ًتشبه الليلة البارحة كثيراً لحظة عربية ضالة ضلالا بعيدا نذهب إليها من جديد تتهاوى فيها دول عربية ، كما تهاوى العراق وكما تهاوت ليبيا وكما تدمرت سوريا الان نخوض رحلة الدمار النهائى لليمن صوملة اليمن ، دعنا نقول إن اليمن طوال العصر الحديث كانت رجل شبه الجزيرة العربية المريض كانت مملكة آل سعود تريدها هكذا ضعيفة مكسورة الجناح يتنازعها الفقر والجهل والمرض فلم تطل من الرواج الخليجى إلا الحسرات عمال فقراء يعملون فى امارات وممالك نفطية وتبعية عمياء للملكة السعودية وظلمت كثيراً المكونات اليمنية وتم تأميم الصراع الطبقى هناك بإسم نسخة رديئة من القومية العربية كان جنوب شبه الجزيرة العربية يرتع فى حروبه طوال الوقت بلا تنميه تليق ولامشروع جنرال خليجى يستنهضها حتى جاء اوان ربيعها العربى المفعول به واندلعت نيران قبائلها وطوائفها ودواعشها وباتت حظيرة للقاعدة والدواعش حتى ايران باتت لها قدم ويد طولى وسط فقراء صعده وهم مكون كبير واصيل للشعب اليمنى وليسوا مستوطنين او غزاه ايرانيين هبطوا من السماء على ارض اليمن ظفر كل محور اقليمى برجاله وبعد أن أفلس المحور السعودى وسقط على عبد الله صالح عانت حالة الاحلال والتبديل السعودية معاناة تاريخية وبيله اذ لم يفلح منصور هادى فى ملأ الفراغ السياسى القبلى الذى يمثله على عبد الله صالح وسقطت اليمن فريسة سهلة على يد الدواعش والاسلام السياسى بلا امل فى استنهاضها حتى نهض فريق الحوثيين وهم لمن لا يعرف شيعة زيدية ويمثلون اكثر من 22% من تعداد السكان فى اليمن وهم مقاتلون اشداء تم تسليحهم وساروا فى اتجاه تغيير الواقع السياسى لليمن حتى دخلوا عدن وسقط الدواعش تحت اقدامهم كالصراصير ،
فى تلك اللحظة كانوا منفتحين على حوار داخلى مع باقى المكونات اليمنية ومع الجوار بعثوا رسائل طمأنة لمصر ووسطوا امارة قطر للحوار مع المملكة السعودية وكانت موائد الحوار معدة للتفاوض جدياً نحو القواسم المشتركة فى الداخل والخارج ولكن لحظة الانتصار على القاعدة فى عدن شكلت مفترق الطرق للملكه لاتعرف كيف وانتهى الحوار كله بالقصف الخليجى وجر حلف عربى ودولى يستدعى الحل العسكرى فى اليمن ومن ضمنه مصر التى فى اعتقادى على المستوى الاستراتيجى تحتاج يمناً قوياً فيه سلطة دولة هناك على العكس من المملكة السعودية التى تحتاج يمناً تابعاً هزيلاً ولكن مصر الان ليست فى وضع يسمح لها بالتعبير عن طموحاتها الاستراتيجية فى المنطقة لا تملك القاهرة تحت وطأة الحاجة إلا دور التابع للخليج وفى القلب منه مملكة السعودية رداً للجميل او للوازع الاقتصادى او السياسى الحالى ولكن مصر هى الخاسر الاكبر فى هذه الحالة التى من المقدر ان تطول وتخلق دولة متصوملة على الارجح أن طال أمد القصف وتم تدمير البدائل السياسية على حدود باب مندبها لأنه بديهى أن الصراع اليمنى ليس أمامه أى حل عسكرى ناجز إلا ليخلق مزيداً من الفوضى والاضطراب على حافة قناة السويس التى تشكل ومحورها أمل مصر فى التعافى الاقتصادى .
نخلص من هذا أن مصلحة مصر الحقيقية كانت فى دعم الحل السياسى فى اليمن لا فى الفوضى هناك لانه من غير المرجح ان ينتصر فريق هذا وقد أنقادت مصر لحسابات ضيقة جداً الى شق الثعبان وحتى الان لايبدو الافق واعداً ولا مرشحاً لحلول بل ربما تتداعى الامور اكثر تحت وطأة القصف والطوح السعودى الى جعل حالة الفوضى اليمنية حالة مزمنة وهذا أكيد يأتى عكس المصالح المصرية هناك بالطبع صانع القرار المصرى امام وضع حرج وازمة حقيقية لا يمتلك كل الاوراق للخروج الامن منها ولكن على الاقل ينبغى أن ندرك مصالحنا الحقيقية فى هذه المنطقة من العالم ونعمل على تخفيف من الاثار الكارثية التى من المحتمل أن تطالنا أثارها .
أود أن اقول قولاً واضحاً من مصلحة مصر تقليل أمد الحرب اليمنيه وتدعيم فرص الحل السياسى هناك وليس الاندفاع بسرعه أكبر إلى شق الثعبان .