً للبيان الصادر عن رئاسة الجمهورية، أن “اهتمام العراق بالمسيحيين هو اهتمام عميق بهم كمكون أصيل وأساسي ومعطاء من مكونات الشعب العراقي”، معتبراً أن “هذه الخصوصية هي سبب استهدافهم من قبل تنظيم داعش الإرهابي الذي لا يفرق بين مكون عراقي وآخر في جرائمه التي طالت الأيزيديين والمسيحيين والمسلمين بكل طوائفهم دون تمييز”.
وأوضح الرئيس العراقي خلال اللقاء أن “العراق يحرص أشد الحرص على ممارسة المسيحيين العراقيين لشعائرهم بحرية تامة”، داعياً إلى “عودة كافة المدارس المسيحية بما فيها تلك المخصصة لتدريس العلوم الدينية إلى ممارسة نشاطاتها المعتادة”.
من جانبه، أشاد الكاردينال ساندري بـ”التسهيلات التي تقدمها الحكومة العراقية للمسيحيين وبالدعوة الموجهة إلى البابا فرنسيس” لزيارة العراق، مجدداً “التزام الفاتيكان بدعم جهود العراق لحل مشكلة النازحين”، وذلك بحسب بيان رئاسة الجمهورية العراقية.