لم يكن يعلم وهو يودع أبنه ذو الثلاث سنوات أن طلقة مجهولة سوف تخترق سيارته الذي يعمل عليها سائق بأحدى الشركات، لتصيبه وتقتله فى الحال بين الذين يحاولون أن يدمرون البلد مستخدمين التطرف والسلاح في مظاهرتهم في ذكرى مرور أربع سنوات، ليسجل بدمائه ضمن الذين سالت دمائهم من أجل الوطن، هو وسيم عبد الجابر، موظف بالمصل واللقاح ويعمل سائق كعمل اضافى لكي يستطيع أن يصرف على ابنه وزوجته.
التقت «وطني» بأسرة وسيم عبد الجابر، شهيد الاشتباكات التى حدثت فى الذكرى الرابعة في منطقة بجانب كنيسة مار مرقس فيصل بالجيزة.
قالت هناء زوجته،لـ«وطني»، كان آخر اتصال معه الساعة 12:56 ظهرا وطلب منى عدم النزول للاشتباكات التى كان يراها فى الشارع بين الأمن والإخوان ورفض نزولى الكنيسة وقال «الضرب فى المنطقة جامد أوي بين الشرطة والإخوان، وقال لى الضرب حوليا جامد أوى فبقولو اية راح قالى الشرطة من جانب والدنيا مولعة قدامى ومن ورايا الميكروباصات واقفة ومقدرش اسيب العربية».
وتابعت زوجة الشهيد، طلبت منه أن يترك السيارة خاصة إنه أكد بسماعه ضرب النار فى كل مكان، مؤكدة إنه بعد ذلك قطع الخط معه ولم يستجيب لأى مكالمات وكانت أخر كلمة تسمعه منه قبل انقطاع الخط هى توجعه وهو يقول «آاة».
واوضحت، تحركت بعدها إلى صاحب السيارة الذى يعمل عليها «وسيم» وشرحت له كل ما حدث وبعد ما اتصل بأكثر من سائق فى المنطقة قالوا له «عربيتك واقفة فى الكوم الأخضر بس مفيش حد جواها»,
وأضافت، عندما سمعت ذلك كنت حاسة انه حصل حاجة له ، وبعدها جاء اتصال من أحد اقاربي يقول إن زوجي وسيم وجدوه فى السيارة فى حالة إغماء.
وقالت زوجته « كان نفسى الجنازة تتصور حتى يعرف الجميع كيف كان محبوب من الناس كلها مسيحى ومسلم واصحابه المسلمين كانو ماشيين فى العزاء بيقولو حسبى الله ونعمة الوكيل وصمموا يحملوا صندوق جثمانه»
وأوضحت أنه كان إنسان خدوم وحنين على الجميع وانا واثقة ان هو فى السماء في احضان المسيح، وهذا هو عزائى.
وقالت هوايدا عبد الجابر اخت الشهيد، لما ذهبنا وجدناه الدماء تسيل من جسمه ولم يجد أحد لكي يسعفه حتى اننا ذهبنا إلى أسعاف بالمنطقة ورفضت، موضحة إن الناس الشهود على الحادث قالوا إن مظاهرة الآخوان التى كانت تطوف فى الشارع خرجت منها طلقة وجاءت فى «وسيم»
وتسألت، كان فى حاله وبعيد عنهم لماذا قتلوه؟، فهو لديه ابن عمره 3 سنوات وجاء بعد 11 سنة من زواجه.
وأشارت، أنه ابنه كاراس يسأل عنه نقول له «بابا راح يجيب عيشك»، ربنا موجود وانا واثقة إن ربنا مش هيسيب حقه، موضحة إن التشريح قال مات نتيجة رصاصة دخلت الرئة أدت إلى الوفاة.
وأوضح أمير ابن عمه،المسيرة التى كانت تمر بجواره كانت كلها منقبات والشباب ملثم وكانوا يضربون الخرطوش والشماريخ والبعض كان يحمل طبنجات، مشيرا أنهم قتلوه عندما رأوه يتكلم فى التليفون متصورين أنه يبلغ عنهم
وقال «أصابه رصاصه دخلت من قائم السيارة مرتكزة فى القلب واتصلنا بالشرطة والإسعاف جاءت بعد ساعتين والشرطة جاءت بعد ثلاث ساعات وحتى لو هو فى كان فيه نفس محدش كان هيلحق يساعده»
وأوضح، إن الشرطة عندما استجوبت الشهود فى المنطقة أوضحوا إن المسيرة كانت حوالى 500 فرد و كان يوجد فى المسيرة 3 يحملون أسلحة وقاموا بحرق بعض المحلات
وطالب، بمساعدة الحكومة بصرف معاش للأسرة خاصة أنه ترك زوجته وابنه بدون اى عائل يصرف عليهم.