وتلفت فؤاد إلى أن الانخفاض في الممارسة سيظل ضعيفا لفترة طويلة بين السيدات في الفئة من 15-49، لأن أغلب السيدات في هذه الفئة قد تم ختانهن بالفعل منذ سبعينيات وحتى تسعينات القرن العشرين، وهذه الفئة ستظل ممثلة داخل المسح الصحي السكاني لسنوات طويلة قادمة.ويوضح المسح انخفاض معدلات الممارسة في المناطق التى ترتفع فيها نسب التنمية في التعليم والمستوى الاجتماعي والاقتصادي للأسر، فتنخفض الممارسة في المدن الحضرية إلى 39% ، مقارنة 65% في الريف عامة و75% في ريف الوجه القبلي، مما يفسر تأثير التطور الاجتماعي بين الأجيال الجديدة كنتيجة مباشرة لزيادة معدلات التعليم والحملات الوطنية ضد جريمة ختان البنات من الحكومة والاعلام والمجتمع المدني وإنفاذ القانون.تضيف فيفيان ، “مناهضة ختان الإناث تتطلب برامج متكاملة تشمل حزمة من التدخلات والخدمات التنموية المتنوعة أهمها التعليم الجيد الذي يهتم بإكساب الأطفال المعلومات العلمية الموثقة والمعرفة الدينية والثقافية الإيجابية ضد إستمرار ختان البنات، ورفع مستوى الوعي والسلوك الصحي”.
و من ناحية أخرى يؤكد المسح انخفاض ملحوظ بين إتجاه السيدات في المطالبة بإستمرار هذه الممارسة الضارة من 82% عام 1995 إلى 58% عام 2014. بينما كشف البحث عن أن 82 % من حالات ختان البنات تتم على يد الفريق الطبي ( الأطباء وفريق التمريض)، بعد أن كانت أغلب الحالات تتم على يد الدايات في السابق، وهي الظاهرة المعروفة بتطبيب ختان البنات، بالمخالفة للقانون وقرارات وزير الصحة ونقابة الأطباء ، وتحت زعم أن ختان البنات ممارسة طبية.كما تقول فيفيان : الفريق الطبي يجري هذه الممارسة من أجل الكسب المادي، وكسب رضاء المجتمع وخاصة في الريف، وإعتقاد بعض الأطباء بأنه واجب ديني ، وتحت الزعم بأن الطبيب يستطيع عمل الختان للبنت في جو صحي وأنه لن يعرض البنت للمخاطر التي قد تحدث من الدايات .وتتابع :ختان البنات ممارسة غير طبية لأنها لم ينص عليها في أي مرجع طبي معترف به، ولا يتم تدريسها لدارسي الطب قبل التخرج أو لطلاب الدراسات العليا، بل على العكس كل المؤسسات الطبيبة ( كليات الطب ووزارة الصحة ونقابة الأطباء والجمعيات الطبية) تؤكد ضرر ختان البنات وتدعو الأطباء إلى ترك هذه الممارسة التي تضر بالصحة النفسية والجسدية للمرأة .
وهذا التحول الخطير و المستمر طوال السنوات العشرين الماضية رغم كل الجهود من قرارات وزارية عديدة لوزارة الصحة و تجريم الممارسة وتدخلات خاصة بتدريب الأطباء و غيره … يتطلب إستراتيجيات جديدة وحازمة فى مواجهة ظاهرة تطبيب هذه الممارسة ، في مقدمتها تفعيل دور وزارة الصحة و نقابة الأطباء فى الرقابة و المتابعة للعيادات الخاصة والمراكز الحكومية، و تفعيل الدور الشعبى و المجتمع المدنى فى هذه الرقابة، الضغط على الجهات الرقابية والقضائية لتفعيل و إنفاذ قانون تجريم ممارسة ختان الإناث.