بمناسبة صدور المجموعة القصصية الرابعة “كٍمٍت.. قصص من الأرض السوداء” للكاتبة منة الله سامي عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.يقيم نادي القصة بالقاهرة بشارع قصر العيني ، في السابعة من مساء غد، ندوة حول الكاتبة وومضاتها القصصية
يشترك في المناقشة الدكاترة: محمد علي سلامة، عايدي علي جمعة، زينب العسال، ويديرها الكاتب محمد الناصر.
وقد أشار النقاد في دراساتهم المنشورة بين دفتي “كِمِت” إلى أن منة الله سامي كاتبة تتميز بإجادتها فن الومضة القصصية، واختيار عناوين ملغزة تحير القارئ وتدفعه إلى ضرورة البحث عن إجابة. ويصدق هذا على مجموعاتها القصصية الثلاث: “حمراء مستديرة”، و”فلول وأنوف”، و”القرص الذهبي”، كما يصدق أيضًا على هذه المجموعة الأحدث “كِمِت”.
وقد وضعت المؤلفة على غلاف هذه المجموعة القصصية سطرًا قد يبدو شارحًا للمعنى “قصص من الأرض السوداء” بدلًا من أن تقول إن “كِمِت” هو اسم مصر عند المصريين القدماء، في إشارة إلى الأرض السوداء، أو أرض الخصب والنماء.
وهذه المجموعة القصصية التي تضم 26 قصة ما بين الومضة الخاطفة والقصة القصيرة، تقع في 162 صفحة وقد كتبت جميعها أثناء فترة حكم الإخوان لمصر، وهي تعكس مدى حرص المؤلفة على التشبث بجذورها الضاربة في عمق هذه التربة السوداء غير مكترثة بالمصير الذي كان سينتظرها هي وقصصها في حالة استمرارية هذا الحكم وديمومته في مصر.
فبهذه القصة التي تحمل عنوان “تسلل العناكب” تشير منة الله سامي بوضوح إلى المتغيرات المأساوية التي طرأت على الحياة السياسية في مصر بمجرد وصول جماعة الإخوان المحظورة إلى سدة الحكم: “تغرق المدينة في الظلام.. يتسلل عنكبوت ضخم.. يقتنص القصر الكبير بين أقدامه الثماني.. تنساب من أسفل بطنه خيوط ينسجها شباكاً لزجة كثيفة تحيط بالبناء الضخم.. يُحكم سلاسله الحريرية حوله.. وينتظر.
عند أقل حركة تنقلها له الخيوط يسارع إلى الفريسة.. عناكب صغيرة.. يُغرق بعضها بهلامه الهاضم ثم يمتصها في تلذذ واضح.. والبعض الآخر يُحكم حولها شباكه الحريرية.
تهتز السلاسل بشدة.. تلقي عديد من العناكب بأجسادها فوق الشباك الدقيقة وتلتصق بها.. تعبر فوقها أعداد أخرى تعي وجهتها جيدًا.
تتصدع الخيوط العملاقة في أكثر من موضع.. وتنهال على العنكبوت قطرات من سم:.
وفي قصة أخرى بعنوان “سطوة الكهنة” نقرأ: “تخشى الملكة نفرتيتي من سطوة كهنة آمون المتعاظمة. يخبرها الكاهن أن رؤياها جد خطيرة، وتشير إلى أصابع خائنة تعبث في الخفاء”.
وتتأكد فكرة هذه المجموعة القصصية عبر قصة “جزاء” التي تقول فيها:
“يتحرك التمساح بتؤدة.. لا تكاد تبين على صفحة المياه آثار تنقله.. على الشاطئ تنسلخ الحية من جلدها القديم.. وتسعد بمسكنها الجديد الأكثر اتساعًا.. تبحث عن فريسة تقتات بها وتطلق لحواسها العنان تتسلل في خفة إلى عش التمساح.. تفتح فمها وتنزلق البيضة إثر البيضة.. تحسد نفسها على الصيد الثمين.. وفي لمح البصر تتلوى خارجة من العش.
يطبق التمساح أسنانه عليها.. فتنشق إلى نصفين.. ثم يعود إلى مجرى النهر الهادئ”.