دعت الأمم المتحدة إلى تمكين الصحافة من الإزدهار في ظروف مواتية و أجواء آمنة تتيح للصحفيين العمل بإستقلالية و بدون تدخل لا مسوغ له في عملهم.و أكدت الأمم المتحدة أن حرية التعبير والصحافة ليست “من الكماليات التي يمكن الإستغناء عنها” و أنها محورية لبناء التنمية المستدامة فهذه الحرية تتيح التمتع بجميع حقوق الإنسان و هي بالتالي “ضرورية لتحقيق الحكم الرشيد و سيادة القانون”. وفي رسالة مشتركة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة ، الذي يصادف الثالث من مايو، دعا كل من الأمين العام للأمم المتحدة و المديرة العامة لليونسكو ومفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى مضاعفة الجهد من أجل تعزيز حماية الصحفيين ووضع حد للإفلات من العقاب إزاء الإعتداءات المروعة التي تطال الصحفيين حيث يشهد كل أسبوع مقتل صحفي في مناطق النزاع و المناطق الخالية من النزاع. كما دعا المسئولون الأمميون إلى مواصلة السعي لتمكين الجميع من حرية التعبير عن آراءهم و إسماع أصواتهم سيما النساء اللاتي لا يزلن غير ممثلات تمثيلا كافيا في جميع وسائل الإعلام رغم مرور 20 سنة على إعتماد إعلان و منهاج عمل بيجين.
وتحتفل اليونسكو هذا العام باليوم العالمي لحرية الصحافة في ريجا بجمهورية لاتفيا، بتنظيم مؤتمر يمتد يومين وتسليم جائزة اليونسكو/جييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة ، في حين ستُقام احتفالات وطنية في حوالى 100 بلد في جميع أنحاء العالم. وتركّز اليونسكو في اليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام على الحاجة إلى “الصحافة جيدة” وإلى إعداد تقارير دقيقة ومستقلة لا تزال مسألة تشغل الوسط الإعلامي المتغيّر بفعل التطورات التكنولوجية والاقتصادية، عدم التوازن بين الجنسين في الإعلام رغم مرور 20 عاما على إعلان ومنهاج عمل بيجين للتغيير.. فقليلة هي النساء اللواتي يستطعن شغل مناصب المسؤولية أوصنع القرار في وسائل الإعلام، لذلك، فإنّ أكثر من نصف المتحدثين في المؤتمر سيكونون من النساء المحترفات في مجال الصحافة اللواتي يشغلن مناصب تنفيذية في جميع أنحاء العالم. وأيضا تركز اليونسكو على السلامة الرقمية، وهو موضوع يزداد أهمية إذ إنّ الاتصالات الرقمية تجعل من الصعوبة بمكان على الصحفيين حماية أنفسهم ومصادرهم. وخلال المؤتمر، ستُطلق اليونسكو دراسة بعنوان بناء السلامة الرقمية من أجل الصحافة، وهي دراسة تحلّل التهديدات الرقمية الأساسية التي تواجه الصحفيين ومصادرهم، وهذه الدراسة هي الأحدث ضمن سلسلة منشورات اليونسكو المُصمَّمة لمساعدة الصحفيين في تحسين سلامتهم المهنية.
كما سيتم بالمناسبة تسليم جائزة اليوم العالمي لحرية الصحافة إلى الصحفي السوري المسجون مازن درويش، وذلك في إطار حفل يُقام بحضور أندريس برزين، رئيس لاتفيا وسيكون الفائز بهذه الجائزة ممثلا بزوجته الصحفية يارا بدر، التي تشغل أيضا منصب مدير المركز السوري للإعلام وحرية التعبير والتي حازت على جائزة (إلاريا ألبي) لعام 2012 المخصصة للصحفيات الشجاعات.