لم تتطرق القمة لدور الوسطاء و الغموض المحيط بسلوك قطر و تركيا
التغطية على المؤسسات الدولية التى تشترى النفط من “داعش”
امريكا تدرب الاف المعارضين السوريين فى تركيا و تصفهم بالمعتدلين
توالت ردود الافعال حول قمة مكافحة الارهاب التى اختتمت اعمالها الخميس الماضى فى العاصمة الامريكية واشنطن ..
حيث خرج اول انتقاد من مسلمى امريكا بعد كلمة الرئيس الامريكى باراك اوباما اما القمة .. و التى اعتبر فيها أن المتطرفين الإسلاميين” لا يتحدثون باسم “مليار مسلم” داعيا الى التصدي “لوعودهم الزائفة و”أيديولوجياتهم الحاقدة” من خلال توحد القادة الغربيين والمسلمين في رفض ما يزعمه “الجهاديون” من أنهم يمثلون الإسلام.. و بالرغم من ان اوباما اكد ان الحديث حول ان الغرب يحارب الاسلام هو كذبة بشعة تريد التنظيمات الارهابية من خلالها تجنيد المزيد من الارهابيين مستغلين الاسلام اسوأ استغلال.
الا ان ذلك لم يطمئن عدد من المؤسسات و المنظمات الإسلامية و الحقوقية بالولايات المتحدة فوجهت انتقاداتها للقمة مؤكدة ان القمة تحصر التطرف في المسلمين.
و تعليقا على ما جاء فى القمة حول التحالف الدولي في العراق وسوريا و الذي يضم نحو 60 دولة و سيعمل على تعميق التعاون ضد المقاتلين الإرهابيين الأجانب من خلال مشاركة المعلومات وجعل تنقل المقاتلين بين العراق وسوريا أكثر صعوبة.لكسر حلقة العنف خاصة الطائفي .. وجد العديد من التخصصين ان هاك تعتيم على عدة امور بالمؤتمر .
يقول الدكتور وليد فارس مستشار لدى الكونجرس الامريكى لشئون الشرق الاوسط و الارهاب: ” فشل المؤتمر الخاص بمكافحة التطرف فى تحديد ما هو الاعتدال و ما هو التطرف ؟ فالمعتدلين بالنسبة لهم هم الذين لديهم شراكة معهم- باختصار الاخوان – ايضا فشلت السياسة الامريكية فى المواجهة الشاملة اذ تخلت عن الشركاء الاخرين فى جبهات مختلفة مثل سيناء و اليمن و ليبيا .. و كل ما تفعله هو الحديث عن الاستراتيجية لكن على ارض الواقع ليس هناك استراتيجية .. و اكد زعماء الكونجرس امس ذلك اذ انتقدوا المؤتمر عبر وسائل الاعلام الامريكية ..
و يضيف فارس :” كيف نفسر الاتفاق العسكرى الذى جرى صباح الجمعة بين امريكا و تركيا لتدريب خمسة الاف من اعضاء المعارضة السورية – الذين وصفوهم بالمعتدلين – اى مكافحة تلك التى تتم عبر تدريب المعارضة فى سوريا ؟! و ما هى الية الاعتدال ؟ فليس كل من يواجه داعش يعد معتدلا .. فهؤلاء مشاريع دواعش ما لم يتم تحديدهذا الاعتدال عقائديا بانه التخلى عن مشروع الخلافة المزعومة.
يقول الدكتور دغسان نمر القيادى الفلسطينى و رئيس كلية الاعلام جامعة القدس بفلسطين ” تناولت القمة ما يخص تجفيف منابع الدعم المادي للتنظيمات الارهابيه ومحاصرة كل من يتعامل مع هذه التنظيمات من خلال شراء النفط منها .. فى حين لم يتم الكشف عن اسماء المؤسسات التي تعاملت مع التنظيمات الارهابية لفضحها ومعاقبتها وهذا ما قد يترك هذه المؤسسات دون عقاب.. بل يدفعها للاستمرار فى التلاعب بارواح البشر بتعاونها مع داعش
و ما اقصده هنا هى المؤسسات البترولية التى تشترى النفط من داعش و من المؤكد ان تلك المؤسسات ذات علاقة بشكل او اخر بمؤسسات رسمية”
و يتابع دغسان متسائلا :” لماذا لم يتم تكشف عن كل المتورطين بالتعاون مع التنظيمات الارهابية .. فمن غير المنطقي ان لا يكون لدى المؤسسات الاستخباراتية معلومات عن هذه المؤسسات .. و ما الذى اتخذته الدول والمنظمات الدولية من ردع و حصار تجاه كل من تعامل مع داعش .. و هنا تمكن المشكله لان دور الوسطاء يبدو غامضا و ان لم يتضح سيقوض ذلك من جهود مكافحة الارهاب
و يضيف دغسان من اولئك الوسطاء قطر التى لم تعلن عن الدور الحقيقى لها بعد و تركيا التى لم تتدخل بعمل عسكرى ضد داعش حتى الان .. فغموض دور تلك الاطراف من شأنه ان يشير لدور خفي لدول عظمي في المسألة ولاسرائيل التي تريد توريط الدول العربية في حرب ضد هذه العصابات في وقت تحاول هذه الدول بناء نفسها.
