عقد آباء الكنيسة الكلدانيّة، سينودساً أستثنائياً برئاسة غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو كلّي الطوبى ، في مقرّ البطريركية في المنصور ببغداد.
تداول الاباء ما آلت إليه الأمور في أبرشية مار بطرس الرسول الكلدانية في سان دييغو غربي الولايات المتحدة الامريكية، وقد أبدى الأساقفة أسفهم الشديد على عدم تجاوب مطرانها مار سرهد جمّو والمطران مار باوي سورو وبعض كهنته، مع متطلبات القوانين الكنسية ونداءات البطريركية من أجل تعزيز الوحدة والشركة وتفعيل القوانين، مما أنعكس سلبًا على الكنيسة ومؤمنيها. حتى يعود السلام إلى الأبرشية ويعود المؤمنون إلى كنيستهم، أتخذ آباء السينودس أجراءات واضحة تجاه هذه الحالة المحزنة، متآزرين بوحدة الرأي وتغليب خير الكنيسة الكلدانية.
وبهذه المناسبة يدعو السينودس المؤمنين في أبرشية مار بطرس بسان دييكو، الى التمسك بثوابت إيمانهم القويم، والوفاء لكنيستهم الكلدانية، واعتماد الحكمة والمحبة.
و بخصوص المطران سعد سيروب، أعرب الآباء عن ألمهم للتصريحات التي وردت في وسائل التواصل الاجتماعي وتقديم أستقالته من كلية بابل وطلبه الركون الى سنة سبتيّة والسفر من دون أنتظار الجواب، وعدم حضور رسامة أخويه الأسقفين الجديدين والسينودس الاستثنائي.
ويؤكد أباء السينودس أن اللجوء الى القوانين الكنسية في مواجهة بعض الصعوبات هو حماية للجميع. وعين الاباء الاب د. سامر صوريشو عميداً لكلية بابل الحبرية .
و عن وضع العائلات المهجرة ، أعرب آباء السينودس عن تضامن الكنيسة الكلدانية مع العائلات المهجرة، ووقوفها “بقوّة مع شعبنا المهجـّر والمتألم، القلق والخائف، بكلِّ أطيافه، وتوظيف كلَّ امكانياتها لخدمته ورفع معنوياته، وزرع الامل في قلبه”. وأشاد الآباء بتحركات غبطة البطريرك والاساقفة في داخل العراق وخارجه في احتضان أبنائنا الممتحنين، ومساعدتهم، والدفاع عنهم. ويشكرون كلَّ مَن مَدّ لهم يد العون. ويطالبون بهذه المناسبة، الحكومة المركزيّة وحكومة اقليم كوردستان بتخصيص مبالغ مالية لدعم هذه العائلات التي هجرتها “داعش” وسلبت اموالها وممتلكاتها. كما ينادون القوى الوطنيّة، في الداخل والخارج، إلى توحيد الجهود في سبيل تحرير المناطق المحتلة بأسرع وقت، مع ممارسة الضغط اللازم بغية توفير الحماية لها حتى يتمكن أصحابها من مسيحيين وسائر العراقيين، من العودة الى بيوتهم والعيش بأمان وكرامة.
كما أعرب الآباء عن ألمهم لما يجري في سوريا وتضامنهم مع شعبها. ويطلبون صلاة الجميع من اجل عودة السلام والاستقرار الى بلدان المنطقة.
أما بشأن الرابطة الكلدانية التي كان غبطته قد عقد العزم على إنشائها، والتي بسبب الأحداث المتسارعة لم يتيسر تشكيلها، لكن يبقى تشكليها قائماً وضرورياً لما فيه خير شعبنا في كل أنحاء العالم. فالرابطة الكلدانية: رابطة مدنية تعنى بالشؤون الاجتماعية والثقافية للكلدان. لها شخصية ادبية – معنوية مستقلة، ولا تتعارض نشاطاتها مع توجهات الكنيسة الايمانية والراعوية. وقد تبنى الآباء مسودة النظام الداخلي على ضوء الاقتراحات التي وردت كما هو منشور ادناه. وكلف غبطة البطريرك والمطرانان المعاونان مار شليمون وردوني وباسيليوس يلدو لأعداد المؤتمر التأسيسي.
و بمناسبة إحياء ذكرى المذابح التي تعرّض لها شعبنا في مثل هذه السنة، وقبل قرن من الزمان، والتي يطلق عليها اسم “السيف – سفر برلك”، كان لا بد أن نستذكر شهداءنا والأبرشيات التي أزيلت. لذلك قرر آباء السينودس تعيين يوم للاحتفال بهذه الذكرى كتقليد سنوي هو الجمعة الاولى بعد عيد القيامة من كل عام يسمّى “جمعة الشهداء والمعترفين بالإيمان”، بدل “جمعة المعترفين”. هذا الاحتفال يقع هذه السنة في العاشر من شهر نيسان تقام فيه قداديس ونشاطات ثقافية وشعبية في كافة ابرشياتنا ورعايانا. وسيصدر مجلد يخلد تاريخ هذه المجازر وأبرز ضحاياها من أمثال المطارنة أدي شير وتوما أودو ويعقوب أوراهم وغيرهم.
هذا وقد تم تشكيل المحكمة البطريركية الاستئنافية للنظر في الدعاوى المتعلقة بقضايا تخص الاكليروس الكلداني. وقد أنتخب سيادة المطران ميشال قصارجي لتنظيمها والاشراف عليها.
في الختام رفع الجميع إلى الرب القدير صلواتهم من أجل أن يحل السلام العادل في العراق والمنطقة، فيحيا الجميع بالعزّ والكرامة.