أعلن الائتلاف المصرى لحقوق الطفل عن إستمرار معارضته لأى مبادرات تسعى لعزل فئة الأطفال فى الشارع عن مجتمعهم ، وكان الائتلاف قد تلقى ببالغ القلق الخبر الصادر فى جريدة الفجر مؤخرا تحت عنوان ” “حقوق الطفل” تدشن حملة لبناء مدينة متكاملة لأطفال الشوارع ” ويكون ذلك بموجب وثيقة يجمع عليها توقيعات على مستوى الجمهورية أملا فى الاستجابة للحملة من قبل المسؤولين فى الدولة ببناء مدينة لأطفال الشارع .
وقد سبق وعارض الائتلاف المصرى لحقوق الطفل العديد من مثل هذه المبادرات الإقصائية والتى تحرم هذه الفئة من أطفال مصر الذين طالما ظلمتهم السياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية السائدة فى المجتمع المصرى وطالب جميع الأطراف بالعمل على بذل المزيد من الجهود لرفع الوعى المجتمعى تجاههم والتعامل معهم بإعتبارهم ضحايا ومسئولية مشتركة للمجتمع بكل مؤسساته الحكومية وغير الحكومية ، ووقف حملات القبض الجماعى عليهم بإعتبارهم فئات خارجة على القانون والسياق الاجتماعى العام دون النظر إلى الأسباب التى أدت بهم لهذا المصير …
وصرح هانى هلال – أمين عام الائتلاف – بأن مبادرة رئاسة الجمهورية حملت فى طياتها بادرة أمل لتعيد الاعتبار لأطفالنا فى الشارع وتدفع بالجميع للعمل معهم بهدف إستردادهم وكسبهم مرة أخرى فى صفوف باقى أطفال مصر ليتمتعون بكافة حقوقهم وكافة الضمانات الاجتماعية والحقوق لدى وطنهم ، من خلال الوقوف على الأسباب التى أدت لخروج ما يقرب من 80% منهم خارج أسرهم للشارع ، وإعادة تأهيلهم اجتماعيا ونفسيا وتربوياً قبل دمجهم مرة أخرى فى أسرهم وإستمرار متابعهتهم داخل أسرهم …
ووضع برامج تأهيلية شاملة لفئة الـ 20 % الباقية تسعى لتعويضهم الحرمان من عدم وجود الأسرة ، داخل مؤسسات الرعاية الإجتماعية البديلة التابعة للدولة والتى تكفى لإستيعابهم شرط أن تتوافر فيها إجراءات وسياسات الحماية المطلوبة لجذبهم إليها ، وتطوير وتأهيل العقول القائمة عليها …
وختاماً فقد طالب الائتلاف المصرى لحقوق الطفل كافة الأطراف المعنية بهذا الملف بضرورة توخى الحذر فى تناوله ، وخلق حوار مجتمعى يستند على المرجعيات الحقوقية لإستثمار مبادرة رئاسة الجمهورية والاتفاق على مصطلحات وطنية تصف الظاهرة وتضع إستراتيجية وطنية لكسبهم مرة أخرى للمجتمع ، فهو الطريق الذى لا بديل عنه لمواجهة الظاهرة والحد منها ضمن إستراتيجية شاملة لتحسين أوضاع حقوق الطفل فى مصر وإعادتها على رأس أولويات العمل على بناء المستقبل.