أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أجرى،، مباحثات هاتفية مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وذلك بعد إعلان الرياض أن الملك قرر عدم المشاركة في القمة الأمريكية الخليجية المقررة هذا الأسبوع في كامب ديفيد.
وقال البيت الابيض إن العاهل السعودي عبر لأوباما عن أسفه للغياب عن القمة، وإن الزعيمين استعرضا جدول أعمال الاجتماع الذي سيعقده اوباما مع زعماء خليجيين.
وذكر مسؤولون أمريكيون في مؤتمر صحفي عبر الهاتف أن القمة ستتضمن إعلانا بشأن تكامل منظومة دفاعية ضد الصواريخ طويلة المدى، بالإضافة إلى إجراء المزيد من المناورات العسكرية لمواجهة التحديات المتعلقة بالملاحة ومكافحة الإرهاب والدفاع الجوي والصاروخي.
وأضاف المسؤولون أن الزعماء سيبحثون أيضا سبل العمل سويا لتعزيز البنية التحتية للحكومات في مواجهة منفذي الجرائم الإلكترونية.
وقال البيت الأبيض إن بيانا سيصدر عن القمة يحدد التزامات جميع الأطراف الأمريكية والخليجية.
يذكر أن الملك سلمان قرر إيفاد ولي عهده الأمير محمد بن نايف لحضور القمة الخليجية الأمريكية في كامب ديفيد.
ثار جدل حول غياب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز عن قمة لقادة دول الخليج العربي يستضيفها الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
ويثير غياب الملك سلمان مخاوف من أن الدول الخليجية العربية – التي تشعر باستياء مما تعتبرها لامبالاة أمريكية إزاء التدخل الإيراني في العالم العربي – قد لا ترحب بأي اتفاق نووي مع طهران.
وقال البيت الأبيض إن السعودية لم تعبر عن أي بواعث قلق بشأن جدول الأعمال القمة سواء قبل أو بعد أن غيّر العاهل السعودي خططه وقرر عدم الحضور.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست إن الولايات المتحدة واثقة من أن المسؤولين السعوديين الذين سيحضرون سيكونون قادرين على تمثيل بلدهم وتنفيذ أي قرارات تتخذ أثناء الاجتماعات.
وأضاف أن اوباما لم يتحدث مع العاهل السعودي الملك سلمان لكن من المرجح أن تسنح له الفرصة لعمل ذلك قبل القمة.
وأعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ان قرار العاهل السعودي الملك سلمان عدم حضور قمة كامب ديفيد ليس مؤشرا على أي خلاف مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وصرح الجبير في السفارة السعودية في واشنطن أن غياب الملك سلمان “ليس مرتبطا بأي شكل من الاشكال بأي خلاف بين البلدين”.
ووصف محللون ودبلوماسيون في الشرق الأوسط قرار الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز عدم السفر للمشاركة في قمة كامب ديفيد هذا الأسبوع بأنه نوع من التجاهل للقمة رغم نفي مسؤولين أمريكيين وبعض المطلعين السعوديين لذلك.
وأعلنت الرياض الأول عدم مشاركة الملك سلمان في القمة بعد يومين فقط من تصريح البيت الأبيض بأنه سيحضر قمة مجلس التعاون الخليجي الذي تشك بعض الدول الأعضاء فيه في التزام أوباما بمواجهة الدعم الإيراني لفصائل شيعية في المنطقة.
ويمثل ولي العهد الأمير محمد بن نايف، وله علاقات قوية بالكيانين السياسي والأمني الأمريكيين، السعودية في القمة التي ستعقد في 13 و14 مايو كما سيشارك فيها أيضا الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد ووزير الدفاع.
وتشكو السعودية منذ سنوات من أن واشنطن لا تأخذ مخاوفها مأخذ الجد. وتعتقد أن تركيز الولايات المتحدة على حل الخلاف بشأن البرنامج النووي الإيراني صرفها عن مشكلات أكثر إلحاحا.
وتعتقد الرياض ان دعم إيران لفصائل في لبنان وسوريا والعراق واليمن هو السبب الأكبر لعدم الاستقرار في المنطقة إضافة لكونه يؤجج التوترات الطائفية ويضعف الحكومات القوية ويعزز الجهاديين السنّة.
ويخشى السعوديون أن يعتبر أوباما التوصل إلى تسوية بين القوى العالمية وطهران بمثابة إرثه. ويعتقدون أن مثل هذا الاتفاق الخاص بالبرنامج النووي الإيراني قد يؤدي إلى رفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران من دون تحجيم طموحاتها الإقليمية. ويعتقد الغرب ان البرنامج الإيراني ربما يهدف إلى تصنيع أسلحة نووية فيما تنفي إيران ذلك.
غير ان جمال خاشقجي مدير عام قناة “العرب” التلفزيونية قال إن قرار إنابة الأمير محمد بن نايف والأمير محمد بن سلمان يهدف ببساطة إلى الاسراع بتكليف الجيل القيادي الجديد في السعودية بمهمات.
وقال إن السعودية تدرك أن الولايات المتحدة مهمة وتريد مواصلة العمل معها خاصة في مثل هذا الوقت مضيفا أن السعودية تبذل جهودا لاعادة اعمار رئيسية في المنطقة وهو ما يتطلب دعم الولايات المتحدة.
ويعتقد بعض الدبلوماسيين في المنطقة أن غياب الملك سلمان عن كامب ديفيد والشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين التي تستضيف بلاده الأسطول الخ الأمريكي قد تكون له نتائج عكسية.
وقال دبلوماسي غربي يتمركز في المنطقة “بالطبع هذا -عدم مشاركة الملك سلمان- تجاهل. لا أعتقد أن أوباما سيتحمل ذلك. هو يريد الاتفاق النووي ويعطيه الأولوية”.