أكد فتحي الدبابي مدير المركز الإعلامى للأمم المتحدة بالقاهرة أن “إنعقاد المنتدى المصرى الحضرى الأول هو حدث ديمقراطى بالدرجة الأولي حيث أنه يمثل فرصة للحوار بين المسئولين الحكوميين والمواطنين من خلال الجمعيات الأهلية والخبراء، وهو إذ يتيح للحكومة شرح ما تقوم به في كل مجالات التطوير الحضرى، فهو يمكنها أن تسمع آراء المواطنين فيما تقوم به وأوجه القصور فيه، وإذا لم يكن المنتدى إطاراً لصنع القرار ، فهو يمثل مصنعاً للأفكار التى قد تشكل قرارات الحكومة فيما بعد” .
وأكد الدبابى على أن المسئولية الأولي في النهوض بهذه المناطق تقع على عاتق الدولة والمجتمع في مصر. جاء ذلك خلال المؤتمر الذى عقده أخيراً شركاء التنمية للبحوث والاستشارات والتدريب، وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في مصر ووزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية بمقر المركز الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة؛ بهدف تعريف المشاركين من ممثلي الأجهزة الإعلامية المختلفة بالمنتدى المصرى الحضري الأول المقرر عقده في الفترة من 14-16 يونيه المقبل بالقاهرة، بحضور فريق عمل المنتدى الحضري المصري الأول.
أفتتح المؤتمر فتحي الدبابي مدير المركز الإعلامى للأمم المتحدة الذى أكد أهمية موضوع المنتدى، وهو أوضاع المدن في مصر، وانتقل الحديث إلى الدكتور مصطفى كامل السيد- أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والمدير التنفيذي لشركاء التنمية، الذي عرض الفكرة الأساسية للمنتدى والأهداف المرجوة منه.
كما شرح الدبابى ما قام به شركاء التنمية من تنظيم لقاءات مع من يهمهم أمر المنتدى من ممثلين للأجهزة المحلية والجمعيات الأهلية والإعلاميين في محافظات شمال الصعيد والإسكندرية وغرب الدلتا ومطروح، ومحافظات البحر الأحمر وسيناء وشرق الدلتا، وكذا مع منظمات المرأة والشباب والمهتمين بالحفاظ على التراث الحضرى لمصر.
كما بين أهداف المنتدى الحضري المصري التى تتمثل في تعزيز الأطر المؤسسية العاملة على التنمية والتطوير الحضريين على المستوى الوطني، وإلى دمج وتمثيل مصر في المشهد الحضري العالمي. ويمثل عقد هذا المنتدى فرصة فريدة من نوعها لاجتماع أكثر من 500 مشارك يمثلون الأجهزة الحكومية المصرية، صناع القرار، المجتمع المدني؛ شركات القطاع الخاص، وأكثر من 50 منظمة وشريك إقليمي ودولي بالإضافة إلى نخبة من الخبراء والباحثين والأكاديميين ذوي الخبرة في مجال التطوير الحضري؛ لمناقشة سياسات مصر الحضرية والقضايا المرتبطة بها وكيف يمكن بلورة أجندتها في المستقبل. كما يهدف إلى الخروج بوثيقة تعكس واقع المشكلات والقضايا الحضرية وتوصيات عملية للتطبيق لعرضها في المنتدى الحضري العالمي المقرر عقده في الإكوادور في يونيو 2016.
وعلى خطى المنتدى الحضري العالمي، سوف ينقسم المنتدى الحضري المصري الأول إلى عدد من الجلسات النقاشية، والمعرض، وأنشطة جانبية، وجولات ميدانية؛ وذلك على مدار ثلاثة أيام متواصلة؛ ضمانًا لتبادل الخبرات والانخراط في حوار شامل وفتح آفاق التشبيك والتعاون بين الفاعلين المختلفين.
ويتناول المنتدى عددًا من القضايا التي يمكن تصنيفها ضمن خمسة موضوعات كبرى على النحو التالي: التخطيط والتجديد الحضري، والحوكمة الحضرية، و توصيل الخدمات، والإسكان، والاقتصاد الحضري.
وأستعرضت دلفين الدحداح- مستشارة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في القاهرة- الموقع الإلكتروني للمنتدى المصري الحضري الأول ، والذي يمكن مطالعته عبر الرابط http://www.egypturbanforum.com/، وإلى جانب مناقشة هذه الموضوعات الخمس فى جلسات متوازية والتى تقتصر على المهتمين بكل موضوع، سيلتقي كل المشاركين في جلسات عامة سوف تتطرق لمناقشة عدد من القضايا الكبرى منها المشروعات القومية كتوسيع قناة السويس وتنمية إقليم قناة السويس والعاصمة الإدارية المقترحة وأثر ذلك على أوضاع الحضر في مصر، وبلورة إستراتيجية حضرية شاملة لمصر، والحفاظ على هوية مدنها وإرثها الحضارى، ومساهمة التعاون الإقليمي والدولي في النهوض بالحضر في البلاد.
جدير بالذكر أن برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) بدأ عمله منذ عام 1978 لتقديم المأوى للاجئين والمستوطنات بعد اجتماع في مدينة فانكوفر والذي عرف بالموئل الأول؛ وفي ذلك الحين كانت عملية التحضر وتأثيراتها مدرجة على قدر قليل من الأهمية في أجندة عمل منظمة الأمم المتحدة؛ وذلك نظراً لوجود ثلثي سكان العالم ممن لا يزالون يعيشون في مناطق الأرياف. وخلال الفترة ما بين الأعوام 1978-1997، كان هنالك دعمً ضعيف للبرنامج كما أن المهمة لم تكن مركزة بشكل كافٍ، حيث قام البرنامج بالنضال لوحده تقريباً ما بين المنظمات متعددة الأطراف بغية مكافحة نشوء المشكلات الناجمة عن النمو الحضري الهائل أو التقليل من وطأتها، وتحديداً ذلك النمو الحاصل في مدن العالم النامي.
إلا أنه وخلال الفترة ما بين الأعوام 1997-2002، والتي تحول بها نصف سكان العالم إلى المناطق الحضرية، فقد عمل البرنامج على تنفيذ عملية إنعاش رئيسية باستخدام خبرته لتحديد الأولويات الناشئة لإيجاد التنمية الحضرية المستدامة ولإيجاد الإصلاحات اللازمة، كما اتبع البرنامج في عمله خلال هذه الفترة كلاً من أجندة عمل الموئل بالإضافة إلى إعلان الألفية.