ضمن اهم الانتقادات ايضا ان مقعد لبنان كان “فارغاً” .. حيث جاء قرار لبنان بإلغاء مشاركته احتجاجاً على مشاركة اسرائيل .. فيما قالت الخارجية الاميركية إن “كل من اسرائيل ولبنان شركاء مهمين لنا في مكافحة الارهاب ونأسف لغياب لبنان عن المؤتمر”. وشدد المسؤول على أن التعاون بين واشنطن والسلطات الأمنية اللبنانية لن يتوقف بسبب عدم حضور المؤتمر، خصوصاً وأن وزير الداخلية نهاد المشنوق يعد لزيارة رسمية للعاصمة الاميركية في مارس المقبل.
ايضا اعترض خبراء استراتيجيون على عدم تعرض المؤتمر للتعريف الاجرائى للارهاب حتى لا تتورط امريكا فى مواجهة جماعة الاخوان المسلمين .. وفى هذا الصدد يؤكد الدكتور حسن هريدى مساعد وزير الخارجية الاسبق قائلا :” ما هو الارهاب الذى يواجهه التحالف الدولى ..فلا يوجد اتفاق على تحديد العدو الحقيقى او ادراج كل الفصائل الارهابية فاين اذا المواجهة الشاملة .. و كيف يمكننا تفسير ان هناك تحالفا دوليا يحارب تنظيم “داعش” فقط فى العراق و سوريا .. بينما نفس التنظيم له مناطق امتداد جغرافية اخرى فى مصر و اليمن و لييا .. فالكل يعلم ان تنظيم انصار بيت المقدس اعلن البيعة لداعش و كذلك فجر ليبيا و انصار الشريعة .
و على ذكر ليبيا يضيف هريدى :” هناك اشياء غير مفهومة فمن المسلم به انه اذا تم السماح لهذا التنظيم بالتجذر هناك فسيكون التهديد لامن دول البحر المتوسط كلها .. و بالرغم من ذلك فان الدول المعنية بمواجهته لا تريد التحرك العسكرى كما شاهدنا فى البيان الخماسى الصادر فى 17 من الشهر الجارى و فحواه ان هذه الدول مع الجهود السلمية بينما استهدف التنظيم بالتفجير – صباح اول امس الجمعة – منزل رئيس البرلمان الليبى و مديرية الامن و محطة توزيع مياه و اسقط 30 قتيلا و ما زال يسفك الدماء فكيف تتم مواجهته سلميا ؟
من ناحية اخرى و حول حديث وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى عن أن الأفكار الإرهابية تأتى من الفقر والجوع والبطالة.. و حتمية محاربة التهميش الاجتماعى فى إطار مكافحة الإرهاب، و كذلك ما جاء بكلمة بيتر نيومان رئيس مركز دراسات التشدد حول الدور الذى يلعبه الانترنت فى تجنيد الارهابين و انتداب المقاتلين من كافة الدول .
انتقد نشطاء حقوقيون هذا الطرح الذى يدعو ضمنيا لفرض الرقابة على الانترنت .. و ارجعوا ذلك الى ان مناخ القمع يعد حاضنة للارهاب ينمو و يتكاثر فيها بينما العكس فى مناخ الحرية
تعليقا على ذلك يقول ريموند ابراهيم المتخصص فى شئون الشرق الادنى و الاسلام السياسى بامريكا :” انقاذ حياة البشر اهم من الحرية .. و لو ان مواقع التواصل الاجتماعى صارت مقرا لانتداب المقاتلين و نشر افكارهم الجهادية التى تتسبب فى نحر الاعناق و سفك الدماء لنطلب ذلك اجراءات لضبط النشر و الا سندور فى دائرة مغلقة .
اما فيما يخص مشاركة وزير الخارجية سامح شكرى و التى طرح خلالها ضرورة تبني توجه شامل لمحاربة التهديدات الإرهابية دون تمييز بين ما أسماه “بالإرهاب السيئ” الذي يجب محاربته وهزيمته والإرهاب “الجيد” الذي يمكن التكيف معه مؤكدا انه في النهاية يجب التصدي لكافة التنظيمات المتطرفة أيديولوجيا وعسكريا على الأرض..ودعا شكري الدول الشريكة إلى توفير الدعم والمساعدة اللازمة للدول التي تقف في الخطوط الأمامية في هذه المعركة .
هذا و قد تعهد المشاركين في بيانهم الختامي برسم خارطة طريق في إطار مكافحة العنف لدى المتشددين، خلال لقاء من المقرر عقده على مستوى الزعماء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر المقبل.. وشدد البيان على أن «العنف لدى المتطرفين» مثل «الإرهاب» ينبغي ألا يلحق ويربط مع أي دين، أو شعب، أو حضارة، أو مجموعة عرقية
الجدير بالذكر ان قمة مكافحة العنف لدى المتطرفين ، التي نظمها البيت الأبيض، في واشنطن، عقدت على مدار ثلاثة أيام بمشاركة أكثر من 100 مندوب بينهم وزراء خارجية عدة دول عربية والامين العام للأمم المتحدة بان كي مون.يهدف إلى التباحث وتبادل الآراء حول سبل مكافحة العنف الموجه من جانب الجماعات “المتطرفة” بشكل شامل يشمل الأبعاد الاجتماعية والعسكرية والاقتصادية، بمشاركة أعضاء بالمجتمع المدني ونشطاء ومسؤولين وممثلين لمؤسسات خاصة وحكومية.