ألقت السفيرة مرفت تلاوى رئيس المجلس القومى للمرأة – و رئيس الوفد المصرى المشارك فى أعمال الدورة (59) للجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة CSW – كلمة مصر خلال أعمال الدورة ، مؤكدة ان ما حققه مؤتمر القاهرة للسكان والتنمية عام 94 ومنهاج عمل بكين 95، يُعَد علامة فارقة في تاريخ الانسانية بشكل عام، والمرأة بشكل خاص ، لذا نفخر نحن نساء العالم بتلك المكتسبات ، مشيرة الى ان ماتم تحقيقه في هذين المؤتمرين تم بتوافق عالمى مبني على مراعاة التشريعات والقوانين الخاصة بكل دولة، ونأمل أن تحرص الأمم المتحدة وجميع الأطراف على الحفاظ على هذا التوافق.
أضافت تلاوى أنه بمراجعة ما تحقق خلال العشرين عاماً الماضية تبرز المكتسبات التي تم انجازها في العديد من دول العالم وفي مختلف المجالات كالتعليم والصحة والمشاركة السياسية والتشريعات، مشددة على ضرورة الحفاظ على ما تم اكتسابه، والعمل على استكمال المسيرة لتحقيق المزيد ، مشيرة أن مصر قد أحرزت تقدماً ملحوظاً في مجالات عدة، خاصة التعليم حيث تساوت نسب التحاق الفتيات بالمدارس في مراحل التعليم الاساسي بالبنين، وانخفضت نسب التسرب من التعليم، كما ارتفعت نسبة التحاق الفتيات بالتعليم العالي عن البنين، هذا فضلا عن إنشاء مدارس صديقة للفتيات، وفي مجال الصحة انخفضت نسبة وفيات الأمهات ، وكذلك وفيات الاطفال تحت سن الخامسة، وتم توفير التأمين الصحي للمرأة التي تعول أسرة.
وأشارت رئيس المجلس أن دستور مصر الصادر فى 2014 منح المرأة مكتسبات غير مسبوقة تضمن تحقيق المساواة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والمدنية. و تم تخصيص نسبة 25% للمرأة في المجالس المحلية، وتخصيص 70 مقعد المرأة في مجلس النواب ، مضيفة انه في مجال التشريع صدرت عدة قوانين وتشريعات لصالح المرأة منها منح الجنسية لأبناء الأم المصرية، والتمتع بخفض الضرائب للمرأة، وانتفاع أسرة المرأة من معاشها، وإنشاء محاكم للأسرة، وإنشاء صندوق لدفع النفقة عند الطلاق، وقانون الخلع ، وتعديل قانون العقوبات لتجريم التحرش.
وفي مجال مناهضة العنف ضد المرأة أشارت تلاوى أن المجلس القومى للمرأة أعد استراتيجية وطنية لمكافحة العنف ضد المرأة، الى جانب إعداد دراسة لتحديد التكلفة الاقتصادية للعنف ضد المرأة ايمانا بان الاحصاءات هى أفضل وسيلة لإقناع صانعى القرار.
واشارت تلاوى أنه على الرغم من التقدم المحرز المشار إليه، إلا أنه مازالت هناك تحديات تواجه المرأة ، نذكر منها الموروثات الثقافية والعادات والتقاليد الضارة (ختان الاناث – الزواج المبكر)، والفقر، وإرتفاع الأمية، والسياسات الاقتصادية غير المستجيبة للنوع الاجتماعي ، مضيفة انه الى جانب هذه التحديات التقليدية فإن استمرار احتلال فلسطين يتسبب في اضطراب الامن والسلام بالمنطقة ، وهناك تحديات جديدة وخطيرة طرأت على بعض مجتمعاتنا العربية من إرهاب وتطرف فكري وديني متشدد نتيجة التغيرات السياسية التي مرت بها المنطقة، وكانت النساء والاطفال فى مقدمة ضحايا تلك النزاعات المسلحة.
كما شددت تلاوى على أن هذا الوضع الشائك يجب أن يكون من أولويات أجندة العمل المستقبلي، ويتطلب تحالف دولى يهتم ليس فقط بالجانب العسكرى ولكن تكون أولوياته حماية الانسان، ومناهضة جميع أشكال الإرهاب وجميع الجماعات المتطرفة. مؤكدة أن المرأة تحتاج في الدول التي تواجه الإرهاب تضامن دولي ومساندة من الجميع ، مشيرة الى انه يجب التركيز فى أجندة المستقبل على إستكمال تحقيق الأهداف الانمائية للألفية التي لم يتم انجازها وكذا تنفيذ جميع محاور منهاج عمل بكين وذلك بتضمينها في أجندة التنمية لما بعد 2015 ، من حيث وضع سياسات اقتصادية مناسبة يتم توجيهها للفئات الأشد احتياجا وإنشاء آليات تمويلية لا تخضع لتعقيدات البنوك التجارية لرفع المعاناة عن كاهل المرأة الفقيرة ، وزيادة مصادر التمويل للمشروعات التنموية الخاصة بالمرأة ، وأهمية قيام الاعلام والمؤسسات الدينية بنشر الوعي بين النساء والرجال على حد سواء، بهدف تغيير الثقافة التمييزية، فالقضاء على التمييز ضد المرأة هو ضمان تقدم المجتمع وترسيخ الأمن والسلام المجتمعي وتحقيق العدالة الاجتماعية المنشودة.
واختتمت كلمتها بالتاكيد على أن “تمكين المرأة هو تمكين الانسانية” هذا شعار نسعى لترسيخه ضماناً لتقدم الإنسانية أجمع ، مشيرة الى أنها ضمت كلمتها الى بيان مجموعة الـ 77 والصين، وكذلك بيان المجموعة الافريقية.